يشتهر السوريون وخاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك بتنوع الأطباق التي تزين موائدهم فلا بد”سابقا” وأن تجد بأضعف الإيمان على طاولة الإفطار إما الملوخية أو الشاكرية أو أحد أنواع الكبب إضافة إلى الفول أو الفتات أو المحاشي بأنواعها.

لكن هذا الشهر المبارك لن يمر على السوريين كالعادة لأنهم بأقصى درجات “شد الحزام” بسبب ضعف القدرة الشرائية والأوضاع الاقتصادية الصعبة وبالتالي لن تستطيع العائلات السورية أن تزين موائدها بفسيفساء الأطباق المتنوعة نظرا لأن وجبة إفطار واحدة مثل تلك التي نتحدث عنها اليوم قد تكلف الأسرة ثلث الراتب الشهري أي نحو 11 ألف ليرة سورية أي تحتاج مائدة الإفطار خلال شهر رمضان إلـ 330 ألف ليرة سورية..(قرض كامل لذوي الدخل المحدود يسدد على مدى اربع سنوات).

وعلى ما يبدو ان اجتماع أصحاب الفعاليات التجارية والغذائية مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عاطف النداف أول الشهر الجاري لم يؤت أؤكله حيث أعلنوا بعد نهاية الاجتماع أنهم لن يرفعوا أسعار منتجاتهم الغذائية والاستهلاكية خلال شهر رمضان المبارك والأعياد..حيث ارتفعت الأسعار وبقي المواطن على الوعد يا تجار.

فعلى سبيل المثال اللحوم الحمراء وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 6 آلاف والفروج 1300 ليرة ما جعل الكثير من الأطباق الرمضانية تشطب من لوائح الموائد الرمضانية مثل الكبب بأنواعها والملوخية والكبسة والمقلوبة حيث أصبحت تلك الأطباق صعبة التحضير على عائلة ذات دخل محدود أو بأضعف الإيمان يمكن ان يشاهدوا واحدا من تلك الأطباق مرة واحدة خلال الشهر الفضيل لأن تكلفة الواحد منها قد تتجاوز ال4000 ليرة سورية.

وإذا ابتعدنا عن “الكماليات” واتجهنا إلى الخضروات فسنجد انها ليست أفضل وضعا على المواطن من اللحوم حيث ارتفعت أسعارها فأصبح طبق السلطة أو الفتوش الذي كان يعد سابقا من المقبلات يكلف اليوم نحو 1000 ليرة سورية ناهيك عن سعر البطاطا الذي تجاوز 400 ليرة والباذنجان كذلك والكوسا 350 ليرة والبندورة 450 والبازلاء والفول 400 ليرة وبالتالي ستتقلص مائدة رمضان لدى أغلب العائلات السورية بسبب ارتفاع الأسعار .

المواد التموينية الأساسية أيضا لم تستطع مقاومة اللحاق بقطار ارتفاع الأسعار حيث وصل سعر كيلوغرام الرز إلى ما بين 600 و700 ليرة والسكر 300 ليرة وارتفعت أسعار البرغل والزيوت والسمون والأجبان .

وطبعا لن ندخل بأسعار الفواكه والحلويات التي اعتاد السوريون وضعها على موائدهم الرمضانية بل سنتركها محلقة بأسعارها لمن استطاع إليها سبيلا من أصحاب الدخل “غير المحدود” القادرين على الطيران واللحاق بها.

وختاما ومثل العادة كان التجار والمستغلين هم الرابحون في غياب أدوات التسعير والرقابة على الأسواق حيث سيستكملون خلال الشهر الفضيل إفراغ ما في جيوب المواطنين بانتظار رفع الأسعار القادم بعيد الفطر السعيد وكل عام وتجارنا بألف خير.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات