42 أكد مصدر في "مصرف سورية المركزي" عزم المصرف في استمرار التدخل في سوق صرف العملات الأجنبية أمام الليرة بالنظر إلى أن مضاربي وتجار السوق السوداء تجاوزوا كل الحدود في محاولاتهم رفع أسعار صرف القطع الأجنبي. في وقت عزز فيه تدخل المركزي الثقة بالمخزون الذي يملكه من القطع الأجنبي، وهو ما تم تأكيده على لسان رئيس "مجلس الوزراء" وائل الحلقي في كلمته أمام "مجلس الشعب" يوم الاثنين الماضي حين أكد عزم الحكومة على استمرار التدخل لوقف ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي أمام الليرة السورية، مطمئناً في الوقت نفسه بان المخزون السوري من القطع الأجنبي هائل وكبير. ومن جانبه رئيس "الجمعية الحرفية للصاغة والمجوهرات"جورج صارجي أكد أن الدولار الأمريكي سجل في السوق السوداء خلال الأيام الماضية قبل عيد رأس السنة الميلادية سعر 92 ل.س للمبيع و91 ل.س للشراء. موضحاً أن سبب ارتفاع سعر صرف الدولار إلى ما يقارب 98 ل.س خلال الأيام العشرة الماضية يعود في جزء منه إلى توقف "مصرف سورية المركزي" عن بيع الدولار لحوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ما يعني بعبارة أخرى عدم سرعة تدخل "المصرف المركزي" في أسواق الصرف السوداء ما سبب اهتزازاً فيها وارتفاعاً بالتالي في سعر صرف الدولار بسبب صولات وجولات مضاربي السوق السوداء وعلى هواهم دون حسيب أو رقيب. ويضيف صارجي بأن المعتاد في تدخل "المصرف المركزي" هو قيامه ببيع كميات من الدولارات في كل يوم معتمد بحسب العادة إضافة إلى تدخله بكميات أخرى عند الحاجة أو عند محاولة مضاربي السوق السوداء خلق حالة من الانفلات في الأسعار. ولكن انقطاعه عن البيع سواء للتجار أو لغيرهم من الشركات ومؤسسات الصرافة لأسبوعين أو ثلاثة أحدث فراغاً في السوق استغله المضاربون، ولكن عودة المركزي إلى البيع بعد فترة الانقطاع السابقة أعادت الدولار إلى مستويات ليست قريبة من مستوياته السابقة ولكنها في نفس الوقت تلعب دوراً هاماً في الحد من ارتفاعه ، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية استمرار انخفاضه في حال استمر المركزي بهذه الآلية، حتى يصبح المجال الحيوي لسعر صرفه ضمن بدايات الثمانينيات من الليرات السورية ما بين 80 إلى 82 ل.س للدولار الواحد.‏ وفي نفس السياق قالت مصادر مصرفية مطلعة: "أن فعاليات السوق السوداء تمكنت في كثير من الأحيان من التأثير بشكل فاعل في سوق صرف العملات الأجنبية أمام الليرة لدرجة تبدو الصورة معها وكأن فعاليات هذا السوق تستقرئ الخطوات المزمعة من قبل الجهات العامة المعنية في هذا الشأن".‏ وتضيف المصادر المصرفية بحسب صحيفة "الثورة" الحكومية، بأن فعاليات السوق السوداء نجحت في كثير من المرات بالالتفاف على الإجراءات التي قامت بها الجهات العامة لإعادة التوازن والاستقرار إلى السوق السوداء من خلال التراجع والنكوص عن الفعالية في السوق حال معرفتها ببوادر آليات جديدة للتدخل في سوق صرف العملات الأجنبية، بعد أن تكون قد باشرت مضارباتها حال علمها كذلك بتراخي قبضة الجهات المتدخلة عن السوق السوداء.‏ المصادر شبهت آلية عمل فعاليات السوق السوداء بالسبق خطوة واحدة لكل الإجراءات واليات التدخل تأسيساً على الفهم الشديد الذي أبدته هذه الفعاليات لطريقة تفكير والية تدخل الجهات المتدخلة. ضاربة مثالاً على هذه المسالة بالإجراءات التي اتخذتها فعاليات السوق السوداء بعد حزمة الإجراءات التي نتجت عن الاجتماع الأخير الخاص بالتدخل في الأسواق النقدية وأسواق الصرف على المستوى الحكومي، حيث انكفأت الفعاليات عن الجزء الأكبر من نشاطاتها ومضارباته مما افرز انخفاضاً فورياً في أسعار الدولار بمعدل لا يقل عن 2.5 ل.س في سعر صرفه أمام الليرة السورية.‏ وأشارت في الوقت نفسه إلى أن آلية التدخل الجديدة التي اعتمدها "مصرف سورية المركزي" لعبت دوراً فعالاً في وضع حد لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية وتخفيض هذا السعر بمقدار لا يقل عن ست ليرات سورية، معتبرة أن استمرار المركزي في اعتماد هذه الآلية من شانه خلق مشكلة حقيقية أمام قوى السوق السوداء وحشرها في الزاوية وصولا إلى تحييد الجزء الأكبر من نشاطها.‏ وبقي سعر الدولار على حاله ما يقارب الأسبوع مراوحا بين 80 إلى 82 ل.س دون أن تنجح المحاولات المبذولة في خفض سعر صرفه أمام الليرة، في حين ارتفع في الأسبوع التالي إلى ما يقارب 100 ل.س. واستمر الحال على ذلك حتى باشر "مصرف سورية المركزي" تدخله بآلية مختلفة، مما أدى لانخفاض السعر إلى حوالي 91 ل.س للشراء و92 ل.س للمبيع في السوق السوداء المحلية. وعلى الرغم من أن انخفاضاً لا يقل عن ست ليرات سورية يشكل معدلاً للانخفاض لا يستهان به، إلا أن المخاوف ثارت مرة أخرى من أن تستجمع قوى السوق السوداء والمضاربين قواها وتعمد إلى رفع سعر صرف الدولار مرة أخرى في السوق المحلية، في حال ابتعاد المركزي عن التدخل لفترة أخرى. syriadailynews

التعليقات