باتت الأنظار من جديد تتوجه للمعدن النفيس (الذهب) بعد تجاوزه 3600 ليرة سورية للغرام الواحد خلال اليومين الفائتين، ليجمع المراقبون لواقع سوق الذهب المحلي هذه الفترة أن هذا المعدن في ظل الارتفاعات المتتابعة بين الحين والآخر له، يمكن أن يصل إلى مستويات قياسية بالأسعار بمختلف عياراته تناسباً مع الظروف والمتغيرات السياسية والاقتصادية التي تواجه مختلف أنحاء العالم، في وقت يتوقع هؤلاء انتعاش حركة السوق المحلي تدريجياً الفترة المقبلة وقبل قدوم عيد الأضحى نظراً لإقبال المستهلكين على الشراء استعداداً لموسم العيد من جهة والتوجه للذهب كملاذ آمن وسط هذه الظروف من جهة أخرى. توقعات بالارتفاع جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة أوضح أن أسعار الذهب ستقفز فوق كل الحواجز التي ألفها المواطن خلال السنوات الماضية، وذلك بوصول الغرام إلى سقف الـ5000 ليرة سورية  خلال الأسابيع القادمة، نظراً لارتفاع أسعار أونصة الذهب عالمياً، مرّجعاً هذا الارتفاع إلى عدة عوامل منها إفلاس بعض الدول والخسائر التي لحقت بها حالياً في قطاعاتها الاقتصادية والعقارية، ومن ثم إخفاق هذه الدول في حل أزماتها المالية والاقتصادية التي أصابتها وأوقعتها في شراك الخسائر والأزمات المالية، وما الارتفاعات القياسية الأسبوعين الماضيين فوق 3200 ليرة للغرام الواحد في السوق، بعدما كانت الفترة الماضية محافظة على هذا السعر، إلا نتيجة ارتفاعه عالمياً في بورصتي لندن ونيويورك تحديداً وليس لذلك أي علاقة بالظروف المحلية، خاصة أنه قد سجّلت الأونصة الذهبية في الأسواق العالمية سعر 1771.5 دولاراً أمريكياً، مؤكداً أن هذا السعر غير ثابت ومرشّح للارتفاع بنسبة عالية نتيجة العوامل المذكورة، وصولاً إلى سعر 2000 دولار أمريكي للأونصة الواحدة، وعندها سيكون سعر الغرام الواحد من الذهب عيار 21 قيراطاً في سورية 5 آلاف ليرة سورية، مع نهاية العام الحالي. لكن الحركة ضعيفة ورغم ما يشهده السوق من ارتفاعات مفاجئة في أسعار الذهب بعودته من جديد بالقفز فوق 3600 ليرة سورية لغرام الـ21، فإن السوق المحلية وحسب ما يؤكده لنا عدد من الصاغة تعاني جموداً وركوداً مقارنة مع الأعوام الماضية، خاصة أن حركة الشراء انخفضت عما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي، وهنا يبيّن صارجي أن حركة بيع وشراء القطع الذهبية متوقفة تماماً ما عدا  الخاص ببعض القطع الضرورية لمناسبة اجتماعية ما من خطبة وزواج، مرجعاً ذلك إلى تأثير عامل الدخل على حركة البيع والشراء. كما يشير صارجي إلى أن عدد الورش التي تعمل في تصنيع الذهب قد انخفض عما كان عليه سابقاً من 70 ورشة إلى 25 ورشة لا غير، مبيناً أن هذا العدد مستمر بالانخفاض، مؤكداً أن هذا الأمر، جعل الصاغة والحرفيين العاملين في هذه المهنة يجددون مطالبتهم للحكومة بضرورة الالتفات إلى التحديات التي تواجههم وأثرت على أسواقهم وحركة البيع لديهم، داعياً إلى الالتفات إلى تلك المطالب من أجل ضمان استمرارية هذه المهنة التي تشكل مصدر رزق لشريحة واسعة من المواطنين وداعماً مهماً للاقتصاد الوطني. سيريا ديلي نيوز - البعث

التعليقات