أجنحة الشام للطيران تبدأ عامها الثالث عشر من التحليق الاحترافي بخدماتها ومسؤولياته

بعد أيام قليلة سيكون مضى اثنا عشر عاماً، على حدث كان في وقته غير تقليدي، يؤسّس لتحوّل لافت في الدور الوطني لقطاع الأعمال السوري، بعد سنين بل عقود من الدوران في جدليات حول الحضور الفاعل لهذا القطاع في مضمار الفعل الاقتصادي والخدمي ببعده الإستراتيجي.

إنه حدث إطلاق أول شركة طيران وطنيّة خاصّة في سورية..كناقل وطني بطعم ولون وشكل أداء مختلف، ينقل سورية من مجرّد مالك لخدمات النقل الجوي إلى منافس يملك دائرة خيارات أوسع في عالم الطيران الذي يتّسم بمتواليات تجدد وتجديد سريعة، تلفظ من لا يملك أدوات مجاراتها بعيداً.

واستطاعت “أجنحة الشام” بالفعل لعب هذا الدور غير التقليدي، في التطور والنمو والمنافسة، رغم الرهانات الكثيرة والترقّب واسع الطيف للشكل والجوهر الذي سيكون عليه أداؤها، في عالم متزاحم بالشركات من مئات الجنسيات تتهافت على حيازة ما تيسّر لها من حصص في سوق موصوفة بصعوبتها وحساسيتها وتعقيدها.

ولعلّ عبارات الثناء التي تتردد على ألسنة من جرّبوا خدمات هذه الشركة الوطنيّة الصاعدة بجودة أدائها، بذات تكنيك حالة التحليق التقليدية للطائرة،

عبارات تثلج صدر كل سوري، في زمن تماهى فيه العام والخاص تحت أجنحة الهويّة الوطنيّة السوريّة، بعد أن بات كل شيء سوري مستهدف في هذه الحرب البغيضة على سورية، فغدا أي نجاح لأي مكون سوري هو نجاح لكل مواطن ومؤسسة وحكومة.

إلّا أن العلامة الفارقة في حضور ” أجنحة الشام” لجهة الحالة الوطنيّة، هو الدور الإنقاذي الحقيقي الذي لعبته خلال سنوات الحرب على سورية، إذ تولّت مهمة استدراك فجوة النقل الجوّي، بعد قرارات الحظر والحصار المباشرة على ” السورية للطيران”، والتي أدت إلى تقهقر رهيب في أسطول و إمكانات الأخيرة..لتكون شركة أجنحة الشام جاهزة كرديف و داعم حقيقي وقوي أيضاً.

الظرف العصيب أملى على ” أجنحة الشام” مسؤوليات كبيرة، قوامها التوسّع المضطرد في عديد طائراته و أسطولها، و استدراك الخطوط التي تم حجبها عن سورية، ثم الارتقاء اللافت بخدماتها الجاذبة..فضمنت هذه الشركة الاحترافية إبقاء نوافذ الحياة وشرايينها مفتوحة على سورية التي لم يكن حصارها إلا لخنق كل ملامح البقاء والحياة فيها..ونجحت ” أجنحت الشام” بمسؤولياتها نجاحاً باهراً على المستويين التشغيلي والوطني.

هو في الواقع الدور المعوّل عليه لقطاع الأعمال في سورية، كشريك فاعل للحكومة في التنمية الشاملة لمختلف القطاعات، وقد ركّزت خطة ” سورية ما بعد الحرب” على دور كبير لقطاع الأعمال.

بانتظار أن يحذو قطاع الأعمال حذو ” أجنحة الشام” وكل باختصاصه نحو تحقيق ولعب أدوار جديدة في سياق التنمية الشاملة..فكما نجحت شركة أجنحة الشام في عالم الطيران، لدينا من هو مؤهل لينجح في توطين و إدارة أدوات إنتاج الطاقة، ولدينا من يفترض أن يكون مؤهلاً لتطوير النقل السككي، كما لدينا الكثير من المؤهلين لخوض غمار الصناعات الإستراتيجية الثقيلة..لدينا ونستطيع أن نفعل الكثير عبر منح رجل الأعمال الوطني التسهيلات و إفساح المجال أمامه للانطلاق الفاعل والمصافحة مع المستقبل.

سيرة ذاتية

تأسست أجنحة الشام للطيران أولُ شركةِ طيرانٍ سوريّة خاصّة أواخر العام 2007 برأسمال وطني، كإحدى شركات مجموعة شموط التجارية، وجاء تأسيسها كنتيجة للانفتاح الاقتصادي وللقوانين الجديدة التي صدرت آنذاك عن الحكومة السورية تشجيعًا منها للقطاع الخاص لدخول مجال النقل الجوي من أجل تلبية احتياجات سوق السفر المتنامية.

حصلت الشركة بتاريخ 23أيلول عام 2007على شهادة ناقل جوي من سلطة الطيران المدني السوري حيث مكّنها ذلك من تنفيذ إستراتيجيتها وتحقيق أولى أهدافها بإضافة قيمة إلى قطاع النقل الجوي في سوريا.

تتخذ أجنحة الشام للطيران من العاصمة دمشق مقرًا ومركزًا لنشاطاتها وقد انطلقت أولى رحلاتها من مطار دمشق الدولي إلى مطار بغداد بتاريخ 20 تشرين الثاني عام 2007.

ثم أخذت الشركة بالتوسع شيئًا فشيئًا لتُغطّي برحلاتها محطات عربية وعالمية مختلفة وباتت تمثل الناقل الوطني الثاني الذي يربط سوريا ببقية أنحاء العالم.

استطاعت أجنحة الشام في فترة قياسية أن ترتقي وتتطور بأسطولها وخدماتها وتبني سمعة طيبة لدى عملاءها وذلك من خلال الاهتمام بأدق التفاصيل وتلبية كافة الاحتياجات.

تُنظّمُ أجنحة الشام للطيران حاليًا رحلات منتظمة للعديد من الوجهات التي تلبي احتياجات عملاءها لاسيما في مناطق التي تنتشر فيها الجاليات السورية مثل بيروت، إسطنبول، الكويت، دبي، الدوحة وغيرها من المدن العربية والعالمية.. وبانطلاق رحلاتها من وإلى مطار دمشق فإنها تساهم في تذليل الصعوبات الكثيرة التي كانت تواجه المسافرين أثناء الانتقال إلى وجهات خارجية أو أثناء العودة إلى وطنهم الأم.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها إلا أن الشركة استطاعت أن تثبت وجودها في سوق الطيران المحلي والإقليمي على حد سواء من خلال اهتمامها بعنصر السلامة والأمان الذي كان ولا يزال على رأس أولوياتها بالإضافة إلى كادر موظفيها المؤهل والكفء، واهتمامها بأدق تفاصيل الخدمات لكي يكون السفر تجربة فريدة وممتعة للعملاء.

وقد حازت أجنحة الشام للطيران على العديد من الجوائز المحلية والعربية لقاء تميّزها في الخدمات، ما جعل الشركة تحتل مركزًا مرموقًا بين شركات النقل الجوي الخاصة في المنطقة.

 

سيرياستيبس

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات