طارد عدد من أطفال قرية “ناحتة” في الريف الشرقي لمحافظة “درعا” كلباً شارداً في شوارع القرية حتى وصل بهم إلى خربة متطرفة هجرها أهلها منذ زمن، حيث توقف فجأة عن الحركة وكأن مساً أصابه، بينما كان الأطفال يسمعون همهمات صادرة من داخل البيت الموحش، ليكتشفوا وجود شاب مكمم الفم، ومربوط بحبال تمنعه من الحركة.

وأكد ناشط إعلامي داخل القرية لسناك سوري: «أن أحد الأطفال الصغار سارع لإخبار الأهالي بالأمر، حيث حضروا ليجدوا الشاب بحالة صحية سيئة، فحرروه من قيوده، وأخذوه ليستريح في أحد المنازل حتى يعرفوا قصته. وبعد أن علموا اسمه ومكان سكنه، تبرع عدد منهم لإيصاله إلى قرية “الطيرة” الواقعة في الريف الغربي لمحافظة “السويداء” حيث تبين أنه يدعى “فارس هنيدي”».

وطوال سنوات الحرب، انتشرت عصابات الخطف بين المحافظتين في تعاون مباشر لجمع المال الذي تم تقديره بما يتجاوز المليار و200 مليون ليرة سورية تم جمعه من أهالي المحافظتين الذين لم يستطيعوا فعل شيء بعد تقاعس الجهات الأمنية ووقوفها متفرجة على هذه الظاهرة التي مست كل بيت بشكل أو بآخر.

و”هنيدي” الذي أمضى أسبوعين في الخطف، وتعرض لأسوء أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، دخل المشفى الوطني في “السويداء” لتلقي العلاج، بعد أن أوصله شبان من قرية “ناحتة” بأمان إلى أهله. ورغم ذلك كان سعيداً بالحياة الجديدة التي كتبت له على يد هؤلاء الأطفال الصغار الذين قادتهم الصدفة إلى هذا المكان المتطرف بعيد عن السكن.

وقد رفضت عائلة المخطوف أي عمليات خطف مضاد تستهدف أبناء محافظة “درعا” للضغط على العصابة الخاطفة، مسلمين أمرهم للقدير رغم علمهم بالتعذيب الذي يتعرض له ولدهم معللين ذلك بأن آلامهم على ولدهم سيصيب غيرهم من دون ذنب، وهم لا يقبلون الظلم.

وما يزال الريف الغربي لمحافظة السويداء خارج تماماً عن سلطة الحكومة السورية، ويتواجد فيه أخطر أنواع عصابات الخطف والسلب، ولهم أذرع طويلة في المحافظة، وقد اعتادوا على بيع ضحاياهم إلى عصابات مقابلة في الريف الشرقي لمحافظة “درعا”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات