كشفت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية أنّ هنغاريا (المجر), تعدّ خططاً لرفع مستوى علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا، محذرةً من أنّ هذه الخطوة ستثير غضب دول أعضاء نافذة في الاتحاد الأوروبي.

وفي التفاصيل التي أوردتها الصحيفة- نقلاً عن ديبلوماسيين في بروكسيل وبيروت- أنّ بودابست تعمل منذ أشهر لإعادة إرسال قائم بالأعمال إلى سوريا، ما من شأنه أن يمهّد لإعادة فتح سفارتها في دمشق.

وإذا ما تُرجمت هذه الخطوة عملياً، فستكون هنغاريا الدولة الأولى العضو في الاتحاد الأوروبي التي تتجه إلى إعادة فتح سفارتها في سوريا.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن ديبلوماسي أوروبي اعتباره الخطوة الهنغارية المقترحة “مزعجة جداً”؛ علماً أنّ رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، التقى مسؤولين بارزين من مختلف المذاهب السورية.

وفي حين أنّ دولاً أعضاء نافذة في الاتحاد الأوروبي التزمت رسمياً بموقفها القديم الرافض لتمويل عملية إعادة الإعمار واستئناف العلاقات الديبلوماسية من دون الاتفاق على عملية الانتقال السياسي، نقلت الصحيفة عن مسؤول من أحد البلدان

الأوروبية التي سعت إلى الالتزام بموقف متشدد قوله: “لا نعتقد أنّ المناخ مناسب”.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين أوروبيين قولهم إنّ هنغاريا تصر على أنّ الدافع وراء نيتها تعزيز وجودها في سوريا يندرج في إطار جهودها الإغاثية، على الرغم من أنّ بودابست تعد مساهمة صغيرة في هذا المجال.

وفيما ربط مسؤول أوروبي بين الخطوة الهنغارية ورغبة بوادبست في إزعاج بروكسيل، وصف المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إميل حكيّم خطوة هنغاريا المحتملة بأنّها “حركة خطيرة

مبنية على أسس إيديولوجية”.

كما توقع حكيّم أنّ تزيد هذه الخطوة تآكل الاتحاد الأوروبي “وهذا يعود إلى حدّ كبير إلى أنّ (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) كفّت عن اعتبار (سوريا) أولوية”.

في هذا الصدد، أكّدت الصحيفة أنّ الديبلوماسيين الأوروبيين يقومون برحلات “هادئة” إلى دمشق، إلاّ أنّ عدداً قليلاً منهم يحظى بتمثيل ديبلوماسي في سوريا، ناهيك عن أنّهم ملتزمون بعدم التواصل مع مسؤولين سوريين كبار.

وعلى الرغم من أنّ المسؤولين الهنغاريين لم يؤكدوا خطط بودابست، تحدّثت الصحيفة عن إشارات توحي بأنّ بودابست تتقرب من دمشق منذ أشهر.

وأوضحت الصحيفة أنّ منسق أعمال السفارة الهنغارية في سوريا، جانوس بوداي، زار دمشق العام الفائت وألقى كلمة في فعالية نظمتها إحدى المؤسسات البحثية تحت عنوان: “بحثاً عن دور للاتحاد الأوروبي في مستقبل سوريا”.

وتابعت الصحيفة بالقول أنّ حزب “جوبيك” الهنغاري اليميني ضغط من أجل إعادة العلاقات مع سوريا.

يُذكر أنّ جمهورية التشيك هي البلد الوحيد العضو في الاتحاد الأوروبي الذي ظل سفيره يمارس مهامه في سوريا بعد اندلاع النزاع.

أمّا بالنسبة إلى رومانيا، فيتخذ سفيرها إلى سوريا بيروت مقراً له، في حين حّل قائم بالأعمال مكان السفير البلغاري إلى سوريا.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات