سيريا ديلي نيوز- حسام الحلبي
ترك المهجرون بيوتهم وعقاراتهم ومزارعهم وضحوا بها في سبيل أمنهم وأمن أطفالهم هربا من موت يلحق بهم راجين مستقبلا أفضل لهم ولأبنائهم باحثين عن أمن وأمان يذهب عنهم وطأة الحروب وراضين ببرد قارص وتشرد قاتل يلجئون الى بلدان كنا لشعبها يوما وطنا دافئا معطائا في أزمتهم ولا سيما العراق ولبنان الذان أحتضنت سوريا شعبهما واعتبرتهما جزءا من شعبها في أرضها التي تتسع للجميع ولكن يبدو أن أحلاما بوطن ثان أمن تتبدد يوما بعد يوم في ظل مخيمات الموت مخيمات ظن البعض أنها ملاذا أمانا يقيهم من نار الحروب فلم يجدوا بها سوى تشرد من نوع أخر في مكان لايظلهم به سوا قطعة قماش تسمى ( خيمة ) لاتسمن ولا تغني من جوع لاترد بردا ولاتقي حرا ولاتمنع مطرا من سيول ولاحريقا من اشتعال .
صور أطفال المخيمات _ سواءا في الأردن أو لبنان أو العراق أو تركيا _ لاتقل ألما عن صور أطفال غزة أو حتى الاطفال السوريين الذين بقوا في أسرهم في المناطق الساخنة فعندما ترى طفلا نائما على فراش يكاد يلامس الارض المبللة بماء المطر وهو يلتف على نفسه بدون وسادة أو غطاء محاولا تدفئة جسده بجسده حالما ببيته الذي ذاب شوقا له بغرفته وبألعابه صور تفطر القلب وتدمع العين
وفي مشهد أخر من مشاهد المخيمات نرى أما تحرق الأحذية لتولد نارا تطهي بها طعاما واي طعام تحاول طهيه لتغذي أطفالها ظن منها أن بعض الحساء مع قليل من عدس وبرغل _ المتبقي لديها _ قد يعطيهم القدرة على البقاء على قيد الحياة حتى تنجو بهم من موت من الجوع بعد أن نجت بهم من موت من قتل ووالد تعيس اعتقد أن المخيمات ستكون بيتا اخر يحمي به أبنائه من خطر الحروب جسديا ونفسيا
ان القهر والحرمان الذي يتذوقه شعبنا كل يوم لم يتوقف عند الحدود بل تجازوها الى دول الجوار دولا من المفروض أن تحتضن شعبنا بكل محبة لا أن يمنون عليه ببضع أشبار من أرضها معتقدين أنهم قدموا لهم الكثير تاركينهم بلا أي مورد من موارد الحياة ناسين أفضال سوريا عليهم وعلى شعبهم وأننا كنا في يوم من الايام ولم نزل وطنهم الثاني عندما احتضنا الشعب الفلسطيني وبعدها العراقي في الغزو الأمريكي على بلدهم ولم نكتفي ولم نمل بل كنا أخوة للبنانيين ففتحنا الحدود في حرب تموز ولكن ليس للمخيمات بل لقلب العاصمة ولقلب المدن لأن الأشقاء دوما مكانهم في القلب ولم نرضى أن يكونوا على الهوامش كما فعلت حكوماتهم بمهجرينا ممتنين عليهم بالسماح بالدخول بعد ايام على الحدود منظرين قرارا سياسي داخلي أو ربما أممي
أهكذا يتعامل الاشقاء أهكذا يترك الاخ أخاه في العراء مفترشا الارض ملتحفا السماء ونأتي في النهاية لنقول كل العرب أخوة وأي عروبة تجمعنا ، صدقا لن أعتب هنا على الاتراك فهم شعب صديق وليس شقيق ولكن عتبي على العرب نسوا أو تناسوا واجباتهم مدعين في المحافل الدولية حزنهم وألمهم على شعبنا
سيأتي يوما وسيعود كل مهجر لداره وستعود سوريا أقوى من السابق عندها فقط سيعرف العالم أن سوريا والسوريون سيساعدون بعضهم البعض بدون الحاجة لأي أحد .
سيريا ديلي نيوز
2013-03-13 02:17:32