تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول إعلان واشنطن ضرورة انسحاب الجميع من سورية عدا الروس.

وجاء في المقال: لم يسمح أحد بعد لنفسه بالتأمل في مستقبل سورية، كما فعل الأمريكيون في ذلك اليوم، وربما حتى في موسكو نفسها. فقد قال مبعوث الخارجية الأمريكية إلى سورية، جيمس جيفري، إن على جميع الأجانب مغادرة سورية. على إيران أن تكون أول من يفعل ذلك، وسيتبعها البقية، بمن فيهم الولايات المتحدة نفسها. لكن، في الوقت نفسه، يعتقد جيفري بأنه لا يوجد سبب لطلب ذلك من روسيا.

ما الدافع إلى مثل هذا الكلام؟ هل اعترفت واشنطن بالحقوق الحصرية لروسيا في سورية؟ أم أن هذه الكلمات، كما يحدث عادة، لا تؤدي إلى شيء؟
يشير مصدرنا في القيادة العسكرية الروسية إلى أن ممثلي الولايات المتحدة، بمن فيهم الاستخباراتيون، نشروا بنشاط معلومات تقول بالانتهاء الوشيك للحملة الأمريكية في سورية. وقاموا بنقل مقاتلي داعش إلى بلدانهم الأصلية، وطلبوا معلومات إضافية عن أولئك الذين ما زالوا يقومون بأنشطة إرهابية. وحاولوا مع روسيا، بالمناسبة، إقامة مثل هذا الاتصال، لكن لم يتم الاتفاق.

ثم بدأوا اتصالات نشطة مع الحكومة السورية من خلال وساطة الروس وبمشاركة من الأكراد. عرضت الولايات عدة خيارات يمكن من خلالها الانسحاب وحتى حل الهياكل السياسية في الشمال الكردي. لكن الشروط المطروحة لم تكن مقبولة.

بيان جيفري، يشكل استمرارا لهذه القصة. في الواقع، هو تلاعب، محاولة أخرى لإحداث فتنة بين إيران وروسيا. هم يراهنون على أن تتخلى روسيا، التي أتعبتها الصعوبات العديدة التي تواجهها، في النهاية، عن الإيرانيين وتضغط عليهم. لكن لا معنى لذلك. فأولاً، إيران لا تقبل ذلك؛ ثانياً، دمشق لا تريد ذلك؛ ثالثاً، مغادرة ايران لا تضمن رحيل الأمريكيين؛ رابعاً، تقليص الوجود الأجنبي سيؤدي على الأرجح إلى انتقال الحرب من طور الجمود إلى النشاط. بالإضافة إلى ذلك، ليس للولايات المتحدة أي تأثير في بعض جماعات المعارضة، على سبيل المثال، في حالة إدلب. فهي عاجزة عمليا عن فعل أي شيء. على العموم، الاقتراح مشكوك فيه للغاية. فواشنطن ستجد بالتأكيد أسبابًا جديدة لعدم مغادرة سوريا، حتى لو غادرها الإيرانيون فجأة.

روسيا اليوم

سيريا ديلي نيوز


التعليقات