قامت الجمعية السورية للاستكشاف و التوثيق بتنفيذ نشاط مميز حمل عنوان (من المغارة إلى البحر) بتاريخ 12- 10- 2012 ، يذكر أن هذا النشاط هو الثالث عشر خلال 2012 ،شارك فيه 53 شخصاً من مختلف المحافظات السورية ، حيث قدم المشاركون من دمشق مروراً بحمص وصولاً إلى طرطوس و انضمّ المزيد من المتطوعين القادمين من اللاذقية و طرطوس و حمص ليتابعوا وجهتهم المنشودة إلى مغارة بيت الوادي التي أبت أن تفتح بوابتها لأسباب تتعلق بخطورة الدخول إليها و الاستكشاف في ظل الأحوال الجوية العاصفة حيث ارتفع منسوب مياه النبع .. هذا ما صرّح به أمين سر الجمعية و لكن هناك المزيد غير المعلن حال دون فتح تلك المغارة المهمة جداً و المهملة جداً و هنا أطرح الكثير من التساؤلات على أمل الوصول إلى إجابة .. بالقرب من المغارة تمّ نصب الخيم و إشعال نار بغرض التدفئة ، و مع رشفات الشاي الساخن و حبات البطاطا و الذرة المشوية كانت سهرة السمر و التعارف .. هذه السهرة أثبتت كلام "مجمّع أنا السوري " الذي يقول: عندما تعيش في وطن اسمه سورية و تحبه و يكون هذا الوطن هو وطنك و بيتك لن يستطيع أحد من أن يمنعك من أن تتجول فيه كما تشاء ووقت تشاء و كيفما تشاء .. و مع أول خيوط ضوء الصباح بدأ المسير الى قمة النبي متى حيث سار الفريق قرابة 4 كم في منطقة هي من أجمل المحميات الطبيعية لوجود غابات الكستناء على قمة جبل النبي متّى .. تلوّن المسير بألوان الخريف و تعطّر برائحة المطر و التراب .. رائحة الوطن .. و من قمة النبي متى توجهت المجموعة إلى البحر و شاطئ طرطوس الأحلام .. تميّز النشاط بالروح الجميلة و التعاون و المحبة لجميع المشاركين . خالد نويلاتي أمين سر الجمعية و قائد نشاطاتها حدثناعن الجمعية : هي جمعية أهلية ليس لها علاقة بدين أو عقيدة أو اتجاه سياسي .. تهتم فقط بالشجر و الحجر و البشر .. عقيدتنا و انتماؤنا هو سورية . نحن جمعية لا ربحية ، لدينا مقر في دمشق نعقد فيه اجتماعاتنا . و عن اسم الجمعية قال : الجمعية اسمها الجمعية السورية للاستكشاف و التوثيق .. الاسم بحد ذاته يختصر أهداف الجمعية . و عن بداية الجمعية و تأسيسها قال : إن المؤسسين للجمعية هم خمسة أشخاص من قدامى الكشافة و انا منهم .. كنا ضمن الكشافة و لكن عندما توقفت نشاطات الكشافة أصابتنا حالة رفض فنحن معتادون على الطبيعة و المغامرة لهذا شكلنا فريقاً مؤلفاً من خمسة أعضاء أقمنا نشاطاتنا الخاصة بنا و لكن بأسلوب الكشافة و هكذا بدأت تكبر المجموعة و انضم الكثير لنا و بدأت تظهر مشكلات تنظيمية و هنا قررنا إنشاء الجمعية .. هي جمعية أهلية و عمل تطوعي يخدم المجتمع .. حصلنا على الترخيص عام 2008 و عن أهداف الجمعية قال : الهدف الأول و الأهم هو سورية .. نريد تعزيز فكرة السياحة داخل سورية فالكثير يسافرون إلى الخارج بهدف السياحة في حين لا يعرفون مميزات بلدهم الأم و طبيعتها الساحرة . هدفنا استكشاف مناطق جديدة في سورية تختلف عن المناطق التي اعتدنا عليها .. هدفنا تعريف السوري بكل أنحاء بلده . نشاطنا هذا مثلاً (استكشاف مغارة بيت الوادي) يوجد قسم كبير من أبناء المنطقة لم يقوموا بزيارتها .. الاستكشاف هو ليس بحث علمي أو الدخول إلى مناطق لم يدخلها أحد من قبل ، علماً أنه في الكثير من الأحيان دخلنا مناطق لم يسبقنا إليها أحد .. و مسجلة بأرشيف الجمعية و بوزارة السياحة كمغارة السؤادة في منطقة السويداء حيث تسجل اكتشافها باسم الجمعية . و عن التوثيق قال : التوثيق هو أهم جزء .. نوثق من خلال التصوير الفوتوغرافي و تصوير الفيديو و التقارير الميدانية ... نحن كسوريين مقصرين بحق السياحة و الإعلان عن المناطق السياحية في بلدنا .. فمثلاً يوجد في سورية غابات أرز كغابة موجودة في منطقة جوبة البرغال هي من أكبر غابات الأرز و تفوق مساحة غابة الأرز في لبنان أكبر بنحو سبعة أضعاف .. نحن في سورية نصدّر شتلات أرز الى لبنان و مع ذلك الكثير لا يعرف بوجود الأرز في سورية .. و هذا نتيجة التقصير بالترويج للسياحة .. لدينا فريق مختص بالتوثيق و معدات و كاميرات و خبراء في إخراج الأفلام الوثائقية .. و عن طبيعة النشاطات و صعوبتها قال : أحياناً تكون نشاطاتنا صعبة و ذلك شيء طبيعي .. فأنا مستكشف أي أذهب لمنطقة مجهولة و بالتالي هي مغامرة .. قبل أن نذهب لأي مكان نجمع المعلومات المتاحة و لكن يبقى الكثير المخفي أو جزء مجهول .. أما الصعوبات التي تواجه الفريق تتمثل بالحصول على المعدات الملائمة لمساعدتنا في تنفيذ استكشافنا .. للأسف لا يوجد اهتمام بتوفير هكذا معدات في سورية .. هي نادرة .. كما نعاني من نقص الخدمات السياحية ، فيحدث أن نضيع طريقنا بسبب قلة اللافتات الطرقية للدلالة على المناطق مما يكلفنا وقت أكبر للوصول الى المكان المنشود . و عن أنواع النشاطات التي يقومون بها قال : قمنا سابقاً بمسير برمائي و هو نوع من أنواع المسير التي نقوم بها فنستكشف نهر نسير به من بدايته مستعينين بالسباحة و القوارب المطاطية و ستر النجاة .. كما صعدنا إلى قمة جبل النسر و هو جبل شاق ثم قمنا "بقفزة الثقة " و هي أن تقفز من قمة عالية جدا الي سفح وادي . بالمختصر أنواع النشاطات التي نقوم بها أربعة : المسير لمدة 24 ساعة و هو مسير نقوم به كل شهر ، و معسكر لمدة 8 أيام متواصلة بنقطة متمركزة حيث ننشئ مستوطنة بشرية تحوي على كل شيء حتى المجسمات الضخمة و سارية علم و ما إلى هنالك ، و لدينا المبيت الذي لا يتجاوز 4 أيام و هو دائماً متنقل ، و الجولة السياحية و هي لمن لا يستطيع خوض مغامرات صعبة ككبار السن و الأطفال هو عبارة عن نشاط نزور فيه منطقة أثرية أو محمية طبيعية و عن نجاح النشاطات التي يقومون بها أضاف : الشرط الأساسي لنجاح أي نشاط هو الالتزام بالمعدات المطلوبة و بالاجتماع و الحصول على كل المعلومات المتاحة .. لا يوجد أي مسير تعرض فيه أحد المتطوعين لإصابة خطيرة كما أنه لدينا فريق مسعفين أو فريق طوارئ مدرّب على التعامل مع الحالات التي قد تحدث في البراري و عن عدد أعضاء الجمعية قال : المنسّبون عددهم 25 بالإضافة لأعضاء مجلس الإدارة و عددهم خمسة ، أما المشاركين فقبل الأحداث كان يصل العدد 180 شخصاً في حين أن العدد تقلص بظل الظروف الراهنة . و من الجدير بالذكر انه لدينا مشاركين من حلب و حمص و طرطوس و اللاذقية و نطمح لإنشاء أفرع لنا في كافة المحافظات . و أنوّه الى تعاون أهالي المناطق التي نزورها بشكل عام و بكل أنحاء سورية برغم الأزمة الراهنة ، كرم الضيافة و التعاون هو ما يميّز السوري . و عن نشاط الجمعية القادم قال : هو مبيت في نهر الشيخ حسن منطقة حمام واصل –طرطوس- يبدأ المبيت من مساء 25 تشرين الأول و حتى 29 تشرين الأول.. هو مبيت تدريبي على فنون التأقلم مع الطبيعة يتزامن المبيت مع فترة عيد الأضحى المبارك و في تشرين الثاني سنزور وادي راس الفرس وهو وادي تحيط به الغابات و فيه مجرى نهر صخري . -   يذكر أن أعضاء مجلس الإدارة و المؤسسين للجمعية هم : د. باسل حكيم و الطيار مضر فريح و المهندس رضوان نويلاتي و محمد تقي و هو المسؤول الإداري و خالد نويلاتي أمين سر الجمعية و قائد نشاطاتها   منار بكتمر - سيريا ديلي نيوز

التعليقات