تشتد الحاجة إلى الغذاء في بعض مناطق سورية حيث صار الاشتباك بالأيدي جزءاً من الكفاح اليومي لضمان الحصول على رغيف الخبز. وتشهد مدينة حلب بصورة خاصة أوضاعاً مروعة حيث يقول المدنيون: "إن الجوع بات يشكل خطراً جديداً على حياتهم". وقال أحمد أحد سكان منطقة صلاح الدين: "خرجت أمس ولم أستطع الحصول على أي خبز، ليت المشكلة كانت تقتصر فقط على نقص الغذاء - فهناك نقص كبير أيضاً في الوقود اللازم لتشغيل المخابز". وأضاف: "قبل أيام قلائل نفد الوقود لدى عمال المخابز ومن ثم حاولوا بيع أجولة الطحين – الدقيق". وبحسب "رويترز" بدأ الناس في الاشتباك بالأيدي على الدقيق. ويقول برنامج الأغذية العالمي إن ما يصل إلى مليون شخص قد يعانون من الجوع هذا الشتاء في الوقت الذي يزيد فيه تردي الأوضاع الأمنية من صعوبة الوصول إلى مناطق الصراع. وتقول منظمة "بيبول إن نيد" التشيكية التي تعمل في شمال سورية: "إن الأزمة قد تتفاقم إذا لم تستطع أي منظمة إغاثة دولية أخرى استمرار تقديم المساعدة في المنطقة". وقال ميشال برزيدلاكي من المنظمة التشيكية إن تقديرات المنظمة تشير إلى أن مليوناً أو مليونين فقط من سكان حلب الأصليين البالغ عددهم أربعة ملايين باقون على قيد الحياة. وقال لـ"رويترز" عبر سكايب: "كان الوضع سيئاً عندما بدأت العمل في حلب قبل شهر ولكن لم يكن هناك مثيل للأسبوع المنصرم، رأيت الوضع يتدهور بوضوح - فهناك مزيد من الأشخاص الذين يبدو عليهم الهزال ويمكنك أن ترى الجزع بادياً على وجوههم". وثمة الكثير من السوريين بلا عمل وغالباً ما يتعين عليهم المفاضلة بين شراء وقود التدفئة أو الغذاء، ويقول سكان إن بعض الأسر يقطعون الأشجار بل والأثاث للحصول على الحطب اللازم للتدفئة. ويمكن أن تلتف طوابير الخبز حول مربعات سكنية بأكملها وتستمر لمدة ساعات. وقال برزيدلاكي: "إن هذا الأسبوع بدأ الناس الوقوف في طوابير قرب الساعة العاشرة مساء استعدادا للانتظار 12 ساعة للحصول على خبز". ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه اضطر إلى تقليص حجم حصصه الغذائية بسبب نقص التمويلات. ويقدر البرنامج أن 2.5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة ويقول إنه لم يتسن لهم الوصول سوى إلى 1.5 مليون منهم في نوفمبر تشرين الثاني. ويعتمد البرنامج التابع لـ"الأمم المتحدة "على منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري" ويقول برنامج الأغذية ومنظمة "الهلال الأحمر" إن الأحداث الاستثنائية تحد من قدرتهما على الوصول إلى المحتاجين. وقال برزيدلاكي: "ثمة نحو 30% من الأسر بالمناطق التي تشهد أحداثاً استثنائية في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية بحلب، وهناك 10% آخرون وصلوا إلى الحضيض بالفعل، لم يتبق لديهم شيء لبيعه من أجل شراء الغذاء". ويقول سوريون: "إن الأسعار في بعض المناطق ارتفعت بنسبة تتراوح بين 300 و500%، وأن سعر رغيف الخبز المصنوع من الدقيق المدعم في حلب بلغ الآن 75 ل.س "دولار" مقابل 15 ل.س قبل أسابيع قليلة، أما الخبز غير المدعم فقد ارتفع من 120 ل.س الأسبوع الماضي إلى أكثر من 200 ل.س حالياً، ذلك مبلغ باهظ بالنسبة للكثيرين إن لم يكن مستحيلاً". وحتى في المناطق الأكثر هدوءاً زادت المؤشرات على المعاناة، فطوابير الخبز في دمشق تستمر لساعات ويغادرها الكثيرون صفر اليدين، وانتشر المتسولون في المدينة أيضاً. syriadailynews

التعليقات