رغم تطور قطاع النحل خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً نتيجة الاهتمام والدعم الذي أولته الدولة للقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني إلا أن تربية النحل تأثرت بشكل كبير نتيجة الأوضاع الحالية..
فالدلائل كما يؤكد المهندس فايز درويش رئيس قسم النحل في وزارة الزراعة تشير إلى تدهور في أعداد النحل والإنتاج نتيجة للحالة العامة التي تمر بها بلدنا وصعوبة نقل الخلايا إلى المراعي وعدم تمكن العديد من المربين من متابعة مناحلهم لتقديم الأعمال النحلية الضرورية لطوائف النحل.

درويش: ليس لدينا إحصائيات

ويضيف درويش: حالياً هناك صعوبة وعدم قدرة على استكمال حصر حجم التأثر الذي ناله القطاع نتيجة الظروف الحالية. وعن المعوقات الأخرى التي تواجه مربي النحل في سورية يشير درويش إلى أنها متعددة وتشمل الظروف المناخية الحالية وحالة الجفاف التي تتعرض لها بلدنا خلال السنوات الأخيرة وانحسار بعض الزراعات وعدم ترك أراضٍ بور نتيجة زيادة التكثيف الزراعي وموجات الصقيع وطول فتراتها وخاصة في العام الحالي والاستثمار غير المستدام للمواد الطبيعية مثل الزعتر البري في المنطقة الساحلية, وزيادة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية وتوقف المصرف الزراعي عن تأمين القروض اللازمة لمربي النحل, وعدم شمول مهنة تربية النحل في صندوق دعم المنتجات الزراعية والاستخدام غير العقلاني للمبيدات الزراعية ووجود سوق تهريب للعديد من المبيدات غير المراقبة والضارة بالنحل والصحة العامة, بالإضافة إلى ارتفاع  أسعار مستلزمات الإنتاج وضعف القوة الشرائية للمستهلكين والانتشار الكثيف لطائر الوروار خاصة في العام الحالي وصعوبة مكافحته نتيجة قانون منع الصيد الساري المفعول منذ ما يزيد على عشرين عاماً والمتزامن انتشاره مع فترة تلقيح الملكات في فصل الربيع إضافة لعودته في فصل الخريف فهو طائر مهاجر واستوطن في بعض المناطق الشرقية  مثل الرقة والحسكة وهو شره لشهد العسل ويأكل النحل. ويضيف درويش: إن عدد مربي النحل في سورية يقدر بحوالى (15000-20000) مربٍ أما العاملون في مجال النحل وتصنيع مستلزمات تربية ومحلات بيع منتجاته وبعض الصناعات التي تدخل في تركيبها منتجات خلية النحل مثل (السكاكر, مواد التجميل, الصابون, الشامبو) فيزيد عددهم على 35 ألف مشتغل. أما الأسر التي تعتمد في معيشتها على قطاع النحل فهي  تفوق 35 ألف أسرة. وعن حيازة المربين لطوائف النحل فعدد المربين الحائزين لـ 50 طائفة فما دون يشكلون 60% من إجمالي عدد المربين, والمربون الذين تتراوح حيازتهم بين 50 -100 طائفة يشكلون 30% من عدد المربين. والذين تترواح حيازتهم أكثر من 100 طائفة نحل فيشكلون 10% من عدد المربين.  ووصل عدد مراكز تربية النحل إلى 15 مركزاً عام 2011. وأكد درويش أن استيراد النحل في سورية ممنوع, ومسموح استيراد النحل الطنان وعلى الرغم من ذلك فهناك عمليات تهريب لملكات نحل أجنبية (كرنبولي –إيطاليا) وصعوبة مراقبتها وضبطها توضع في جيب المسافر ومن المحتمل أن تنقل وتنشر الأمراض. وأضاف درويش: يسمح باستيراد العسل من الدول الأعضاء في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى فقط أما بقية منتجات خلية النحل من غذاء ملكي – حبوب طلع- شمع- نحل- عكبر.. فيسمح باستيرادها من بعض الدول. أما بالنسبة لتصدير العسل فيسمح تصديره بعد الحصول على موافقة من وزارة الزراعة, وفي عام 2012 تمت الموافقة على تصدير 50 طن عسل. وأشار درويش إلى أنواع العسل المنتج في سورية بحسب الأزهار التي يجمع منها الرحيق فهي العسل الجبلي (الجردي), عسل الأشواك, حبة البركة, الحلاب, اليانسون, الكينا, الحمضيات, عباد الشمس والقطن. وأكد درويش أن العسل الجبلي وحبة البركة في مقدمة الأعسال المرغوبة من قبل المستهلكين وأوضح درويش أن سلالة النحل المرباة في سورية هي سلالة النحل السوري apis melifera Syria وهي ثروة وطنية مهمة نشأت منذ آلاف السنين وتطورت وتأقلمت مع البيئة السورية وتمتاز باستهلاكها الاقتصادي من المخزون الغذائي خلال الشتاء ومقاومتها للأمراض والآفات وتضع بيضها بالتزامن مع توافر المرعى ونشاطها وحركتها الدؤوبة ودفاعها عن مساكنها ضد الدبور الأحمر الشرقي والأعداء الأخرى. وتنتشر تربية النحل في جميع محافظات القطر إلا أنها تتركز بشكل أساسي في حماة والغاب ودمشق وإدلب واللاذقية.

التعليقات