تبدو بسطات الكتب في شوارع دمشق سوقاً مفتوحة للثقافة الشعبية، فكثيراً ما نجد فيها كتباً نادرة جنباً إلى جنب مع أحدث الكتب العربية والأجنبية… بيع الكتب على أرصفة الشوارع بأسعار زهيدة فرصة للمغرمين بالمطالعة والثقافة ولاسيما أن الأسعار رخيصة مقارنة بأسعار المكتبات.

أبو أحمد- صاحب بسطة لبيع الكتب في محيط جسر الرئيس يتمنى أن تعترف بهم المحافظة كأصحاب مهنة فلا تلاحقهم لإخلاء المكان، فليس لديهم مساحة إلا في هذه الأمكنة، وهذه المهنة مصدر رزق الكثيرين منهم، فمعظمهم ليس لديه عمل إلا هذه البسطة، وطالب أبو أحمد أن يكون لهم مكان مخصص يصبح سوقاً لبيع الكتب مع مرور الأيام.
جهاد طالب جامعي يحكي أنه بالمصادفة وجد كتاباً يخص دراسته على بسطة الكتب فاضطر لشرائه نظراً لارتفاع سعره في المكتبة، مضيفاً: اشتريته عن البسطة بـ 700 ليرة وهو مستعمل، أما في المكتبات فسعره يتجاوز 4000 ليرة، وطالب جهاد بإيجاد مكان لأصحاب هذه البسطات لدرء الضرر عن كتبهم صيفاً وشتاءً، فلديهم كتب نفيسة قد لا نجدها في المكتبات مهما بحثنا عنها.
أما رهام فتشتري دائماً المجلات الفنية من البسطات، فحسب قولها: سعرها في المكتبات مرتفع ولكن بمجرد مرور أسبوع على صدورها تصبح بنصف السعر وأحياناً أقل، لذلك فأنا من هواة الوقوف على بسطات الكتب وقراءة عناوين الكتب التي تصبح ملكاً لنا بسعر زهيد.
فيصل سرور- عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق لشؤون التخطيط والإحصاء أشار إلى أنه في عام 2003 كان أصحاب هذه البسطات يعملون عند جامعة دمشق «فوق جسر الرئيس»، وفي العام نفسه تم نقلهم إلى تحت الجسر، وقبل الحرب عرضنا عليهم مكاناً خاصاً تحت اسم «سوق الكتب المستعملة» وكان المقترح آنذاك «نفق ساحة البيطرة» إذ كان النفق فارغاً وكنا سنمنحهم إياه «شبه مجاني» فاعترض وقتها أصحاب البسطات لأن المنطقة بعيدة وهم يريدون منطقة قريبة من الجامعة لأن رواد وزائري هذه البسطات أكثرهم من الطلاب.
ويقول سرور: توسع أصحاب البسطات مؤخراً تحت جسر الرئيس، ونحن كمحافظة غضضنا البصر عنهم نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يمر فيها الجميع، وفي عام 2016 و تحديداً في 1/11/2016 قمنا بإزالة جميع الإشغالات من تحت الجسر مع الإبقاء على هذه المهنة لأنها ترتبط بذاكرة أهالي دمشق وبذاكرة التاريخ والمعرض، وكنوع من الدعم الاجتماعي فقد تجاهلناها، علماً أن عدد الأشخاص الذين يزاولون هذه المهنة هم 11 شخصاً وأسماؤهم موثقة في المحافظة، ومنذ فترة ليست بالبعيدة، تم توجيه إنذار لهم لأنهم توسعوا وازداد عددهم وذلك بقرار من المحافظ ثم تم ترك هذه البسطات شرط أن تكون منظمة وألا تكون أمامها قمامة وأوساخ. بالنسبة للبدائل أوضح سرور: لدينا بديل نفق العدوي، بإمكانهم أن ينتقلوا إليه، وهناك نفق قريب من ساحة العباسيين يستطيعون الانتقال إليه من دون أن يدفعوا أي ضريبة، وجميعهم حاصلون على قرار من المكتب التنفيذي ومسموح لهم بمساحة معينة.
مصيفاً: حالياً تتجمع البسطات البالغ عددها 11 بسطة تحت جسر الرئيس وأي بسطة
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات