حسام الحلبي - سيريا ديلي نيوز
الاعلام مصطلح كبير فهو عبارة عن وسيلة نقل للحدث من موقعه الى أفراد المجتمع وعلى الاعلام أن يكون مراة للحدث عن طريق عدة قنوات منها ( الصحافة المكتوبة _ القنوات التلفزيونية والاذاعية _ مواقع الانترنت ... ) ويجب أن يكون الاعلام مستقلا نزيها صادقا بنقل الخبر دون تضخيم او تخفيف ليصل للمتلقي كما هو وكأنه في موقع الحدث
في عصرنا الحالي بدأ يفقد الاعلام مصداقيته التي ترتبط بمهنيته وحرفتيه وأصبح سلاحا من أقوى الأسلحة القادرة على مالا تقدر عليه حروب عسكرية طاحنة وتحول ( البعض منه ) الى اعلام مأجور يتلقى أمولا من جهات داخلية أوخارجية لتضخيم خبر معين أو تخفيفه أو ربما نفيه وكأنه لم يكن كل قناة بحسب مموليها وأصحابها سواءا كانت حكومية أو خاصة فنجد الواحد منا يستمع الى الخبر من احدى المحطات على احدى الدول فيصور الخبر أنه حرب شاملة فتكت بأهل تلك الدولة وفي نفس الوقت يسمع الخبر بمحطة اخرى تصور الخبر ( برؤيتها ) على أنه سحابة صيف وتهونه لدرجة الاستخفاف به والضحية دائما ( المشاهد ) أما الاولى فتفند برامج عدة وساعات متواصلة لبحث الخبر وتداعياته وطبعا لتوحي بأنها صادقة وبأنها محايدة تأتي بــ ( محللين سياسين ( لانعرف من هم ومن أي أتوا ؟؟ ) _ ناشطين حقوقين ( مجهولوا الهوية أحيانا ) _ شهود عيان ( أبوعلي وأبو محمود !!! ) _ صور ملتقطة بعدسة هاتف محمول ( مصدرها فيس بوك ) _ مقاطع فيديو ( لانعرف متى وكيف واين صورت وعلينا أن نكتفي بقراءة لوحة مكتوب عليها المكان والزمان وعلينا أن نصدقها كأنها google earth أو نرى في احدى المقاطع بأن المصور من غبائه !! قريب جدا بل يقف بجانب المجرم والضحية وكأن المجرم يقول له صورني !!! ) تلك هي أدواتها للعبث بفكر المشاهد فيصدم المتلقي بين محطة مؤيدة ( للموت ) واخرى معارضة محرضة فعليه هو نفسه ان يكون محللا سياسيا بارعا وأن يختار الخبر الذي يماشي ميوله السياسي ومعتقاداته حتى بتنا نرى المارة في الطرقات تتحدث عن الاخبار وتفندها كأنهم وكالات اعلام !!
وبعد كل هذا تبقى الحقيقة الفعلية مجهولة وتستمر حروب القنوات حروب الكترونية وحروب انترنت اعلامية مفتعلة كل منها تهدف لاقناع أكبر عدد من المواطنين بأفكارها والتي تؤثر بشكل أو بأخر على المشاهد وتجعل تكرار الخبر يشكل يقينا عند المتلقي وقناعة تامة بمصداقية المحطة أي سياسة ( اكذب اكذب حتى تصدق ) لا بل وان بعض المتلقين تنقلب افكارهم من مع الى ضد أو من ضد الى مع وهنا تكمن الخطورة
علينا أن نكون اوعى من هذه الحرب ومن هذا التضليل وليس الحل اللجوء الى محطات تخفف الخبر بل يجب أن ننظر للخبر من عدة جوانب ونستخدم عقلنا وليس مشاعرنا لتصديق الخبر أو تكذيبه مع الرغم بالاعتراف بصعوبة ذلك لأن هناك غرف عمليات مهمتها صناعة الخبر هدف تلك المحطات اسقاط هذا أو تمجيد وتأليه هذا !!!
نحن بالفعل بحاجة الى اعلام صادق نزيه ملتزم مهني ولو لم يواكب ميولنا الا أن الحقيقة لها وجه واحد ويجب أن نرضى بها أعجبنا أم لم يعجبنا وتبقى الحقيقة بأرضها دون أن تصل الينا بظل هذا النوع من الاعلام الفاسد اترك القلم لارائكم
syriadailynews
2013-02-12 22:39:37
ريان