عمدت بعض المصارف العامة في الفترة الأخيرة إلى إنشاء نسخة جديدة من بياناته الورقية والالكترونية على حد سواء لحفظها في مأمن من أي تخريب أو أذى قد يطالها في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة في البلاد.‏

 

وبحسب صحيفة " الثورة "  فإن بعض المصارف العامة باشرت انشاء نسخة جديدة واحتياطية من بياناتها المالية والمصرفية ومعاملاتها مع الزبائن وعقود القروض الموقعة مع المواطنين، اضافة الى عقودها الاخرى مع مختلف الجهات العامة والخاصة لحفظها في مكان آمن لا تمتد له يد الإرهاب . ووفقا للمصادر فإن المصارف انشأت نسخا ليست إلكترونية فقط من بياناتها بل ورقية أيضا مأخوذة عن الأضابير الورقية الاصلية الموجودة لديها، بالنظر الى انها قد تكون اشد المتضررين من أي عمل ارهابي يطولها ، بالنظر الى ان معاملات المصارف من بين اكثر الجهات العامة تنوعاً في علاقاتها ومعاملاتها، وتمتلك شبكة وقاعدة بيانات مهمة بالنسبة لعملها.‏

 

وبحسب المصادر فإن انشاء النسخ الاحتياطية من بيانات المصارف خطوة مهمة جدا تبعا لكون معاملات المصارف لا تنقضي فعاليتها خلال فترة زمنية قصيرة او متوسطة بل تمتد لسنوات بحسب نوع المعاملة او العقد او القرض، فبعض القروض تمتد لخمس عشرة سنة، وبعضها الاخر لعشر سنوات او خمس مما يعني ان الحفاظ على هذه المعاملات مسألة غاية في الاهمية بالنسبة للمصارف نفسها كما هي بالنسبة للزبائن على حد سواء، كونها تحفظ حق المواطن فيما سدده وفيما أودعه كما تحفظ مصالح المصرف وحقوقه فيما اقرضه وفيما اودع لديه على ابسط تقدير.‏

 

وكانت الهيئة العامة للضرائب والرسوم مثالا حقيقيا على تفادي تخريب الارهاب من خلال الحفاظ على بياناتها، حيث بقيت بيانات الهيئة ومعاملاتها مع المواطنين وسجلاته الضريبية التي تشتمل على الحياة الضريبية لكل مواطن بقيت سليمة، بالرغم من ان التفجير الارهابي الذي نفذته المجموعات الارهابية المسلحة بالقرب من ساحة السبع بحرات قد طالها، إلا ان احتفاظ الهيئة بنسخة الكترونية عن بياناتها الضريبية وكافة السجلات الموجودة لديها، مكنها من تجاوز اثار هذا التفجير الارهابي ومكنها من مباشرة عملها وفتح ابوابها امام المواطنين والمراجعين بعد الحادثة الارهابية بيوم واحد فقط.‏

ووفقا للمصادر فإن المصارف ستباشر انشاء نسخة جديدة الكترونية اضافة الى نسخة اخرى ورقية من بياناتها ومعاملاتها كل شهر عن الشهر الذي مضى حتى لا تكون المعاملات قد تراكمت من جهة وحتى لا تكون كمية كبيرة من البيانات والسجلات عرضة للخطر في حال حدوث عمل تخريبي او إرهابي بل يقتصر الضرر في هذه الحالة على مدة لا تزيد عن اسبوع واحد على ابعد تقدير وهي المدة التي تكون فيها مجموعة من البيانات قد اكتملت، في حين تبقى بقية المعاملات آمنة ومحفوظة في حرز من أي اضرار.‏ وكانت مجموعة مقرات فروع المصارف في المناطق الساخنة قد تعرضت للتخريب والنهب الى جانب مجموعة من الصرافات الالية التابعة للمصارف العامة نتيجة اجرام وتخريب المجموعات الارهابية المسلحة، إلا ان الأغلبية العظمى من بيانات وسجلات هذه الفروع -بحسب المصادر- بقيت سليمة بالرغم مما طال مبانيها من ارهاب نتيجة لحفظها من قبل اداراتها وإنشاء نسخ احتياطية منها، لتكون عملية الحفظ على مستوى مصرف بعينه وسيلة اضافية للأمانات بالنسبة لكافة الفروع التي تحتفظ بنسخة من بياناتها والإدارة العامة تحتفظ بنسخة اخرى.‏

التعليقات