سيريا ديلي نيوز - مجد عبيسي

المادة العاشرة لن أكتبها أنا، فقد أثخن فكري سمعي وهو يريد أن يمسك بالقلم ليطلق العنان لجنونه المحبب !

 

أه من حبيب الجنون هذا، فهو لم يزل متفردا بذاته الغراء رغم إقناعي له بأن ياسمين دمشق الأبيض ولد من أمه الخضراء !

 

سأتركه رغم يقيني بأنه حين ينشز فكري للعلن، قد أدفع الثمن.. ولكن لا يهم، فابن أدم في النهاية هو وليد قطرة، ومسير بيد القدرة.. لا يفيض من العدم ولا يؤول إلى العدم..

 

أه.. عذرا، فهو يريد القلم: في البدء كان أنا.. ثم كان الوطن. ثم أنا والوطن.. ثم أنا الوطن. 

 

كيف بدأت الحكاية.. نشأت بين كفي الرحمن، وتعلمت بحب الله كل شيء، وأن الخلق نثار يتفق ويفترق، وأن كينونة النفس الأدمية هي من روح الذات الإلهية.. ومن حبك لذاته تستقي حبك لذاتك. 

 

فعشقت ذاتي وغذيتها بطعوم الروح حتى اغتنت وربت.. نمت فوق ذوات الأخرين، فحنت وظللت، وفاضت حبا عليهم حتى تعبت وأرخت خدها للأرض.. لم ؟! 

 

لأنها أحاطت أن الأخرين هم -مثلها- امتداد للذات الإلهية على البسيطة.. فلم تندم لما أعطت وفاضت، فحبها المستنفد من كينونتها بات يمشي أعدادا على الأرض التي أرخت.. إنها أرض الوطن.. الله ما أجمل الثمن !

 

/ثم أنا والوطن/.. وكانت الكبوة.. قناطير من الجاحدين زهدوا بأعطية الحب واغتنوا بأنانيتهم ! 

 

لم يفرقوا بين الحب الصالح المصلح والأنانية.. فانكفأت ذاتي التعبة تلملم زادها المزهود به، وبنت عليه مجددا من فيض الألوهية.. ففاضت مجددا. 

 

فاضت بجزء منه في صدور الأخرين كون الصدور تحفظ الأمانة.. أو هكذا ظنت ! 

 

وأبقت لها قدرا من القوة لترقب ما يفعلون.. وتراءى لها حب الذات والوطن.. وفي الحقيقة لم يكن.. /أنا الوطن/.. في الحقيقة كان اليأس من عادة الإنسان الظلوم الجهول "الزاهد بالأمانة".. فالحب ما لبث أن انتثر من صدورهم ولما يدخل قلوبهم التي ران عليها ما كانوا يفعلون.. وكان القرار.. وقفت ذاتي وقفة المحارب الأخير، واستزادت فيضا من الودود، وعاهدت بنشر ألوية الحب على تخوم القلوب "باليد".. وغرس بذور الإيثار في جلاميد الأنانية.. فأمسكت بها -أنا الفكر العزيز- وقلت: أنا ذاتي.. ذات العترة.. ودون الناس أنا الوطن.

 سأحمل عنكم الصخرة.. أجمل رباه بالثمن. /  /

 

بقلم : مجد عبيسي

Syriadailynews


التعليقات