بعد تقليل الدعم الحكومي عن الغاز الصناعي ورفع سعر الأسطوانة الواحدة بأكثر من ألف ليرة سورية، توقع اقتصاديون أن ينعكس الرفع على سلع ومواد أخرى، فضلاً عن حدوث تضخم وانخفاض المستوى المعيشي للمواطن.

رئيس لجنة القوانين المالية في "مجلس الشعب" عمار بكداش قال إن رفع أي شيء يمس أسعار المحروقات وحوامل الطاقة يؤدي إلى زيادة سعر عدة مواد أو خدمات مرتبطة بها، وبالتالي حدوث عملية تضخمية.

وحول تعارض تقليل الدعم عن الغاز الصناعي مع التصريحات الحكومية التي تؤكد دعم الصناعيين، اعتبر بكداش أن القاعدة الأساسية ومقياس الحقيقة هي الأفعال وليس الأقوال.

وبحسب الاقتصادي، اعتبر العضو في "مجلس الشعب" وليد درويش، أن القرار عشوائي وغير مدروس، وبحال كانت الحكومة تحتاج فعلاً إلى موارد فعلى الأقل يجب التمهيد للمواطن وإعلامه بذلك قبل تطبيق القرار.

ورأى درويش أن القرار يتنافى تماماً مع الدعوات لتشجيع المستثمرين والصناعيين على الاستثمار وتشييد منشآت سياحية ومطاعم في سورية، وأكد أنه من الأولى رفع الرسوم المستوفاة في البلديات على بيع العقارات لتحصيل إيرادات إضافية.

وفي الوقت الذي تؤكد به الحكومة باستمرار دعمها للصناعة والصناعيين، رفعت "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في 18 تموز 2019، سعر مبيع أسطوانة غاز البوتان الصناعي للجهات الموزعة بسعر 5,600 ليرة، وللمستهلك بسعر 6,000 ليرة.

وكانت أسطوانة الغاز الصناعي المعبأة بـ16 كيلوغراماً تباع للموزع بسعر مدعوم قدره 4 آلاف ليرة، وتصل إلى يد الصناعي بسعر 4,800 ليرة، ولم توضح الجهات المعنية سبب الرفع حتى الآن.

وبررت مصادر في "شركة محروقات" قرار رفع أسطوانة الغاز الصناعي، بأنه "من غير المعقول دعم الغاز الصناعي بمبلغ دعم الغاز المنزلي نفسه"، حيث إن سعر كيلو الغاز الصناعي كان 250 ليرة، وهو سعر كيلو الغاز المنزلي المدعوم نفسه الذي يحسب للمواطن.

وفاجأ قرار رفع أسطوانة الغاز الصناعي أصحاب المطاعم والمقاهي والصناعيين، حيث علموا به من وسائل الإعلام وفقاً لكلامهم، ملوحين بزيادة قريبة على أسعار المنتجات النهائية كنتيجة طبيعية للقرار، كونه زاد تكاليف المواد الأولية عليهم.

ومن المقرر إصدار لائحة أسعار جديدة للمطاعم بعد الانتهاء من دراستها، تأخذ بعين الاعتبار الزيادة الحاصلة بسعر أسطوانة الغاز الصناعي والمواد الأولية الأخرى التي طرأت منذ آخر تحديث للائحة الأسعار نهاية 2016، وفق ما قاله قبل أيام عضو مجلس إدارة، رئيس شعبة المطاعم في "غرفة سياحة دمشق" أحمد عبد السلام.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات