على باب محله في شارع الجلاء المعروف في مدينة دوما بريف دمشق، أكبر مدن غوطة دمشق الشرقية، يقف عبد الله ويجول بناظريه منتظراً أي مشترٍ وتمضي به الساعات على هذه الحال.

فبعد تسع سنوات من الحرب لم يبقى في آخر معقل للمسلحين في دمشق، إلا الدمار الشامل معظم معالم دوما والذي لم يستثنِ أسواقها التي كانت تتصف بعامود الاقتصاد في دمشق نتيجة الرخص الكبير للخضار والفواكه واللحوم إضافة لكونها كانت المغذي الأكبر لجميع الدمشقيين وما حولهم من الألبان والأجبان.

تجول الحجة أم العبد الله في سوق دوما الذي كان عامراً بالمحال والبسطات التي تعرض بضائع متنوعة من ملابس ومواد غذائية، وبات الآن خالياً من كل شيء.

تقول الحجة ذات 70 عاماً  قبل الحرب كانت هذه الأسواق مزدحمة بشدة فالجميع يقصدها لرخص أسعارها حيث يباع كل شيء بنصف القيمة لأنها منطقة منتجة للخضار والفواكه والأجبان والألبان حتى اللحوم فدوما معروفة بلحم الجمل الذي يرغب به الكثير

وتكمل الخالة كلامها بحزن، اليوم ماتت البهجة فلا ازدحام، ولا تسمع في الشوارع سوى أصوات بعيدة للأغاني التي يضعها العساكر والعناصر على الحواجز التي تؤمن لنا حاجاتنا اليومية من خبز ومحروقات إضافة للأمان والاستقرار بعد الحرب اللعينة.

وبحسب شهود عيان فإن نحو 60 %من المحلات في شارع الجلاء ما تزال مغلقة، قسم كبير منها مدمّر بشكل كامل، وقسمٌ آخر يمكن ترميمه إلا أن أصحابه لا يملكون المال في الوقت الراهن لترميمه وإعادة فتحه، كما أن محافظة ريف دمشق لم تعوض أحد من المتضررين جراء الحرب.

بالمقابل يؤكد عدد من الأشخاص المقيمين في دوما لـ " المشهد"  أن المواد الغذائية من ألبان وأجبان ولحوم متوفرة، لكن بأسعار مرتفعة جداً تفوق القدرة الشرائية للسكان، وبالتالي فإن الأسواق شبه خالية من المشترين.

ويبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من اللحم 8000 ليرة سورية، ومن البندورة   500والخيار400، بينما يصل سعر الكيلو غرام لكلّ من الجبن و الموز إلى 1000 ليرة سورية.

مؤيد الخطيب " مدرس في مدينة دوما يقول معظم العائلات التي بقيت في المدينة ليس لديها مصدر دخل ثابت، إذ إن فرص العمل شبه معدومة سواء للنساء أو للرجال، كما أن معظم العائلات ليس لديها شبّان، فقسم من هؤلاء غادر الغوطة وقسم آخر التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، وقسمٌ بسيط استكمل أوراق التعليم وبالتالي ليس لدى الأهالي القدرة على الشراء لذلك هناك معاناة لدى الأسر .

أما بالنسبة للمعامل التي كانت تشتهر بها الغوطة الشرقية في الماضي لم تعد تعمل حتى اللحظة بسبب تدمير البنية التحتية، إلى جانب الخسارة التي لحقت بالثروة الحيوانية في المنطقة وبنسبة 80 % بالمقابل لم تستطع الحكومة تعويض أحد بالشكل يجعل المنتجين ينطلقون من جديد، فالتكلفة البدء بأي عمل أصبحت أكبر بكثير من إنتاجه والزبائن قليلون والوضع المعيشيُّ متردٍّ.

 

سيريا ديلي نيوز- نور ملحم


التعليقات