أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الانتاج الحيواني أن خفض أسعار منتجات الثروة الحيوانية من لحوم وحليب وألبان وأجبان والمنتجات التي يتعامل المواطن بها بشكل شبه يومي مرتبط بتنفيذ حزمة من الإجراءات تعالج مكامن الضعف في تطوير انتاجية الثروة الحيوانية.

واعتبر قرنفلة في تصريح لنشرة سانا الاقتصادية أمس أن نقطة البداية تكون من خلال تشجيع القطاعين العام والخاص على تأسيس مصانع اعلاف تعتمد على تحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية قوالح وسيقان الذرة- قشور الفول والبازلاء قشور الفول السوداني- تفل البندورة- تفل العنب والاتبان وغيرها بطرق ووسائل ميكانيكية وكيميائية وادخالها بخلطات متوازنة مع الاعلاف المركزة حبوب الشعير- كسبة القطن- نخالة القمح.

ويهدف ذلك بحسب قرنفلة إلى استثمار تلك المخلفات ذات القيمة الاقتصادية والتي يتم استخدامها بشكل غير نافع اقتصاديا وانتاج اعلاف رخيصة القيمة الغذائية اعلاف متكاملة وذات مردود انتاجي يتناسب والطاقات الانتاجية للثروة الحيوانية المحلية.

وأوضح قرنفلة ان المزارع يسوق انتاجه من المخلفات لهذه المصانع التي تقوم على معالجتها واضافة ما ينقصها من فيتامينات ومعادن وطاقة وبروتين وتصنيعها وانتاجها بخلطات مصنعة ومغلفة يمكن تداولها بسهولة.

وأشار قرنفلة إلى أن سورية لديها نحو 12 مليون طن وحدة حبوب تكفي لاطعام 73ر6 ملايين رأس غنم لمدة عام إلا أنه حاليا يتم استثمار قسم ضئيل منها في تغذية الحيوان مثل اتبان القمح والشعير واتبان البقوليات إلا أن استخدامها على هيئتها الخام يحقق استفادة جزئية ومتواضعة في محتواها الغذائي بينما يتم حرق الجزء الأعظم منها أو يشكل مشاكل بيئية في مناطق انتاجه وانتشاره.

وأضاف الخبير قرنفلة أن هذا النوع من الاعلاف المتكاملة يساعد المربي على الاستغناء عن الاحتفاظ بكميات كبيرة الأحجام من الاتبان والمخلفات التي يستخدمها في تغذية الحيوان كما يساعد في الحد من هدر الاعلاف كما ويوفر استقرارا بنوعية العلف المقدم للحيوان من وجبة لوجبة ومن يوم لآخر وهو امر مهم جدا من الناحية العلمية للحصول على اعلى انتاج من الحيوان.

كما يشكل فرصة لتشكيل احتياطي علفي لمواجهة السنوات التي ينخفض فيها انتاج المواد العلفية وانتاجية المراعي الطبيعية علما أن الكميات المشار إليها من المخلفات الزراعية تساهم بتوفير احتياجات كل الحيوانات المجترة من أبقار وأغنام وماعز وابل وجاموس وتحقق فائضا لتغذية اعداد اضافية ما يؤدي إلى نمو القطيع المحلي من الحيوانات وتأمين حاجة البلاد من اللحوم والحليب والمنتجات الحيوانية المختلفة وفتح فرص لتصدير فوائض تلك المنتجات.

وأشار المهندس قرنفلة إلى أن مراكز البحوث الوطنية قامت منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي باختبار طرق متعددة لتحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية وادخالها بأعلاف المجترات سواء في مراكز البحوث أو من خلال التطبيق في حقول المربين وعلى قطعانهم وبإدارتهم وبالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي وقد أثبتت تلك الاختبارات أهمية وضرورة واقتصادية هذا التوجه.

التعليقات