سيريا ديلي نيوز - مجد عبيسي

أمام تعهد وزير التجارة والاقتصاد بتحويل الوزارة إلى غرفة عمليات للملمة أطراف أزمة الغلاء تمهيدا لاحتوائها، لم يزل التجار يرفعون الأسعار ونظرهم نحو السماء، تطلعا منهم لتلامس أسعارهم السماء ربما، وترفعا بنظرهم عن رحمة المواطن الذي يناشد الحكومة الرحمة .. تماما كما لم يزل ياسمين دمشق ناصعا وصابرا.

 

ولا نعلم ماذا قدمت الحكومة حتى اليوم، أو متى تنوي أن تقدم؟! سياسة النفس الطويل مكروهة في وقت باتت فيه المتغيرات أسرع من تداول الليل والنهار، وباتت أصابع تضغط على مأقي العيون .. ولم يبق سوى أن نغرغر أمام مكاتب أصحاب الشأن حتى يتكرموا بتحريك أذرعهم الاقتصادية لنجدة المواطن من السقوط في الهوة المتسارعة في الاتساع بين الدخل والصرف. وما يبقي المواطن قادرا على شراء أي شيء هذه الأيام هو إما معجزة تصبره على شح العيش، أو إيداع يده جيب الغير. 

 

     ونقف هنا في حضرة ظاهرتين "لا بارك الله بهما"، الأولى ستؤول إلى العوز عاجلا أم أجلا، لأن التزايد السعري اللا متناهي سيودي بالمواطن إلى مرحلة عدم القدرة على الدفع، وبالتالي قد يخرج -بدافع الجوع- مخارج سوء لا تحمد عقباها.

 

   والثانية تتمثل بتفشي الفساد والسرقة وامتهانها كسبيل لترميم أطراف هوة الغلاء المتزايدة .. وهذه الظاهرة قد انتشرت بشكل كبير كحل شعبي يقي الوقوع في ظاهرة العوز. وهنا نكون قد نسفنا كل المحاولات والنداءات للإصلاح منذ سنوات! 

المقصد: لن أعمم هذه المرة بكلمة "المعنيين" بل أخص وزير الاقتصاد والتجارة وأذرعه التنفيذية على الأرض.

 فحال المواطن لن يحتمل حتى تغيير وزاري أخر! 

أوضاع السوق في فحش متزايد، ويد الحكومة هي الضابط الوحيد وصمام الأمان. فالحسم ليس لزاما على مؤسسة الدفاع وحدها، بل على جميع مؤسسات الدولة التعامل بحسم وبالتوازي في جميع القطاعات، لدحر أعداء الوطن على اختلاف مواقعهم ومسمياتهم وأسلحتم .. ودمتم.

     

 

    بقلم: مجد عبيسي

Syriadailynews


التعليقات