يبدو الكردُ أبطالَ الرهانات الخاسرة. تُولد لديهم الأحلام بسرعة فائقة، وتتلاشى بسرعة فائقة أيضاً، وذلك يخلفُ الكثير من الآلام والخيبات. هذا ما يجعل "علم السياسة" الكردي –إذا صح التعبير– أشبه بعلم يتقصّى تراجيديا ثقيلة الوطأة مفتوحة على تتابع لا ينتهي من الأزمات والمواجهات[1]. وإذ نقول ذلك عن الكرد، إلا أن العرب والترك والفرس لا يختلفون عنهم في ذلك.

لكن كيف ظهرت صورةُ المشروع الكرديِّ في شرق الفرات، بوصفه قوة يمكن التعويل عليها في محاربة التنظيمات الجهادية المسلحة مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، وقوة يمكن أن تقيم كيانية وإدارة وبنى حكم على الأرض؟ ثم كيف تحول ذلك المشروع إلى صورةٍ افتراضيةٍ ومشروعٍ سياسيٍّ يتجاوز بنيته وقوته ودافعيته الكردية وحتى الجهوية (منطقة شرق الفرات) إلى المجالين السوريّ والإقليميّ، تم التعبير عنه بـ "قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة اختصاراً بـ "قسد"؟

مربع نص: إنَّ الولايات المتحدة رجحت مصالحها مع تركيا على حساب المشروع الكرديّ في شرق الفرات. وكان بإمكان الولايات المتحدة أن "تُوازِنَ" بين حليفيها اللدودين، تركيا والكرد، لو أرادت.التطورات في شرق الفرات محكومةٌ بديناميات المشهد السوريّ، وكذلك بالمشهدين الإقليميّ والدوليّ، وقد بدا أن اعتبارات الدائرة السورية ثم الدائرتين الإقليمية والدولية "تَغَلَّبَت" على اعتبارات وتقديرات فواعل الكيانية في "شرق الفرات"، ليس في بُعدِها وحاملها الرئيس وهو الكرد أو حزب الاتحاد الديمقراطي وشركاؤه المحليون فحسب، وإنما الأمريكية والغربية أيضاً.

هذا يعني أن صورة "قوات سوريا الديمقراطية" وصورة مشروعها الكيانيِّ أو مشروعها كـ "بديل" للنظام السياسيّ في سورية، أو "ورقة" يمكن استخدامها في رهانات وتجاذبات الإقليم، تعرّضت لصدمة "لا متوقعة"، إثر الإعلان الأمريكيّ عن الانسحاب العسكري من شرق الفرات، سواء حدث ذلك الانسحاب أم لا.

وقد أثار الإعلانُ الأمريكيُّ عن الانسحاب العسكريّ من شرق الفرات تقديرات متزايدة بأن ساعة تفكيك أو انهيار "فدرالية الجزيرة" ومشروع "قوات سوريا الديمقراطية" قد أزفت، أو أنها قريبة جداً من ذلك، بسبب فقدان أو تراجع "الظهير" الدوليّ، عسكريّاً ولوجستيّاً وحتى سياسيّاً، إذ ذهب بعض التقديرات للقول: إنَّ الولايات المتحدة ربما رجحت مصالحها مع تركيا على حساب المشروع الكرديّ أو مشروع الكيانيّة الكرديّة-العربيّة في شرق الفرات. وكان بإمكان الولايات المتحدة أن "تُوازِنَ" بين حليفيها اللدودين، تركيا والكرد، ولديها خبرة طويلة في ذلك، لو أرادت. ولو أن الرئيس ترامب عاد ليؤكد أن بلاده سوف تواصل حماية الكرد حتى بعد الانسحاب العسكري الأمريكي من سورية[2].

تتألف الورقة من مقدمة وسبعة محاور: أولاً، في المقاربة؛ ثانياً، الكردي الجيد، والكردي الخطر! ثالثاً، الاستلاب الكردي؛ رابعاً، أولوية الصورة، ويتضمن: صناعة عسكرية ثقيلة، وصورة أقوى من الواقع؛ خامساً، صورة هجينة ويتضمن: مرة أخرى: استلاب الصورة؛ سادساً، ارتياب؛ سابعاً، الإشارات والتنبيهات، وأخيراً الخاتمة.

 

 

أولاً- فيالمقاربة

كيف نشأت صورةُ المشهدِ في شرقِ الفرات، وخاصة مشروع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية؛ وما العوامل التي أسهمت فيه، ثم كيف تراجعت (وربما تلاشت!) تلك الصورةُ؟ لا بدَّ أنَّ الحديث في هذه الدراسة عن "موت الصورة" لا يعني نهاية الرهانات الكرديّة ولا الرهانات الأمريكية في منطقة شرق الفرات وانطلاقاً منها، إنما نهاية صورةٍ أو صورِ المشهد هناك، بالكيفية التي تمت هندستها وتخليقها والترويج لها، صورة مجال أو حيز كياني سياسي استراتيجي هو محصلة فواعل كردية وأمريكية تقول إنها تحارب الإرهاب، وتدفع بالأمور إلى حلّ للأزمة السورية، واحتواء نفوذ إيران في سورية (والمنطقة).

وقد كشفت التطورات عن مشهد فيه رهانات مختلفة محكومة بطموحات واضحة للهيمنة على المشهد السوري، انطلاقاً من شرق الفرات، بكل التداعيات الممكنة أو المحتملة على المشهد الإقليمي والدوليّ. هذا يعني أنَّ منطقة شرق الفرات، إزاء احتمال "إنشاء" أو "تخليق" و"هندسة" صور مختلفة وبديلة عن تلك التي انهارت أو "ماتت"، بالمعنى الوارد في النصّ، وربما –وهذا هو المرجح– "إعادة إنتاج" صور جديدة مختلفة للمشهد في تلك المنطقة، وانطلاقاً منها إلى سورية والإقليم.

مربع نص: حاول الكرد أن يكونوا حليفاً جيداً ومقبولاً من قبل الطرفين، الروسي والأمريكي، ولكن الكرد تحولوا بتسارع مُلغِز لأن يُصبحوا رهانَ الولايات المتحدة الرئيس في شرق الفرات، وأن تصبح هي رهانهم الرئيس وربما الوحيدأكثر ما ظهر من المشروع الكرديّ، ولاحقاً مشروع الكيانية في شرق الفرات، كان نتيجة اندفاعات أو ضغوط مخيالية ومدارك تهديد مركبة لدى الفواعل الكردية وشركائها المحليين، تتقاطع مع مدارك أو ضغوط الفرصة السانحة أيضاً، التي برزت مع بداية الأزمة السورية في آذار/مارس 2011.

إنَّ فعالية القوات الكردية ولاحقاً "قوات سوريا الديمقراطية–قسد" وتماسكها وعلمانيتها وحداثة خطابها جعل منها قوة يمكن الاعتماد عليها في محاربة الإرهاب، وهذا ما فعلته دمشق أولاً، ثم أعقبها كل من روسيا والولايات المتحدة، إذ حاول الكرد أن يكونوا حليفاً جيداً ومقبولاً من قبل الطرفين، الروسي والأمريكي، في نوع من المفاضلة والموازنة بينهما، ولكن الكرد تحولوا بتسارع مُلغِز لأن يُصبحوا رهانَ الولايات المتحدة الرئيس في شرق الفرات، وأن تصبح هي رهانهم الرئيس وربما الوحيد أيضاً، مبتعدين عن روسيا[3]، ولكن من دون قطع للعلاقات والتفاعلات معها.

 

 

ثانياً- الكرديالجيد،الكرديالخطر!

بدأ الحراكُ الكرديُّ في منطقة الجزيرة "متوافقاً" مع تقديرات وأولويات النظام السياسيّ والدولة في سورية طيلة المراحل الأولى من الحرب[4]، وقد برزت تقديرات كثيرة حول دعم الحكومة السورية لحزب الاتحاد الديمقراطي في مواجهة:

  • فواعل الاحتجاجات المناهضة لها، تحديداً التنظيمات السياسية والمسلحة الموالية لتركيا والمدعومة من فواعل وأطراف إقليمية ودولية مختلفة.
  • وفواعل كردية موالية لـ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، الموالي بدوره لتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.

كان التوافق بين دمشق وكردها في بداية الأزمة مفيداً، إذ بُني على مدارك وتقديرات نشطة وفعالة لدى الجانبين، لكن مكر السياسة ومكر الحدث السوري وضع الطرفين في موقعين مختلفين؛ إذ تغيرت الأمور كثيراً، وتغير معها الموقفُ بين دمشق وكردها، متحوِّلاً من التوافق إلى الخصومة والعداء، ثم المواجهة، ولكن من دون أن تقوم قطيعة كاملة بين الطرفين[5]، إذ استمر التواصل والتفاعل، بل التعاون في الكثير من الأمور: الأمن والاقتصاد والنقل والاتصالات والصحة،إلخ.

وكانت فكرةُ الإدارة الذاتية مفيدة للفواعل الكردية من ناحية:

  • داخلية أو ذاتية محضة تقريباً، بمعنى أنها عززت "الأنا" القومية، وخبرة وتجربة العمل السياسي ومشروع الكيانية من منظور حزب العمال الكردستاني، في مواجهة التيارات المنافسة برزانية التوجُّه والولاء[6].
  • وأبرزت صورة الكرد بوصفهم "بديلاً" يمكن التعويل عليه في مواجهة "داعش" و"النصرة" وغيرها من التنظيمات والفواعل الجهادية.
  • وبوصفهم أيضاً بديلاً عن النظام السياسي والدولة في سورية.

ما جعل الكرد "أهلاً" لرهان الدولة السورية وروسيا، هو ما جعلهم هدفاً لـ الولايات المتحدة وتركيا وكرد مسعود البرزاني، و"داعش" بطبيعة الحال؛ ثم إنَّ ما جعلهم "أهلاً" لرهان ودعم واشنطن هو نفسه ما جعلهم "مصدر تهديد" للدولة السورية وروسيا. وهكذا، فإن ما ساعد على "ولادة" مشروع أو صورة "قسد" ونشوئها، وهذا اعتبار أمريكي في المقاوم الأول، هو نفسه ما سوف يسبب "موتها"، وهذا اعتبار سوري في المقام الأول.

 

 

ثالثاً- الاستلابالكردي

ثمة فيما قام به الكرد أو حاولوه في شرق الفرات وانطلاقاً منه، نوع من الاستلاب، بالتعبير الماركسي[7]. لنقرأ ما يقوله ماركس في مخطوطات 1844 عن الاستلاب: «إن العامل هو إزاء منتج عمله في العلاقة نفسها التي يكون فيها إزاء شيء غريب عنه (...)، فكلما أنتج العامل في عمله أشياء خارجة عنه، كلما صار العالم الغريب والموضوعي الذي يخلق أمامه قويّاً، وكلما أفقر نفسه؛ وكلما صار عالمه الداخلي فقيراً، صار لا يملك حقيقةً ما»[8]. وبتعبير مُحَوَّر من ماركس، فإنه كلما زاد ما صنعه الكرد لأمريكا قلَّ ما يحتفظون به لأنفسهم، وضعوا حياتهم فيما صنعوه، لكن ما صنعوه لم يعد لهم أو لم يكن لهم أصلاً[9]. هذا أمر محبط ومؤلم حقاً.

هذا ينسحب على وضع الكرد أو الفواعل الكردية في شرق الفرات وعلاقتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إنَّ أكثر ما صنعوه كان تنفيذاً مباشراً أو تمثلاً لما يريده الأمريكان، أو تم تجييره أو ربطه بهم وبالتحالف، وقد "تماهت"قوات "قسد" مع التحالف الأمريكي، وأصبحت بمثابة قوات برية له. هذا ما ظهر من طريقة تعاطي الولايات المتحدة معهم، ذلك بعد إعلان الرئيس ترامب عن سحب القوات الأمريكية من شرق الفرات، والطريقة التي أعلن بها ذلك، تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، والعبارات التي كتبها[10].

 

 

رابعاً- أولويةالصورة

قام مشروع "قسد" في الفضاء السياسيّ والإعلاميّ صورةً أكثر منه واقعاً، إذ قامت الولايات المتحدة بإنتاج صورة لـ "قسد"، تحيل إلى قوة مدنية حداثية تعددية تحارب الإرهاب، علماً أن "داعش" لم يكن يتطلب كل هذا، كان يكفي بالنسبة للغرب أن يقول: إنَّ "قسد" تنظيم "معتدل" أو "مدني" و"حداثي". لكن المُضي في هندسة صورة فائقة للقوات كان له أغراض أخرى، وهو تهيئة المخيال السياسي الغربي والعالمي لقبول كيانية ما أو مشروع كيانية تقودها "قسد" بوصفها بديلاً قائماً أو محتملاً لـ:

  • جماعات المعارضة السورية على اختلاف تنويعاتها وألوانها، والتي أخفقت في أن تكون بديلاً للنظام السياسيّ.
  • قوة يمكن الاعتماد عليها لمحاربة الإرهاب والجماعات الجهادية مثل "داعش".
  • النظام السياسيّ في دمشق.
  • قوة أو فاعل يمكن أن يمتد تأثيره من منطقة شرق الفرات إلى دائرة أوسع، في مواجهة الوجود الإيرانيّ في سورية، وحتى السياسات والرهانات الروسية أيضاً.

صناعة عسكرية ثقيلة!

مربع نص: إنَّ صورة "قسد" مركبة، وبالغة التعقيد، وحاضرة بقوة في الفضاء الإعلاميّ والسياسيّ الإقليميّ والعالميّ، ولكنها مع ذلك "غير واقعية"، وهي بحاجة دائمة لتأكيد وتعزيز وتثبيت صورتها.برزت صورة "قسد" بمثابة صناعة عسكريّة أمريكيّة ثقيلة، إذ تم تخصيص الكثير من الموارد في سبيل ذلك، وهذا أمر تقديريّ، ولا توجد معطيات يمكن الركون إليها بهذا الخصوص، وتأتي صناعة الصورة في إطار الحرب النفسيّة أو الحرب الهجينة التي تشنها الولايات المتحدة ضد سورية وحلفائها: ماكينات وشبكات وتدفقات إعلامية ورقمية مصنوعة بعناية فائقة، كان مهمتها أن تقول للعالم –بما في ذلك أهل المنطقة– مقولة واحدة تقريباً وهي: إنَّ "قسد" بديلٌ يمكن الوثوق به والتعويل عليه.

دخلت في صناعة صورة "قسد" أدوات كثيرة: التلفاز، الراديو، الإنترنت، الشبكات الحاسوبية، الهواتف النقالة، الأقمار الصناعية، إلخ، حتى صارت الصورة بديلاً عن الأصل، منفصلة عنه، إلا بالاسم، أو لا صلة جِدِّية لها به، والصورة أكبر وأفضل وأجمل وأكمل من "أصل متخيل" أو "مصنوع".

مما ساعد في إنتاج وترويج تلك الصورة أن الفضاء الكردي والإقليمي كان –ولايزال– لديه قابلية كبيرة لتلقي ما يصدر عن الغرب بعامّة، والولايات المتحدة بخاصّة، أو أنه لا يملك بعد ثقافة ذات مناعة من غزو الصوّر والمدارك الرقمية، بالإضافة إلى التأخر والضعف في عالم الصورة كان عاملاً مساعداً للولايات المتحدة.

صورة أقوى من الواقع

هنا استلاب آخر، كيف أن "قسد" لا تشبه نفسها، وكيف أن الصورة أقوى من الواقع، بل إن الواقع كان يتلطّى خلف الصورة، والحقيقي خلف الوهميّ أو المتخيل. والاثنان محكومان بتقنية وسلاح أمريكيّ في المقام الأول، ماديّاً ورمزيّاً، وأصبحت "قسد" أمريكية بكل ما فيها تقريباً:

  • فكرة التأسيس،
  • الهدف أو المغزى،
  • البنى التحتية أو التنظيمية،
  • الأدوات الميدانية والسلاح،
  • الدعم اللوجستي والإسناد البري والجوي،
  • الصور في الفضاء الإعلامي والسياسي،
  • بنى التواصل والاتصال،
  • التلقي الإقليمي والعالمي.

إنَّ صورة "قسد" مركبة، وبالغة التعقيد، وحاضرة بقوة في الفضاء الإعلاميّ والسياسيّ الإقليميّ والعالميّ، ولكنها مع ذلك "غير واقعية"، وهي تحت "استفتاء دائم" –بتعبير قديم مستعار بتصرف من رينان– بمعنى أنها بحاجة دائمة لتأكيد وتعزيز وتثبيت صورتها.

وأيّ انقطاع أو تغيير في ذلك، يجعل الصورة متقطّعة وباهتة ومشوشة، وقد "يمحوها" أو يعيد توجيهها، وربما يعد إنتاجها بمعان مختلفة وحتى معاكسة لما كان، إذا رأى الفاعل الرئيس –وهو الأمريكيّ هنا– أن من مصلحته القيام بذلك.

 

 

خامساً- صورةهجينة

ثمة صور ومدارك هجينة أدت إلى سياسات هجينة أيضاً، وقد استغرب المُتلقون والمتابعون كيف أنَّ النجمة الماركسية الحمراء في أعلام "قسد" والفواعل الكردية اليسارية الأخرى، تجتمع مع نجوم العلم الأمريكيّ المرفوع على آلية عسكرية للجيش الأمريكيّ، الجيش الحليف للعدو الرئيس للحركة الكرديّة وهو تركيا[11]، نجوم أمريكية لا تزال تعادي النجوم الماركسية واليسار!

المفارقة أن الكيانية في شرق الفرات "اعتمدت –بشكل رئيس– على فواعل دولية لم يكن من السهل مجرد التفكير فيها، أي الولايات المتحدة، وهي الحليف الرئيس لـ العدو الرئيس للحركة الكردية الأم التي انبثقت عنها (أو ارتبطت بها) الحركةُ الكردية التي أقامت الإدارة الذاتية أو الفدرالية في منطقة الجزيرة. هذا من مكر التاريخ ومكر السياسة، وقد يكون من سوء التقدير لحركة التاريخ ولمنطق السياسة"[12].

صورة هجينة أخرى، كيف أنَّ صالح مسلم الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطيّ تحدث لصحيفة "الرياض" السعودية، عن "وجود تحالف إيرانيّ تركيّ قطريّ"، قال: إنه «غزانا في عقر دارنا وتسبب في استشهاد الآلاف من فلذات أكبادنا»[13].وأطلق قياديون كردٌ تصريحات مناهضة للحشد الشعبيّ في العراق، و"غازلوا" مراراً المملكة السعودية، في مؤشر على استعدادهم للانخراط في سياسات السعوديةأيضاً ضد سورية والعراق وإيران، وربما تركيا.

لكن المشهد الأكثر التباساً وهجنةً هو دعوة تامر السبهان الوزير السعودي المقرب من محمد بن سلمان للاحتفال بـ"تحرير الرقة" من "داعش"، وخلفه صورة كبيرة لـ عبد الله أوجلان، ومعه (أي السبهان) ضباط ومسؤولون أمريكان وكرد. عناصر الصورة الهجينة المذكورة:

  • مدينة مدمرة كلياً تقريباً،
  • قوات أمريكية،
  • قوات كردية،
  • قوات "قسد" بزعامة كردية،
  • مرتزقة عشائريون من مختلف المناطق والجهات والبلدان،
  • صور كبيرة لـ أوجلان،
  • تامر السبهان.

عناصر كلها تقريباً غريبة عن المكان، أو ليست من أهل البلد. ومع ذلك كانت الميديا والفضاء الإعلامي أقوى من أن يسمح بطرح الأسئلة الصحيحة والواقعية. مرة أخرى الصورة أقوى من الواقع.

مرة أخرى: استلاب الصورة

عودة إلى مفهوم وظاهرة الاستلاب، ذلك أن الصورة بقدْر ما نستعملها في المجال العام وفي السياسة والحرب، بقدْر ما تصير قوة مستقلة عمن يستخدمها أو عمن تدعي أنه هو أو أنها تعكسه وتعبر عنه، تمثل الصورة في عالم اليوم، نوعاً من "وثنية جديدة"، بتعبير ريجيسدوبريه[14]، وهذا ذهاب إلى مستوى أبعد مما تحدثنا فيه حتى الآن، وأعني موضوع قسد، كيف؟

كلام ر. دوبريه على أنَّ عصر الصورة هو عصر وثنية جديدة، يعني أن قسد هي هبة الصورة المشكّلة أمريكيّاً، مرتبطة بها، هي نفسها صورة، ولكن بيد فواعل أخرى من غير الكرد وشركائهم، وعندما أطلق الأمريكيون مشروع أو صورة "قسد"، فقد وضعوا الكرد وشركاءَهم محلّ تلقٍ مرتاب.

 

 

سادساً- ارتياب

يوجد مرتابون كثيرون مما تفعله الولايات المتحدة، وهم على حق، ولا يمكنهم أن يصدقوا الصور التي تقدمها أو تنتجها، تحديداً تلك الصورة التي تتحول إلى واقع أو ما يشبه الواقع أو "ما فوق الواقع" بتعبير جان بودريار[15]، مثلاً كيف يتلقى السوريون والروس مشروع "قوات سوريا الديمقراطية"، وهم يعلمون نوايا أصحابه ورهاناتهم، هل تعني لهم صورة الفاعل الحداثي التعددي الديمقراطي شيئاً، وهو يسابقهم للسيطرة على حقوق النفط والغاز، ويتحرك بأوامر أمريكية حصرية تقريباً؟

مربع نص: الفواعل الكرديّة في مأزقٍ بالفعلِ، كلّ ما فعلته يتحوّل ضدّها، لأنّه ليس أصليّاً، ولأنّه نابع من مشيئة خارجيّة ولا يتصل كثيراً بأولويات ومنطلقات كرد سورية.الصورة بهذا المعنى أو نمط التلقي السوريّ والروسيّ مثلاً، تتحوّل من فرصة لدى "قسد" إلى "مصدر تهديد"، بوصفها (الصورة/قسد) سلاحاً أمريكيّاً وسلاحاً انفصاليّاً. تتحوّل الصورة هنا إلى سلاح ضد "قسد" نفسها، لأنَّ كلَّ ما تقوله وتفعله أو تصوّره "قسد" سوف يعني شيئاً واحداً تقريباً وهو العداء.

أدت المبالغات في هندسة صورة "قسد" إلى عكس ما تقتضيه المصلحة العميقة للفواعل الكردية، إذ تحوّلت إلى سلاح ضدّها بالفعل، ذلك أنَّ النظام السياسيّ والدولة المركزيّة تلقيا الصورة بوصفها مشروعاً انفصاليّاً في شرق الفرات، ومشروعاً بديلاً لـ النظام السياسيّ والدولة السوريّة في آن!

الفواعل الكرديّة في مأزقٍ بالفعلِ، كلّ ما فعلته يتحوّل ضدّها، لأنّه ليس أصليّاً، ولأنّه نابع من مشيئة خارجيّة ولا يتصل كثيراً بأولويات ومنطلقات كرد سورية، وقد ذهبت الفواعل المذكورة بعيداً في "تخيل" أو "تصوير" مشروعٍ بديل لمنطقة شرق الفرات ولسورية ككل، مرتبط بالولايات المتحدة، وقد يكون من الصحيح القول: إنَّ الأخيرة هي التي دفعتهم لذلك، ورطتهم، أو أنهم "تمثلوا" ما أرادته الولايات المتحدّة. ثمة "غواية" و"إغواء متبادل" فيما كان بين الكرد والولايات المتحدة، لكنها "غواية" و"إغواء" مدفوعان بمدارك براغماتية فائقة على ما يبدو، ولو أنَّ الكرد وشركاءهم من العرب وغير العرب في مشروع "قسد" أظهروا ثقة أكبر من المتوقع بالولايات المتحدة.

الصور التي تفاخر بها "قسد" هي نفسها تتحوّل إلى مستمسك عليها، ذلك إذا انسحب الأمريكيون، أو خفّفوا من دعمهم للكرد أو من رهانهم عليهم، صورة وفد "قسد" في باريس وهو يطالب بفرض الحظر الجويّ شرق الفرات[16]، إذ يظنوها صورة قوّة، فهي من منظور دمشق:

  • صورة ضعف كونها تلجأ إلى طرف هشّ وضعيف أصلاً،
  • صورة تهديد لأنها تعبر عن مدى استعداد قسد لـ"إغواء" الخارج، ولأن تكون "ذراعاً و"ذريعة" للتدخل الخارجي.

أصاب "رولان بارت" حين اعتبر الصورة شهادة وذاكرة حية عن حيوات وخيارات أصحابها، في السياسة وفي غيرها؛ هل يستطيع وفد "قسد" الذي ذهب إلى باريس التحكم في مدلول صورهم وخطابهم هناك، وقبل ذلك، هل استطاعوا شيئاً حيال الإعلان الأمريكي عن الانسحاب العسكريّ، هل فكروا للحظة بمعنى ما يقومون به بالنسبة لمتلقٍ في دمشق أو موسكو مثلاً؟

 

 

سابعاً- الإشاراتوالتنبيهات

  • ظهرت صورة المشروع الكرديّ في شرق الفرات، بوصف الكرد قوّة يمكن التعويل عليها في محاربة التنظيمات الجهاديّة المسلحة مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، وقوة يمكن أن تقيم كيانيّة وإدارة وبنى حكم على الأرض.
  • تحول المشروع الكرديّ أو مشروع "قسد" إلى صورة افتراضيّة ومشروع سياسيّ يتجاوز بنيته وقوته ودافعيته الكرديّة وحتى الجهويّة (شرق الفرات) إلى المجالين السوريّ والإقليميّ.
  • أثار الإعلان الأمريكيُّ عن الانسحاب من شرق الفرات تقديراتٍ متزايدةً بأنَّ ساعة تفكيك أو انهيار "فدرالية الجزيرة" ومشروع "قوات سوريا الديمقراطية" قد أزفت، أو أنها قريبة جدّاً من ذلك، بسبب فقدان "الظهير" الدوليّ، عسكريّاً ولوجستياً وحتى سياسياً.
  • ذهبت التقديرات للقول إنَّ الولايات المتحدة رجحت مصالحها مع تركيا على حساب المشروع الكرديّ أو مشروع الكيانية الكرديّة-العربيّة في شرق الفرات. وكان بإمكان الولايات المتحدة أن "تُوازِنَ" بين حليفيها اللدودين، تركيا والكرد، ولديها خبرة طويلة في ذلك، لو أرادت.
  • منطقة شرق الفرات، أمام احتمال لـ"إنشاء" أو "تخليق" و"هندسة" صور مختلفة وبديلة عن تلك التي انهارت أو ماتت، بالمعنى الوارد في النصّ، وربما –وهذا هو الأرجح– إعادة إنتاج صور جديدة مختلفة للمشهد في تلك المنطقة، وانطلاقاً منها إلى سورية والإقليم.
  • أكثر ما صنعه الكرد أو حاولوه في شرق الفرات وانطلاقاً منه، جاء تنفيذاً مباشراً أو تمثُّلاً لما يريده الأمريكان، أو تم تجييره أو ربطه بهم وبالتحالف. وكلما زاد ما صنعه الكرد لأمريكا قلّ ما يحتفظون به لأنفسهم، وضعوا حياتهم فيما صنعوه، لكن ما صنعوه لم يعد لهم أو لم يكن لهم أصلاً.
  • قام مشروعُ "قسد" في الفضاء السياسيّ والإعلاميّ صورةً أكثر منه واقعاً، وقامت الولايات المتحدة بهندسة صورة فائقة له، بهدف تهيئة المخيال السياسيّ الغربيّ والعالميّ لقبول كيانية ما أو مشروع كيانية تقودها "قسد" بوصفها بديلاً قائماً أو محتملاً في سورية.
  • برزت صورة "قسد" بمثابة صناعة عسكرية أمريكية ثقيلة، إذ تم تخصيص الكثير من الموارد في سبيل ذلك، وهذا أمر تقديريّ، ولا توجد معطيات يمكن الركون إليها بهذا الخصوص، ويأتي ذلك في إطار الحرب النفسيّة أو الحرب الهجينة.
  • يوجد مرتابون كثيرون مما تفعله الولايات المتحدة، وهم على حقّ، ولا يمكنهم أن يصدّقوا الصور التي تقدّمها أو تنتجها، تحديداً تلك الصورة التي تتحول إلى واقع أو ما يشبه الواقع أو "ما فوق الواقع" بتعبير جان بودريار، مثلاً كيف يتلقى السوريون والروس مشروع "قوات سوريا الديمقراطية"، وهم يعلمون نوايا أصحابه ورهاناتهم، هل تعني لهم صورة الفاعل الحداثيّ التعدّديّ الديمقراطيّ شيئاً، وهو يسابقهم للسيطرة على حقوق النفط والغاز، ويتحرك بأوامر أمريكية حصرية تقريباً؟
  • الصورة بهذا المعنى أو نمط التلقي السوريّ والروسيّ مثلاً، تتحول من فرصة لدى "قسد" إلى "مصدر تهديد"، بوصفها (الصورة/قسد) سلاحاً أمريكيّاً وسلاحاً انفصاليّاً. تتحول الصورة هنا إلى سلاح ضد "قسد" نفسها، لأنَّ كل ما تقوله وتفعله أو تصوره "قسد" سوف يعني شيئاً واحداً تقريباً وهو العداء.
  • أدت المبالغات في هندسة صورة "قسد" إلى عكس ما تقتضيه المصلحة العميقة للفواعل الكردية، إذ تحولت إلى سلاح ضدّها بالفعل، ذلك أنَّ النظام السياسي والدولة المركزية تلقّيا الصورة بوصفها مشروعاً انفصاليّاً في شرق الفرات، ومشروعاً بديلاً لـ النظام السياسيّ والدولة السورية في آن!
  • الفواعل الكردية في مأزق بالفعل، كل ما فعلته يتحول ضدها، لأنه ليس أصلياً، ولأنه نابع من مشيئة خارجية ولا يتصل كثيراً بأولويات ومنطلقات كرد سورية، وقد ذهبت الفواعل المذكورة بعيداً في "تخيل" أو "تصوير" مشروع بديل لمنطقة شرق الفرات ولسورية ككل، مرتبط بالولايات المتحدة، وقد يكون من الأصح القول إنَّ الأخيرة هي التي دفعتهم لذلك، ورطتهم، أو أنهم "تمثلوا" ما أرادته الولايات المتحدة.

 

 

خاتمة

يحدث في منطقة الجزيرة السورية شيء من مَكرِ السياسة ومكر التاريخ، ثمة نوع من الالتباس الذي يتطلبُ النظرُ فيه وتفكيكه معرفيّاً الكثير من الوقت والجهد. وقد برز مشروع "قسد"، ومشروع الكيانية في شرق الفرات، في أقل فضاءات ونطاقات المنطقة توقعاً[17]، على الأقل بالنمط والتسارع اللذين ظهرا فيهما للمنطقة والعالم، بل وحتى لأهل المشروعين نفسيهما.

حاولت الفواعل الكردية أن تُقدِّم صورة حداثية مدنية ديمقراطية تعددية، انطلاقاً من رؤية عبد الله أوجلان حول الأمة والدولة في الإقليم، وقد تلقفت الولايات المتحدة الظاهرة لتعيد إنتاجَها بما يتجاوز بعدها الكرديّ إلى سورية ككل، وإعطاءَها بعداً أو تلقياً عالمياً تحت عنوان محاربة الإرهاب.

اعتقدت فواعل المشهد أو الصورة المذكورة أعلاه، أنّها سوف تصل بهم إما إلى كيانية منفصلة خاصة بالكرد، أو كيانية في شرق الفرات تحت قيادة مشتركة كردية-عربية، أو وضعية خاصة مفروضة ضمن توافقات الحلّ في سورية ما بعد الحرب. لكن إكراهات ومسارات الحدث ذهبت بالراعي أو المنتج الأمريكيّ الرئيس للصورة إلى تبني خيارات مختلفة، لم تقطع مع الكرد ومشروع الكيانية بالتمام، إلا أنّها رجحت مراعاة مصالح الولايات المتحدة مع تركيا، وقد يؤدي ذلك إلى تفكيك الرهانات الأمريكية على كرد سورية أو على مشروع الكيانية في شرق الفرات.

ثمة فرصة –من دون مؤشرات عمليّة مشجعة حتى الآن– لإعادة إنتاج صورة مختلفة للمشهد في شرق الفرات، وهذا يتوقف –في جانب كبير منه– على طبيعة استجابة الفواعل الكردية وشركائها من العرب وغير العرب للموقف في شرق الفرات، وقدرة الدولة السورية وحلفائها على إدارة الموقف بقوة وفعالية، ذلك أن خط دمشق-القامشلي وحتى خط دمشق-قنديل، قد يمثل فرصة جديّة لتغيير الصورة في منطقة شرق الفرات والمشهد السوريّ ككل، مع كل التداعيات المحتملة على المشهدين الإقليميّ والعالميّ.

ثمة بُعد كافكاوي (من كافكا) في علاقة "قسد" بصورتها، إذ تتحول الصورة السابقة إلى عبء ثقيل، بل إلى إخفاق وعجز وموات. والفواعل الكرديّة وفواعل "قسد" أمام تحدٍّ كبير وغير مسبوق، وقد تكون الاستجابة الأفضل هي أن يعيدوا النظر فيما هم فيه، وأن يستمعوا –بتعبير مستعار من إريك فروم– إلى "ندائهم الخاصّ الذي يهيب بهم أن يعودوا إلى ذواتهم"[18].

 

 

المراجع

الكتب

  1. بودريار، جان.المصطنع والاصطناع، ترجمة: جوزيف عبد الله. بيروت: المنظمة العربية للترجمة، ط 1، 2008.
  2. دوبريه، ريجيس.حياة الصورة وموتها. ترجمة: فريد الزاهي. الدار البيضاء: دار أفريقيا الشرق، 2002.
  3. عبد الجبار، فالح.الاستلاب: هوبز. لوك. روسو. هيغل. فويرباخ. ماركس. بيروت: دار الفارابي، 2018.
  4. فروم، إريك.اللغة المنسية، ترجمة: حسن قبيسي. الدار البيضاء، بيروت: المركز الثقافي العربي، ط 1، 1995.
  5. ماركس، كارل.مخطوطات كارل ماركس-1844، ترجمة وتحقيق: محمد مستجير مصطفى. القاهرة: دار الثقافة الجديدة، 1974.
  6. محفوض، عقيل سعيد.خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية.بيروت: دار الفارابي، 2018.
  7. ...........كورد نامه: في أسئلة الثقافة والسياسة والدولة لدى الكرد. دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات ودار الفرقد، 2018.

الدراسات

  1. محفوض، عقيل سعيد. الحدث السوري: مقاربة تفكيكية. دراسة، الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012.
  2. ........... سورية والكُرد: بين المواجهة والحوار، أي أجِندة مُمكنة؟. دراسة، دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 12 تموز/يوليو 2018.
  3. ...........صدوع الجزيرة في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية. دراسة، دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

 

المواقع الإلكترونية

  1. "أكرادسورية:
صراعداخلالصراع"، مجموعة الأزمات الدولية، تقرير الشرق الأوسط رقم 136، كانون الثاني/يناير 2013. https://www.crisisgroup.org/ar/middle-east-north-africa/eastern-mediterranean/syria/syria-s-kurds-struggle-within-struggle
  2. "بتغريدة..ترامب: هزمنا داعش في سوريا"، CNN، 19 كانون الأول/ديسمبر 2018. https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2018/12/19/trump-we-defeated-a-preacher-in-syria
  3. "ترامب: نريدحمايةالكردفيسورياحتىبعدالانسحابمنهناك"، وكالة الأنباء العراقية، 2 كانون الثاني/يناير 2019. https://goo.gl/fov772
  4. "رهانتركيعلى «تعاونإقليمي»: أنقرةتؤجّلتحرّكهاشرقالفرات"، الأخبار، 22 كانونالأول/ديسمبر 2018. https://goo.gl/Ac9VsH
  5. عويس، هديل. "مسلملـ«الرياض»: الإبادةوإنكارالوجودسياسةالتحالفالإيرانيالقطري"، جريدة الرياض، 15 حزيران/يونيو 2017. http://www.alriyadh.com/1602747
  6. محفوض، عقيل سعيد."أي كيانية في شرق الفرات"، الميادين، 19 تشرينالثاني/نوفمبر 2018. https://goo.gl/FgJm3G
  7. ........... "علىخطدمشق-القامشلي: مساراتوتجاذباتالحوار-المواجهة".ورشةعملقُدمتفيمركزدمشقللأبحاثوالدراساتفي 24 تموز/يوليو 2018 ونُشرتفي 9 كانونالثاني/يناير 2019. https://goo.gl/jnFQ3J
  8. ..........."مزاولةالمستحيل! تحريرالكُردمنالرّهانعلىالأمريكيّومنالارتهانله"، مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://goo.gl/skAwvx
  9. ........... "معضلةشرقالفرات"،الميادين، 10 تشرينالأول/أكتوبر 2018. https://goo.gl/t2bvvT

 

 

غير ذلك

  • محفوض، عقيل سعيد.مَقَام كُورد: اتجاهات الكيانية في شرق الفرات بين الولايات المتحدة وسورية، ملاحظات إطارية. ورقة قدمت في المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية، 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

 

 

عقيل سعيد محفوض

  • كاتب وأستاذ جامعي.
  • تتركز اهتماماته العلمية حول المنطقة العربية وتركيا وإيران والكرد.
  • عضوالهيئةالعلميةفيمركزدمشقللأبحاثوالدراسات – مِداد.
  • يكتب تحليلات ومقالات رأي في عدد من المنابر الإعلامية والسياسية والبحثية.
  • صدر له:
  • كتب
  • جدليات المجتمع والدولة في تركيا: المؤسسة العسكرية والسياسة العامة، (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2008).
  • سورية وتركيا: الواقع الراهن واحتمالات المستقبل، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2009).
  • السياسة الخارجية التركية: الاستمرارية – التغيير، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012).
  • تركيا والأكراد: كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية؟ (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012).
  • تركيا والغرب: "المفاضلة" بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2013).
  • الأكراد، اللغة، السياسة: دراسة في البنى اللغوية وسياسات الهوية، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2013).
  • خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017؛ بيروت: دار الفارابي، 2017).
  • كورد نامه: في أسئلة السياسة والحداثة لدى الكرد (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018؛ بيروت: دار الفرقد، 2018).

 

 

 

  •  مخطوط:
  • الأمن في عصر الحداثة الفائقة: المفاهيم، الأبعاد، التحولات، (مخطوط تحت النشر).
  • ليفياثان المشرق: حول نشوء "الدولة الوطنية" أو "دولة ما بعد الاستعمار" في سورية، مقاربات تفسيرية، (مخطوط).
  • دراسات وأبحاث
  • سورية وتركيا: "نقطة تحول" أم "رهان تاريخي"؟ (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012). (إلكتروني).
  • الحدث السوري: مقاربة "تفكيكية"، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012). (إلكتروني).
  • الخرائط المتوازية: كيف رسمت الحدود في الشرق الأوسط؟ (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2016).
  • دروس الحرب: أولويات الأمن الوطني في سورية، مقاربة إطارية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2016).
  • صدوع الجزيرة: في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2016).
  • مفهوم الأمن: مقاربة معرفية إطارية، (الرباط: مؤسسة مؤمنون بلا حدود للأبحاث والدراسات، 2016).
  • مراكز التفكير: المحددات، الكيفيات، التحديات، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017).
  • القنفذ والثعلب: الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017).
  • العنف المقدس: في الأسس الثقافية لعنف الجماعات التكفيرية، (الرباط: مؤسسة مؤمنون بلا حدود للأبحاث والدراسات، 2017).
  • ضفدع نيتشه؟ مقاربات معرفية في قراءة الأزمة السورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017).
  • حيث يسقط الظلّ! الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
  • عودة المسألة الشرقية تحولات السياسة والدولة في الشرق الأوسط، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
  • سُوريّة والكُرد: بين المُواجَهَة والحوار، أي أَجِندة مُمكِنَة؟، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
  • الجبهة الجنوبية: هل تسعى إسرائيل لتعديل اتفاق الفصل 1974؟،(دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
  • رايات بيضاء: حول سياسة المصالحات والتسويات في الأزمة السورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).

 

  • أوراق بحثية في مؤتمرات أو كتب جماعية:
  • "العرب في تركيا": محور تواصل أم تأزيم؟ بحث في مؤتمر العرب وتركيا نُشِرَ في كتاب جماعي (2012).
  • سياسات إدارة الأزمة السورية: "الإدارة بالأزمة"؟ بحث في كتاب جماعي، (2013).
  • الشرق الأوسط بعد 100 عام على الحرب العالمية الأولى: من "المسألة الشرقية" إلى "الدولة الفاشلة"، هل هناك سايكس-بيكو جديد؟ (مؤتمر بيروت 19 -22 شباط/فبراير، 2015).
  • من المظلومية إلى الفعل: تحديات فواعل المقاومة في عالم ما بعد الأحدية الغربية، في مؤتمر: (غرب آسيافي عالم ما بعد الأحادية الغربية: تحديات المرحلة الانتقالية، بيروت، 7 أيلول/سبتمبر 2017).
  • في ثقافة الكراهية: الظاهرة الدينية، الحرب، التوحش، (المؤتمر الدولي الأول لحوار الأديان، بيروت، 12-13 أيلول/سبتمبر 2017).
  • العبور إلى الهوية: في الاستجابة الممكنة لتحديات ما بعد الحرب في سورية، (مؤتمر الهوية الوطنية: قراءات ومراجعات في ضوء الأزمة السورية، دمشق، 20-21 كانون الثاني/يناير 2018).
  • إعادة التفكير بالدولة في حالات ما بعد الحرب: قراءة في ضوء الأزمة السورية، (المؤتمر الثقافي السوري، دمشق، 16-17 كانون الأول/ديسمبر 2018).

 

 


[1] عقيل سعيد محفوض، كورد نامه: في أسئلة الثقافة والسياسة والدولة لدى الكرد(دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات ودار الفرقد، 2018)، ص 13.

[2] "ترامب: نريد حماية الكرد في سوريا حتى بعد الانسحاب من هناك"، وكالة الأنباء العراقية، 2 كانون الثاني/يناير 2019. https://goo.gl/fov772

[3]عقيل سعيد محفوض، صدوع الجزيرة في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، دراسة، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2016).

[4] انظر: عقيل سعيد محفوض، سورية والكُرد: بين المواجهة والحوار، أي أجِندة مُمكنة؟، دراسة، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 12 تموز/يوليو 2018).

وأيضاً: عقيل سعيد محفوض، صدوع الجزيرة في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، دراسة، مرجع سابق.

[5] عقيل سعيد محفوض، "علىخطدمشق-القامشلي: مساراتوتجاذباتالحوار-المواجهة"، ورشة عمل قُدمت في مركز دمشق للأبحاث والدراسات في 24 تموز/يوليو 2018 ونُشرت في 9 كانون الثاني/يناير 2019. https://goo.gl/jnFQ3J

[6]"أكرادسورية:
صراعداخلالصراع"، مجموعة الأزمات الدولية، تقرير الشرق الأوسط رقم 136، كانون الثاني/يناير 2013. https://www.crisisgroup.org/ar/middle-east-north-africa/eastern-mediterranean/syria/syria-s-kurds-struggle-within-struggle

[7] فالح عبد الجبار، الاستلاب: هوبز. لوك. روسو. هيغل. فويرباخ. ماركس (بيروت: دار الفارابي، 2018).

[8] كارل ماركس، مخطوطات كارل ماركس-1844، ترجمة وتحقيق: محمد مستجير مصطفى (القاهرة: دار الثقافة الجديدة،1974).

[9] «كلما زاد ما يضع الإنسان في الله من أشياء قلَّ ما يحتفظ به في نفسه. يضع العامل حياته في الشيء. لكن الحياة لم تعد له، إنها تنتمي للشيء. إن استلاب العامل في منتجه يعني ليس فقط أن عمله يغدو شيئاً، ووجوداً خارجياً، وإنما أنَّ عمله يوجد خارجه، في استقلال عنه، غريباً عنه، ويصبح قوة مستقلة عنه، وأن الحياة التي منح للشيء تقف ضده عدوانيةً وغريبة عنه». كارل ماركس، المرجع السابق.

[10] "بتغريدة..ترامب: هزمنا داعش في سوريا"، CNN، 19 كانون الأول/ديسمبر 2018. https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2018/12/19/trump-we-defeated-a-preacher-in-syria

[11]عقيل سعيد محفوض، "مزاولةالمستحيل! تحريرالكُردمنالرّهانعلىالأمريكيّومنالارتهانله"، مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://goo.gl/skAwvx

[12]عقيل سعيد محفوض، "معضلة شرق الفرات"، الميادين، 10 تشرينالأول/أكتوبر 2018. https://goo.gl/t2bvvTوعقيل سعيد محفوض، مَقَام كُورد: اتجاهات الكيانية في شرق الفرات بين الولايات المتحدة وسورية، ملاحظات إطارية، ورقة قدمت في المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية، 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

[13]هديل عويس، "مسلملـ«الرياض»: الإبادةوإنكارالوجودسياسةالتحالفالإيرانيالقطري"، جريدة الرياض، 15 حزيران/يونيو 2017. http://www.alriyadh.com/1602747

[14]ريجيسدوبريه، حياة الصورة وموتها، ترجمة: فريد الزاهي(الدار البيضاء: دار أفريقيا الشرق، 2002).

[15] انظر: مفهوم "ما فوق الواقع"، في: جان بودريار، المصطنع والاصطناع، ترجمة: جوزيف عبد الله (بيروت: المنظمة العربية للترجمة، ط 1، 2008)، ص 59. وعقيل سعيد محفوض، الحدث السوري: مقاربة تفكيكية، دراسة، (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012)، وعقيل سعيد محفوض، خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية (بيروت: دار الفارابي، 2018).

[16]"رهانتركيعلى «تعاونإقليمي»: أنقرةتؤجّلتحرّكهاشرقالفرات"، الأخبار، 22 كانونالأول/ديسمبر 2018. https://goo.gl/Ac9VsH

[17] عقيل سعيد محفوض، "أي كيانية في شرق الفرات"، الميادين، 19 تشرينالثاني/نوفمبر 2018. https://goo.gl/FgJm3G

[18]إريك فروم، اللغة المنسية، ترجمة: حسن قبيسي (الدار البيضاء، بيروت: المركز الثقافي العربي، ط 1، 1995).

 

 

د. عقيل سعيد محفوض

مركز دمشق للأبحاث والدراسات

مِداد

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات