غياث النقري ملحن يعمل بإحساس ومشاعر اختلطت فيها كل أنواع الحب فالوطن بالنسبة له هو الأسمى والأغلى حيث عبر عن حبه له بأجمل الألحان كما أصر أن يلحن للجندي الذي يقف على الحدود وعلى كل المفارق ليقطع أي يد تحاول النيل من الوطن.
وقال النقري في حديث خاص لسانا إن الأغنية الوطنية بالنسبة لي هي انعكاس حقيقي لتطلعاتنا وتحفيز لمن يبذل روحه من أجلنا فهي قد تفجر براكين وتصنع معجزات.
واعتبر النقري لحنه لسفينة مريم التي كتب كلماتها الشاعر اللبناني محمد علوش التي حاولت كسر الحصار على غزة من أهم الألحان الوطنية إضافة إلى أغنية الجولان وإلى الأغاني الوطنية المصورة مثل سورية الجولان السوري ويا رجال البحرية غناء معين حامد ويا رجال البحرية بنسختها الثانية غناء فاتن أسعد وكلتاهما للشاعر حسن حسن.
ولفت النقري إلى أنه لا ينحاز إلى أي نوع من الألحان ولا إلى أي نوع من الأغاني إذ تأسره الكلمة الجميلة والعبارة الأخاذة فعندما يصل إلى نتيجة تحرك خلالها مشاعر الإنسان سواء كان في الكلمة الوطنية أو العاطفية أو الاجتماعية فيكون اللحن ناجحاً والأداء مرضياً ويكون قد ساهم في بناء الإنسان الصحيح لأن الموسيقا واللحن لهما دور كبير وتاثير في المتلقي مشيرا إلى أن هناك الكثير من الملحنين الذين تركوا بصمة في هذا المجال ومنهم مجد جريدي ونظير مواس وناصر مورلي.
أما عن ألحانه الأخرى فأوضح النقري أنه شارك في كثير من المهرجانات رغبة منه بدعم الأغنية السورية إضافة إلى تلحينه العديد من أغاني مهرجان الأغنية السورية منها يا "شويقي روح جاية" و"أحبك وأطمع بودك" لفاتن أسعد مبينا أن المهرجانات مساهمة ثقافية واجتماعية.
والأطفال بالنسبة لهذا الملحن السوري هم رصيد المستقبل الوطني وفرح الوطن القادم فلا بد أن ننتظرهم ليتابعوا مسيرتنا وانطلاقاً من ذلك قدم لهم كثيراً من الألحان ليفرح معهم منها "من شعبنا الحبيب وأطفالنا الواعدين" و"ضحكة ورنة طيور الجنة" تأليف حسام دولي.
وفي البرامج الإذاعية كان للنقري مشاركات عديدة قال عنها: أحاول جاهداً أن أدخل في ألحاني ضمن النسيج الإنساني والاجتماعي خلال البرامج التي لها حضور اجتماعي مهم على صعيد الوطن الحبيب فشاركت في ألحان برنامج "يسعد مساك سورية" كلمات عيسى الضاهر.
وبين الملحن السوري أنه يحضر لأغنية جديدة تصف الجندي بلباسه الأنيق وحركته وكفاحه ونضاله محققاً لحناً فيه مقومات الحداثة الحقيقية التي تناولت موضوعاً مبتكراً في تناول المفردات والمعاني بعد أن أثرته الكلمات التي ترددت أمامه بعنوان "هالبدلة شو بتلبقلك يا أحلى جندي بهالكون" وهي من كلمات نبوغ أسعد حيث لم يغفل الجانب العاطفي والغزلي لأنه أيضاً يعبر عن مشاعر شريحة ليست قليلة في مجتمعنا ومن هذه الأغاني التي لحنها حبي يا عمري وأطمع بودك.
وعن مستوى الأغنية المحلية قال النقري هناك تراجع في مستوى الأغنية في بعض المجالات نظراً لتردي المستويات المكونة لبعض الأغاني ولاسيما في تراجع اللحن والكلمة أحياناً ومحاولة تغطية هذا التراجع في إيحاءات تصويرية ليس لها مستقبل فني شأنها شأن فقاعات الصابون أو البالون قد تطير عالياً لكن تعود خائبة.
وأوضح الملحن السوري أن هناك أصواتا غنائية ظلت محافظة على حضور الغناء ومستواه العريق وأصواتهم ماثلة في أذهاننا وذاكرتنا مثل ميادة حناوي ووضاح اسماعيل وفاتن مصطفى إضافة إلى واحد من أهم الأصوات الجبلية مثل فؤاد غازي ومحسن غازي.
وقال الملحن النقري: إن التلحين على الساحة العربية بدأ يتراجع كثيراً ومثله على الساحة السورية في مواكبة للأغنية التي أصبحت تعيش في مناخ بيئي لا يعتمد على الأصالة وعلى الأسس الصحيحة وهذا ما يهدد المستقبل الفني الذي راحت تهجره الأصالة والكلمة الموزونة والشفافية العالية بيد أن هناك من ظل محافظاً على رونقه ورونق ألحانه كالملحن سهيل عرفة وأسعد خوري.
أما عن رأيه بشعراء الأغنية فأوضح النقري أن هناك عددا لا بأس به حافظ على أصالة كلماته مثل الشاعر عصام جنيد وحسان يوسف وحسن حسن وعيسى الضاهر وأحمد عريضة وصالح هواري.
يذكر أن النقري قام بتلحين مجموعة من الشارات الغنائية وقدم الموسيقا التصويرية لعدد من المسلسلات والبرامج الإذاعية ومن ذلك أعمال توب العيرة وشارة مسلسل الحصاد المر التي غنتها فاتن مصطفى ومسلسل "عندما يموت الحب" من إخراج علاء الدين كوكش وغناء عتاب عيسى.
كما قدم أيضاً الموسيقا التصويرية لفيلم الورطة للكاتب ممدوح عدوان وزوايا السعيد والمحاكمة والصفعة إضافة إلى برنامج جزيرة المرح تأليف محمد جومر وإخراج مروان قنوع وغناء فاتن مصطفى.
سيريا ديلي نيوز- سانا
2013-02-21 18:59:14