بحث وزير الصحة الدكتور سعد النايف مع رؤساء ومديري أقسام الطوارئ في عدد من المنظمات الدولية واقع القطاع الصحي والتحديات التي يواجهها والاحتياجات اللازمة للاستمرار بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين.

وبين وزير الصحة أن القطاع الصحي استطاع في السنوات الماضية الوصول إلى أفضل مستوياته من خلال 92 مشفى خاصا بالوزارة و 1901 مركز صحي موزعين على كل المحافظات ومنظومة اسعاف متكاملة و70 معملا دوائيا تغطي 93 بالمئة من احتياجات السوق المحلية.

ولفت النايف إلى أن القطاع الصحي يواجه في المرحلة الحالية العديد من التحديات والصعوبات نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على سورية وإرهاب المجموعات المسلحة التي دمرت 48 مشفى منها 27 خارج الخدمة نهائيا و400 سيارة إسعاف منها 200 خارج الخدمة إضافة إلى استهداف الكوادر الطبية والتمريضية أثناء تأديتهم لخدماتهم الإنسانية ما أدى إلى استشهاد 52 وجرح 72 وخطف 20 اخرين.

وفيما يخص المعامل الدوائية أوضح وزير الصحة أن معظمها تأذى بشكل أو بآخر نتيجة استهدافها المباشر من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة حيث خرج 5 معامل منها عن العمل نهائيا إضافة إلى توقف بعضها لفترات نتيجة نقص مادة المازوت او انقطاع الكهرباء.

وبين النايف أن الوزارة تسعى وبالتعاون مع جمعيات أهلية ومنظمات دولية إلى ايصال جميع الخدمات الطبية لمحتاجيها مشيرا إلى بعض الصعوبات التي تواجهها في الوصول إلى المناطق البعيدة ولاسيما التي تعرضت لاعتداءات الإرهابيين.

وعن احتياجات الوزارة ذكر وزير الصحة أنها تبدأ بالأدوية ولاسيما النوعية منها مرورا بالتجهيزات والمستلزمات الطبية كالمنافس وأجهزة غسيل الكلية والحواضن وغرف العمليات وصولا إلى حاجتها للمساعدة في إعادة بناء البنى التحتية للموءسسات الصحية المدمرة مؤكدا الحاجة إلى مزيد من الدعم من المنظمات الدولية المعنية.

من جانبه أعرب تيد تشالبان مدير برامج الطوارئ في منظمة اليونيسيف عن "استعداد المنظمات الدولية لرفع مستوى التعاون مع الجانب السوري بعد تحديد الاولويات والاحتياجات اللازمة له" مبينا أن نجاح حملة التلقيح الخاصة بشلل الأطفال والحصبة "دليل على التزام الوزارة بالوصول إلى الاطفال في كل مكان" وإمكانية النجاح بتعاون مختلف الأطراف الحكومية والأهلية والدولية.

وقال تشالبان "من خلال زيارتنا إلى مشفى درعا الوطني أمس وجدنا أن البنية التحتية بوضع شديد التأزم ومستهدفة بالعنف وان المعاناة تقع بالنهاية على المواطن السوري".

ولفت تشالبان إلى ضرورة تزويد المنظمات بالمعلومات والبيانات لتتعرف بدقة على الواقع وتعد برامجها بناء عليه كذلك تعريفها بالجمعيات الأهلية العاملة على الأرض والمختصة بالشأن الصحي من أجل التعاون معها في مجال إيصال الخدمة الصحية لكل المواطنين.

وقال "سورية استقبلت وبكرم كبير فيما سبق أعدادا كبيرة من اللاجئين وعلينا اليوم رد هذا الكرم لها" مؤكدا أن المنظمات ستعمل مع أي شخص وفي كل مكان للوصول إلى الجميع.

من جانبه دعا ريك برينان مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية الوزارة إلى تحديد أولوياتها واحتياجاتها وتوفير المعلومات الصحية متسائلا "فيما اذا كانت هناك حاجة لزيادة الوجود الدولي على الارض وعن أفضل الطرق لدعم عمل الوزارة".

وبين أن "القطاع الصحي يواجه واقعا صعبا ومعقدا حيث تأثر بشكل كبير نتيجة الظروف الراهنة" معتبرا انه يمكن تحسين ذلك الواقع عبر زيادة التعاون بين وزارة الصحة السورية والمنظمات الدولية.

حضر الاجتماع ترود ستراند ممثلة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة واليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية وليلى بكر الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان ويوسف عبد الجليل الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف بدمشق

سيريا ديلي نيوز- سانا

التعليقات