تتميز محافظة القنيطرة بصفات تكاد تكون فريدة عن غيرها من محافظات القطر, من حيث طبيعة المناخ المعتدل ووفرة مياه الأمطار والتربة الزراعية الخصبة وكثرة السدود والينابيع, حيث تتدرج درجات الحرارة وبفارق كبير بين الشمال البارد والجنوب الدافئ من المحافظة خلال الفصل الواحد, ما يجعلها تتميز بالأماكن الطبيعية الخلابة من غابات وأنهار وتلال، لتكون مقصداً سياحياً في فصلي الربيع والصيف, ناهيك بطبيعة المحافظة الزراعية وجودة المنتج من الفواكه ذات الجودة العالية والمميزة وخاصة التفاح والكرز والتين والتوت والعنب وإنتاج الحليب والأجبان ومشتقاتها، وتعدّ إقامة المشاريع الاستثمارية والصناعية في القنيطرة قضية وطنية بامتياز وليست قضية ربحية وتجارية فقط, هذا ماصرح به محافظ القنيطرة المهندس همام صادق دبيات, حيث قال: حتى نحصّن الوطن يجب أن يكون هناك اقتصاد قوي وفعال على أرض المحافظة, ومن أجل أن نحصن المجتمع لابد من رفع مستوى معيشة المواطن وخلق فرص عمل لأبناء المحافظة وإعادة بناء القرى المحررة من خلال إقامة مشاريع تنموية واستثمارية… وأوضح أن محافظة القنيطرة تعد من المحافظات الواعدة في مجال الاستثمار الزراعي وهي بكر وغير مستثمرة وجاء التوجه الحكومي ليعطي الأهمية والأولوية للمشاريع الصناعية والزراعية التي تتوافر فيها المواد الأولية والمنتجة محلياً على أرض المحافظة, مؤكداً أن قضية الاستثمار وإقامة المشاريع هي أحد أساليب مواجهة العدو الصهيوني ودليل قوي على تشبث الفلاح والمواطن الجولاني بأرضه وإصراره على تحرير بقية أرض الجولان المحتل من براثن العدو الصهيوني.

إنشاء مبقرتين لإنتاج اللحوم والحليب

وكشف محافظ القنيطرة أنه وأول مرة تدخل المحافظة مضمار الاستثمار, وأشار إلى أنه لابد من التشاركية بإقامة المشاريع الصناعية والزراعية مع القطاع الخاص، وذلك بإقامة عدد من المشاريع الاقتصادية على أرض المحافظة, حيث تم تخصيص قطعة أرض بمساحة 2168 دونماً من قبل مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في القنيطرة لإنشاء مبقرتين لتربية الأبقار وإنتاج اللحوم والحليب ومشتقاته, وبين دبيات أن الأراضي المخصصة للمشروعين يقع قسم منها في منطقة نبع الصخر بمساحة 2003 دونمات, والجزء الثاني في منطقة بريقة بمساحة 165 دونماً, مشيراً إلى أن المشروع الأول يشمل إنشاء مبقرة لتربية وتسمين العجول لتأمين جزء من احتياج السوق من اللحوم الحمراء, والمشروع الثاني لتربية الأبقار المنتجة للحليب نظراً لطبيعة المحافظة الزراعية الخصبة, لافتاً إلى أن المشروع يشمل أيضاً إقامة معمل ألبان وأجبان ومسلخ ومعمل تعليب بهدف دعم مربي الثروة الحيوانية في المحافظة وتحسين الواقع الزراعي والتنموي فيها, ويعد مشروع إنشاء مبقرة في القنيطرة، تختص بتربية الأبقار المنتجة سلالات ذات إنتاجية عالية من اللحوم، الأول من نوعه في سورية ويهدف إلى زيادة مساهمة المؤسسات الإنتاجية العامة بتأمين جزء من احتياج السوق المحلية من اللحوم الحمراء.

معمل تعبئة المياه الطبيعية

من جهتها ذكرت المؤسسة العامة للصناعات الغذائية البدء بتنفيذ معمل للحليب والأجبان في المحافظة بمساحة 10 دونمات في منطقة الحلس، وتوجيه مؤسسة الإسكان بتنفيذ الجانب الإنشائي, وتكليف معمل ألبان حمص لاستجرار المعدات اللازمة إلى جانب الاستعانة بمعدات شركة الشرق في حلب وإمكانية نقل الخزانات الفارزة وخط القشقوان إلى القنيطرة, وكشفت مؤسسة الصناعات الغذائية موافقة وزارة الموارد المائية على تخصيص قطعة أرض للمؤسسة بمساحة 10 دونمات في نبع الفوار لإقامة معمل لتعبئة المياه الطبيعية بغزارة 500 م3 يومياً.

ومن جانب آخر أكدت مصادر في هيئة الاستثمار السورية البدء بإقامة معمل لإنتاج الألبان والأجبان والزبدة والسمنة ومشتقاتها وتعبئتها آلياً, إضافة إلى تعبئة لبن العيران ومادة الحليب مع الموز, وقدرت الطاقة الإنتاجية السنوية المقررة للمعمل بـ 240 طناً من مادة اللبن المصفى و25 طناً من الجبنة البيضاء و100 طن من الحليب المبستر مع الموز و100 طن لكل من مادتي اللبن العيران والرائب, ونوهت الهيئة بأهمية المشروع لكونه باكورة المشاريع الصناعية في المحافظة, ويساهم هذا المشروع في دوران عجلة الإنتاج إلى جانب تأمين عدد من فرص العمل لأبناء المحافظة, وتوفير أجور النقل على الفلاحين في تصريف منتجاتهم في أسواق دمشق وريفها.

خطة لإنتاج حليب مجفف

بدوره مدير صناعة القنيطرة المهندس نصر الدين الحلبي ذكر أن المديرية منحت 36 ترخيصاً صناعياً خلال العام الجاري, ولفت إلى أن هذه التراخيص تؤمن نحو 441 فرصة عمل لأبناء المحافظة, وأوضح الحلبي أن التراخيص شملت صناعة المقبلات الغذائية والمربيات والكونسروة وأكياس التغليف البلاستيكية والألبان والأجبان ومنتجات اللدائن والمطاط والأحذية والمحارم والفوط الصحية ومستحضرات لمنع التكلس للمياه الصناعية والموبيليا، والكيك والبسكويت والشوكولا وحلاوة الطحينة وتجفيف الفواكه والخضر وصناعة الأنابيب والمواسير والخراطيم البلاستيكية والأثاث المعدني والأحذية ووحدات تكييف الهواء للمنشآت الصناعية وتصنيع آلات ومعدات تجهيز الطعام وصناعة المشروبات الغازية, كما تم منح خمسة تراخيص حرفية لصناعة خلط وجرش الأعلاف، وصناعة البلوك، وتعبئة أجهزة الإطفاء، ومنجور الألمنيوم… وأشار الحلبي إلى أن هناك دراسة عن إمكانية تحويل معمل الحليب في نبع الصخر إلى معمل لإنتاج الحليب المجفف لأطفال فوق السنة, ويعد تحقيق هذه الخطوة أول مرة على مستوى سورية, وسوف يستوعب المعمل حوالي 50 طناً من الحليب يومياً كحد أدنى, ونوه بأن الشركة العامة للألبان في دمشق تقوم بإعادة تأهيل وصيانة مركز تجميع الحليب في منطقة نبع الصخر ضمن الخطة الإسعافية، ويستوعب نحو 15 طناً من الحليب يومياً ويتم تسويق الإنتاج ضمن مدينة دمشق.

200 فرصة عمل توفرها المعامل

المستثمر عايد اسماعيل ذكر أنه تم الحصول على أربعة تراخيص صناعية مع شركائه وفق قانون الاستثمار في منطقة آيوبا والكوم لصناعة العصائر والمشروبات الغازية والألبان والأجبان والحليب المبستر والحليب المنكه ومعمل للبلاستيك وأكياس التغليف والنايلون, وأكد أن الأعمال الإنشائية قد شارفت على الانتهاء والآلات قيد الشحن حالياً ومن المنتظر أن يبدأ إنتاج المعامل خلال شهرين, وأكد أن هذه المعامل سوف تؤمن أكثر من 200 فرصة عمل لأبناء المنطقة, وجميع المواد الأولية التي تدخل في عملية الإنتاج في هذه المعامل ستكون من المنطقة, إضافة إلى معمل الكولا الذي يغذي أسواق دمشق وريفها, وإن إقلاع وبدء الإنتاج في هذه المعامل يؤدي إلى تنشط الدورة الاقتصادية على أرض المحافظة.

إنشاء منتزه سياحي متكامل

من جهته ذكر مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في القنيطرة المهندس شامان الجمعة أنه تمت الموافقة من قبل وزارة الزراعة على تخصيص وزارة السياحة بخمسة دونمات في منطقة الصمدانية الغربية لإقامة منتزه سياحي متكامل على حرم سد المنطرة أكبر سدود المحافظة لتنشيط الواقع السياحي في المحافظة وتأمين فرص عمل لأبناء المنطقة.

مدير المتابعة في المحافظة المهندس محمد خنيفس أكد أن باكورة منشآت القطاع الخاص بدأت بإقامة معمل للعصائر المنوعة من خلال عدة شركاء للإنتاج (حليب مبستر وعيران وعصائر وصناعة أنابيب البلاستيك والنايلون) في قرية الكوم وقد بدأ إقلاع العمل بمعمل الكولا وخلال الشهرين المقبلين يتم الإقلاع ببقية المعامل الأخرى.

بدوره مدير المناطق الصناعية في القنيطرة رضوان عامر ذكر أنه تم تخصيص 250 دونماً لإقامة منطقة صناعية وحرفية على أرض المحافظة في منطقة الحلس, حيث لاقت إقبالاً كبيراً من قبل المستثمرين نظراً لقربها من مراكز الإنتاج والتسويق فهي تتوسط أربع محافظات: القنيطرة وريف دمشق ودمشق ودرعا, وقدرت قيمة المشروع بما يزيد على 3 مليارات ليرة سورية وبلغت المساحة الصافية للمقاسم الصناعية والحرفية 150 ألف م2 , ووصلت نسبة تنفيذ البنى التحتية في المنطقة الصناعية من حفر بئر وشق طرقات وتمديد خطوط الصرف الصحي إلى نحو 30 بالمئة, وبلغ عدد المكتتبين على مقاسم المنطقة الصناعية حتى الآن 76 مكتتباً من أصل 166 مقسماً صناعياً وعدد المكتتبين على مقاسم المنطقة الحرفية 97 مكتتباً من أصل 103 محال حرفية, وأشار العامر إلى أن أغلبية الصناعات التي حصلت على التراخيص هي صناعة الأدوية البشرية والأسمدة والمخصبات الزراعية والأنابيب الصناعية والصناعات الغذائية وصناعة الألبان والأجبان والفواكه المجففة, وأشار إلى أن تسليم المقاسم للمكتتبين سيتم عند انتهاء 50 بالمئة من البنية التحتية للمشروع, ولفت مدير المناطق الصناعية إلى وجود ثلاث مناطق حرفية على أرض المحافظة قيد الإنشاء؛ واحدة في منطقة خان أرنبة بمساحة 15 دونماً والثانية في قرية الحميدية بمساحة 24 دونماً والثالثة في قرية حضر بمساحة 28 دونماً.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات