أكد وزير الصحة الدكتور سعد النايف أن الوزارة "وفرت كميات غير مسبوقة من المتممات الغذائية التي تلبي احتياجات الأطفال التغذوية خلال الأشهر الستة القادمة بقيمة تتجاوز 200 مليون ليرة" وتشمل أكثر من 5ر1 مليون جرعة من فيتامين أ للأطفال وغيرها من الأغذية العلاجية الجاهزة وحليب الأطفال العلاجي.

وأشار وزير الصحة اليوم خلال افتتاح حلقة العمل الوطنية التي تقيمها الوزارة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف حول التدابير الوقائية لتحسين الحالة الغذائية للأطفال في الظروف الراهنة إلى أن "الوزارة كرست جهودها لتلبية الاحتياجات التغذوية للأسر ولاسيما في المناطق الأشد احتياجا" وبما يكفل تحسين الحالة الصحية لهم والارتقاء بالمؤشرات الصحية التغذوية.

وأوضح الوزير النايف أن الوزارة ومنذ بداية الأزمة الراهنة التي تمر بها سورية "بذلت جهودا متزايدة في سبيل تحسين الواقع التغذوي للأطفال" بالتعاون مع مختلف القطاعات العامة والأهلية والمنظمات الدولية المعنية مؤكدا ضرورة ايلاء المزيد من الاهتمام للجوانب المرتبطة بحفظ صحة الاسر ولاسيما الاصحاح البيئي بما في ذلك سلامة الماء والغذاء وصحة الطفل وتحصينه باللقاح وبرامج مكافحة الاسهالات وبرنامج تشجيع الارضاع الطبيعي والصحة الانجابية.

وأكد وزير الصحة ضرورة "وضع استراتيجية عمل لمواجهة سوء التغذية" وخاصة للأسر التي تعيش في ظروف صعبة وتمكينها من ممارسة أفضل الخيارات التغذوية من خلال اعتماد خطة وطنية يتم من خلالها تغطية شاملة لكل التجمعات والأفراد المستهدفة والمتأثرة بما في ذلك مراكز الإقامة المؤقتة للمتضررين مع إيلاء نظام المعلومات الخاص بالترصد التغذوي اهتماما خاصا بهدف إيجاد طرق تدخل فورية لتلبية كل الاحتياجات الصحية التغذوية لهؤلاء.

ولفت الوزير النايف إلى أن سورية كانت على مدار السنوات العشر الاخيرة في مقدمة دول اقليم شرق المتوسط من حيث تحسن المؤشرات الصحية وخاصة في مجال صحة الأم والطفل حيث لامس التقدم الذي تم تحقيقه في هذه الجوانب الأهداف الإنمائية للألفية موضحا أنه رغم هذا التقدم يشكل الواقع التغذوي للأطفال ولاسيما في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية "تحديا مقلقا للوزارة" رغم أن الأرقام المسجلة للأطفال المصابين بسوء التغذية بمستوياته المختلفة على المستوى الوطني ضمن المعدلات الطبيعية للإصابة وفقا للتصنيفات العالمية.

بدوره أكد الدكتور يوسف عبد الجليل الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف في سورية استمرار المنظمة بدعم جميع القضايا التي تخص الأطفال في سورية ومن بينها الجوانب المتعلقة بصحتهم وتغذيتهم معتبرا أنه من حق كل طفل التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه والحصول على خدمات الرعاية الصحية وحمايته من الامراض ومن بينها سوء التغذية.

وبين الدكتور عبد الجليل أن سوء التغذية يعد السبب غير المباشر لنصف الوفيات لدى الأطفال دون سن الخامسة لأنه يضعف مناعة الجسد ويزيد من سوء الحالة المرضية مشيرا الى أن النساء وخاصة الحوامل والمرضعات والأطفال دون عمر السنتين من أبرز الفئات المعرضة لأخطار سوء التغذية مؤكدا أهمية استهداف هذه الفئات عند تطبيق التداخلات التغذوية الوقائية.

واعتبر الممثل المقيم لمنظمة اليونيسيف أن الرضاعة الطبيعية من أهم التداخلات التغذوية والصحية غير المكلفة التي يمكن أن تقلل نسب حدوث سوء التغذية لدى الأطفال داعيا إلى دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية ووضعها ضمن قائمة الأسس المهمة لتغذية الطفل والتي تساعد على التغلب على مشكلات سوء التغذية.

وعن أسس تغذية الأطفال الأخرى أشار الدكتور عبد الجليل إلى أنها تشمل معرفة استعمال الأغذية التكميلية المثلى وإجراء التقييم التغذوي أثناء حالات الطوارئ وتدبير حالات الإصابة بسوء التغذية الحاد وتوفير المغذيات الدقيقة كفيتامين أ وتعميم إضافة اليود للملح وتدعيم الأغذية بالحديد والمعادن الضرورية.

من جانبها اعتبرت كيت نيوتن ممثلة برنامج الاغذية العالمي أن الاطفال عادة هم الأشد تأثرا بالظروف الصعبة والأزمات مبينة أن السنوات الأولى بحياة الأطفال هي الأهم لضمان نموهم بشكل سليم وتعتبر من التحديات الأساسية التي تتطلب توحيد الجهود كافة لمواجهتها.

وبينت نيوتن أن البرنامج لديه هدفان رئيسيان أحدهما تدريب كادر للعمل على تحسن الحالة التغذوية للأطفال والثاني توفير مواد غذائية معينة لمساعدة المواطنين الذين يعانون من مشاكل غذائية ولاسيما الحوامل والأطفال في كل مكان.

وتحدث الدكتور أحمد العبود مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة عن البرامج التغذوية في الوزارة والتي تتضمن برنامج الترصد التغذوي وبرنامج عوز المغذيات الدقيقة لمكافحة عوز الحديد والفيتامين أ واليود مستعرضا أنشطة الوزارة في مجال تحسين تغذية الرضع والأطفال في الظروف العادية والاستثنائية.

وشرح الدكتور سامر عروس مدير برنامج التغذية في الوزارة أسباب سوء تغذية الأطفال كالأمراض ووجود وارد غذائي غير كاف والوظائف الأساسية لبرنامج التغذية في حالات الطوارئ كالتطوير المستمر لحالة الترصد التغذوي وتحديد أنظمة المعلومات الصحية وتنظيم استبيانات سريعة لتحديد المجتمع وحجم الكوارث الغذائية.

واستعرض عدد من المشاركين الواقع الصحي لمراكز الإقامة المؤقتة في محافظات دمشق وريفها ودرعا والسويداء وحمص والقنيطرة وعدد الأسر المتواجدة فيها والخدمات الصحية التي توفر لها. وبحث المشاركون في حلقة العمل التي تستمر ثلاثة أيام البرامج التغذوية في الوزارة ووظائف برنامج التغذية في حالات الطوارئ.

سيريا ديلي نيوز

التعليقات