سيريا ديلي نيوز – علي حسون

قد يرى البعض في غلاء الأعلاف سببا رئيسيا للارتفاع الجنوني لمشتقات الحليب إلا أن المعضلة التي تقض مضجع القطاع تتمثل في  تهريب جزء هام من ثروتنا الحيوانية إلى تركيا ولبنان والأغنام إلى السعودية عن طريق العراق ,حيث يتم التهريب من قبل مجموعات تخريبية بغرض بيعها بأسعار مرتفعة.

ومع أن عبد الرحمن الصعيدي رئيس الجمعية الحرفية للألبان والأجبان ومشتقاتها اعتبر أن خروج القطاع العام من السوق الداخلي شكل أزمة حقيقية بعد أن كان ينتج أنواعا مختلفة ومتنوعة من الأجبان والألبان إلا أنه يشير  إلى توقف معظم المعامل الكبيرة التي كانت تشكل رديفاً هاما للقطاع بسبب الاعتداءات والتخريب من قبل المجموعات الإرهابية .

ولفت الصعيدي أن المشافي بدأت بالحصول على حاجتها من السوق الخاص مما شكل ضغطاً وعبئاً على  هذا السوق كالأمر استثنائي علما أن محافظة ريف دمشق تشكل المصدر الأول للمادة ,حيث تغذي سوق دمشق والذي يحوي الباعة فقط وليس المصنعين ومع تدهور أوضاع مناطق ريف دمشق توقفت 80% من إنتاج هذه الورشات ولم تتمكن من تأمين سوى 10% منها في الأماكن الآمنة فقط .

عامل أساسي

وفيما يتعلق بصعوبات النقل أوضح الصعيدي أن تضرر ريف دمشق وإغلاق مناطقه جعل من الصعوبة بمكان وصول ما تبقى من الحرفيين إلى دمشق إضافة للارتفاع في  تكاليف النقل بين مناطق الورشات وتضاعف أجور النقل  مع ارتفاع أسعار العلف كان عامل أساسي لتسعير الحليب فعندما كان سعر كيلو العلف 10 ليرات  كان كيلو الحليب 10ليرات وعندما وصل كيلو العلف  إلى  50اصبح كيلو الحليب  50ليرة, إلى أن وصل  الحليب اليوم إلى  85ليرة أي أن كيلو الجبن الشلل وصل إلى 850ليرة سورية ,لأن كل 10كيلو حليب تنتج كيلو جبن .

وتوقع الصعيدي زيادة بالارتفاع لأسعار الحليب والأجبان في ظل تجاهل وزارة الزراعة واتحاد الفلاحين للتعاون و التنسيق مع الجمعية وتتحمل المسؤولية  في تراجع مربي  الأبقار والأغنام بسبب عدم تقديم الدعم الكافي لاستمرارية الإنتاج والحفاظ على الأسعار ,لافتاً أنه تم إرسال كتب إلى وزارة الزراعة واتحاد الحرفين من أجل دعم مربي الأبقار وتأمين الأعلاف وموافاة الجمعية بشكل دوري بالأعداد الموجودة .

قرار مفيد

واستغرب الصعيدي قرار استيراد الحليب الطازج بسبب عدم معرفة المصدر وكيفية الاستيراد إضافة لعدم  مشاورة الجمعية بخصوص القرار مع انه قرار مفيد في حال التشاور معنا لتحديد أماكن الورشات العاملة وتشغيل الورشات الأخرى لإيصال الكميات المستوردة إليها بغية تعويض التراجع الكبير بالكميات المنتجة ,

وطالب صعيدي بالتوجه شرقاً لاستيراد الأجبان منها كون الجبن المصنع لديها يشابه المحلي واغلب المنتجين هناك اكتسبوا الخبرة من سورية وتعلموا على ايادي الحرفيين السوريين .

حجج الباعة

تأتي هذه التطورات في وقت ارتفعت فيه أسعار مشتقات الحليب بنسبة 150% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، مع ملاحظة وجود تفاوت بسيط بين أسواق مدينة دمشق حسب تصنيف السوق ونوعية البضاعة وبيعها ضمن محل تجاري أو على البسطات المنتشرة بشكل خاص في سوق البرامكة.

 

وبين تقرير ميداني  صدر مؤخرا أن "ارتفاعات تدريجية طرأت على الأجبان والألبان في الفترة الأخيرة حتى وصلت إلى هذه المستويات الجنونية من دون أن تحرك الجهات الرقابية ساكناً" موضحاً أن "حجج باعة الأجبان والألبان لم تبتعد عن تبرير الغلاء بالخلل في حركتي العرض والطلب وارتفاع أجور النقل وزيادة أسعار الأعلاف علماً بأن المربين يعتمدون بشكل أساس على تسمين وتغذية المواشي من الأغنام والأبقار على المراعي الطبيعية".

Syriadailynews


التعليقات