كشف  المزراع" دحام عيادة" من أبناء ريف القنيطرة أن حشرة "المن القطني" تغزو للمرة الأولى حقول "التين"، ولا يعرف ماذا  يفعل ويراقب بحسرة حقله الذي يملكه والذي تفتك به هذه الحشرة كما فتك سابقاً حقول الصبار بأكثر من 30 دونماً
وأوضح "عيادة" أنه بعد أن التهمت تلك الحشرة كروم الصبار في الجنوب ككل ها هي اليوم و للمرة الأولى هذا العام نشاهدها تغزو أشجار التين ولا نعرف ماذا نفعل لإيقافها».
 اليوم أبناء محافظة القنيطرة أمام حشرة تهدد مصدر رزقهم كونهم يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى خاصة بعد خسارتهم بالجملة لموسم الصبار الشوكي على مدى الأربع سنوات الماضية دون أي تدخل حكومي جدي لمعالجة المشكلة، ويخشون أن يكون مصير مواسم التين والرمان والعنب نفس مصير الصبار، حيث أن الوقاية والاجراءات البدائية لم تفلح في علاج المشكلة بل بات “المن القطني” يجتاح محاصيل التين والصبار بشكل سريع.
 مزارعون كثر ليس لديهم أي دراية أو خبرة باسم المرض وآثاره وكيفية علاجه بحسب ما نشره موقع "سناك سوري"، حيث اعتمدوا في مواجهة تلك الحشرة كما يقول “عيادة”:«على رش محاصيلهم بالماء والملح، أو بمبيد ديمتوات أو كلوربيريفوس، وهو مبيد حشري جهازي لم يثبت كثير من الفاعلية، في حين لجأ آخرون على قطع الصبار المريض وحرقه لمنع انتقال العدوى بعد أن أثبتت المبيدات الحشرية فشلها».
سبب انتشار المرض؟
تنتشر هذه الحشرة بشكل كبير في منطقة” الجليل” في “فلسطين” المحتلة ومنها انتقلت إلى”القنيطرة” و”درعا” وجنوب “لبنان”، حيث تذكر بعض المصادر أن “المن القطني” قدم عبر مستوطن (اسرائيلي) كان يعمل بمعمل صباغة واستوردها من “الأرجنتين” وهي تحوي داخلها مادة إرجوانية تساعد في الصباغة وقد خرجت عن سيطرته فانتشرت في “الجليل” ومنها أتت إلى “القنيطرة”.
هذا في حين يرجع قسم كبير من المزارعين أن سبب انتشار الحشرة بشكل كبير في جنوب “سوريا” يعود بسبب الجفاف الذي حل بالمنطقة، حيث تتقوى تلك الحشرة من النبتة الضعيفة وهو ما ساعدها للانتشار بسبب التغير المناخي.
 ما هو “المن القطني”؟
غزت حشرة “المن القطني” “القنيطرة” منذ نهاية العام 2016، والتي ظهرت على شكل قطع بيضاء قطنية تخيم على ألواح الصبار الشوكي وعلى ثماره، وبعد مدة من الإصابة يخرج من تلك القطع مادة حمراء تشبه في لونها لون الدم الأحمر القاتم، وبعد إصابة أي قطعة صغيرة من النبتة سرعان ما تنتشر في باقي الشجرة ومن بعدها لكامل المحصول، ويتميز هذا المرض أنه سريع الانتقال عبر العدوى عن طريق الهواء. حيث تؤدي تلك الحشرة إلى جفاف النبتة بشكل تدريجي وبالتالي فقدانها لونها الأخضر ليصبح مائل للصفرة، ومن ثم تأخذ لونها الأسود النهائي حتى تتيبس وتموت.
 المهندس “عبيد الله عبدالله” يوضح صفات الحشرة فيقول:« أن “المن القطني” تسببه حشرة حرشفية تدعى Cochineal، واسمها العلمي Dactylopius opuntiae (Cockerell)، والتي يعود اكتشافها إلى بدايات القرن العشرين، وهي حشرة صغيرة لا يتجاوز طولها ٥ مم، حيث تغطي نفسها بإفرازات قطنية بيضاء وتنتج حمض الكارمين لحماية نفسها، و لممارسة عملها تتعلق بورقة النبات أو بثمرته من ثم تقوم بامتصاص الماء ما يجعلها ثابتة في موقعها أثناء التغدية».

سيريا ديلي نيوز


التعليقات