اعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن ما كشفه المسؤولون الاستخباريون، أمس الأول، عن وجود عناصر من الاستخبارات الأميركية في جنوبي تركيا، للإشراف على تسليح المعارضة، ليس سوى بداية لمزيد من الانخراط الأميركي في الصراع السوري. في وقت حذّر الكاتب في الصحيفة دان مورفي من أن تورط واشنطن في الصراع سيجرّ عليها عواقب لا يمكن التنبؤ بها. وفيما استعاد مورفي ما كشفه المسؤولون عن وظيفة عملاء الاستخبارات هناك، حيث يحددون هوية الجهات التي ينبغي تسليحها، تساءل «عما إذا كانت الـ«سي آي ايه» ستضمن فعلاً عدم وقوع السلاح في أيدي جماعات إرهابية؟». وأجاب مورفي مشككاً في الأمر، لا سيما بعد الأخذ في الاعتبار ما قيل عن «جماعات غامضة تتولى عمليات تسليم الأسلحة، ويلعب فيها الإخوان المسلمون دوراً بارزاً». وهكذا، والكلام لمورفي، فإذا كان السلاح بين أيدي «الإخوان»، فمن المرجح وصوله إلى أي مكان، لا سيما إذا أخذنا في الحسبان أن الأسلحة هي من المنقولات، مثل النقود، وفي مناطق الحرب يمكن أن تعطى إلى الأفضل تمويلاً وفعالية من الجماعات. ويبدو أن بعض هذه الجماعات تتشكل من الإسلاميين الذين تخشاهم واشنطن أكثر من غيرهم. وفي السياق، تساءل مورفي عن الفارق بين تزويد أميركا المقاتلين بالسلاح مباشرة وبين ما يحصل اليوم، ليقول إن القفزة بين الاثنـين بسيطة، ومع أن الولايات المتحدة ما زالت في المقلب الأول فهي تقترب أكثر فأكثر من الثاني. ثم ذكر بدعم الأميركيين للمجاهدين ضدّ الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في الثمانينيات وفي الجنوب الفيتنامي في الخمسينيات، والذي بدأ بهذا الشكل «البدائي». واستشهد كاتب «كريستيان ساينس مونيتور» بما كتبه الباحث في «مجلس العلاقات الخارجية» ميكا زينكو الذي عاد إلى تجربة المواجهة بين الأميركيين والجيش السوري في لبنان في العام 1982، ليؤكد أن هذا المثال يوضح كيف يمكن التدخلات المحدودة أن تنتهي بعواقب وخيمة وغير متوقعة. حينها كان القتال دائراً في لبنان، وفيما كان من المفترض أن تتخذ الولايات موقفاً حيادياً، انحازت وقتها، تسليحاً وتدريباً، إلى أطراف محددة، وأصبحت عرضة للكثير من الهجمات، الأمر الذي كبّدها ثمناً باهظاً.   السفير syriadailynews  

التعليقات