. لم يخطىء الأجداد عندما أطلقوا عليها شجرة الخير أو فاكهة الشتاء لتعدد استخداماتها حيث يمكن طحن ثمارها وأكلها كالخبز فضلا عن صلابة خشبها الذي يضاهي خشب شجرة البلوط ويكتسب قيمة اقتصادية عالية تستخدم في البناء وصناعة الورق والسفن وخزانات المياه والزيوت علاوة على مقاومتها الجيدة للرطوبة واتساع ظل أوراقها إلى 40 مترا مربعا. شجرة الكستناء الخيرة تصنف من الأشجار الحراجية ذوات الثمرة الشوكية التي تحوي ما بين بذرة واحدة إلى ثلاث ذات لون بني غامق بلمعة جذابة من أصناف الأشجار الحراجية النادرة التواجد في سورية نظرا لوجود العديد من الشروط اللازمة لنموها حيث تنتشر في موقع ضهر القصير بريف حمص وموقع آخر بطرطوس. زراعة شجرة الكستناء بدأت في موقع ضهر القصير وفق عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة بمحافظة حمص حمدو الجوراني منذ العام 1976 على مساحة 480 هكتارا حيث تمت زراعة 367 ألف شجرة في مواقع واديي بحور ورباح اضافة الى مقلس وحاصور وعين طوال المزار وضهر حدية. ويشير الجوراني إلى ازدياد المساحة المزروعة بالكستناء حيث وصلت حاليا إلى 525 هكتارا محققة أهدافا بيئية وسياحية إضافة إلى دورها في حماية التربة من الانجراف إذ تختلط أشجار الكستناء في الموقع بأشجار الصنوبر الثمري والبروتي والأرز والشوح والسرو وغيرها من الأشجار الحراجية لتشكل لوحة من السحر والجمال في هذه المنطقة. ووصل إنتاج الكستناء في العام الماضي إلى 3673 كيلوغراما بزيادة نصف طن عن المتوقع رغم إصابة الأشجار بآفات أدت إلى تساقط أعداد كبيرة من أوراقها ما أدى إلى صغر حجم الثمار ووجود أخرى جوفاء الأمر الذي يحتم معالجة هذه الحالة عبر التخفيف من كثافة الأشجار لزوم التهوية وتقليل الرطوبة وخلق مساحات شمسية في الأراضي إضافة للمعالجة الكيميائية. وتنمو شجرة الكستناء في التربة الخصبة عميقا ولا تتحمل الأتربة الكلسية وتعيش في المرتفعات حيث تتوافر الرطوبة العالية كما تتحمل الصقيع والرياح وتوجد في المناطق التي لا يقل المعدل المطري فيها عن 700 مم وهي شجرة عقيمة ذاتيا التلقيح متبادل ولا يمكن الحصول على إنتاج من الأشجار الوحيدة الصنف إلا إذا زرعت مع الصنف المزروع أصناف أخرى متعددة. ويوضح الجوراني .. تبدأ شجرة الكستناء بالاثمار بشكل واضح في عمر 12 سنة وتثمر بصورة منتظمة اعتبارا من عمر 25 سنة إذا كانت منفردة وابتداء من عمر 40 سنة إذا كانت مجموعات كثيفة وتتراوح الكميات المجموعة من الثمار في الموسم من 3 آلاف طن إلى 12 ألف طن. ويتوقف الإثمار على الأحوال الجوية التي تسود المنطقة في كل موسم من حرارة وأمطار كون الغابة وقائية مختلطة ومزروعة ضمن مناطق جبلية ذات ميول شديدة لوجود صعوبة حقيقية في عمليات جمع الثمار خلال موسم الجمع والذي يمتد لأكثر من شهر اعتبارا من نهاية تشرين أول وحتى تشرين الثاني من كل عام. ويشير الجوراني إلى أن غابة الكستناء عانت هذا العام من محاولة القطع العشوائي للأشجار من أجل الحصول على الأخشاب لكن الجهات المعنية اتخذت الإجراءات المناسبة للحد من القطع والحفاظ على هذه الثروة. من جانبه يبين الاختصاصي بالطب البديل الدكتور عبد المؤمن قشلق أن أشجار الكستناء تتميز بعدد من الخواص والاستعمالات الطبية حيث يفيد نقيع الأوراق لعلاج الشاهوق والتهاب القصبات والنزلة الرئوية ويشد الأغشية المخاطية ويمنع السعال كما يمكن إجراء غرغرة بمغلي الأوراق أو اللحاء لعلاج التهابات الحلق وعلاج الإسهال وعلاج الام المفاصل والتهاباتها وألم أسفل الظهر وتيبس العضلات.   سيريا ديلي نيوز

التعليقات