منذ اللحظات الأولى لبدء عملية تحرير الغوطة الشرقية، كانت المؤسسات الحكومية الخدمية على أتمّ الاستعداد لأخذ دورها والقيام بمهامها في تلك المناطق، وأولها وزارة الكهرباء التي استنفرت عمالها وآلياتها وإمكاناتها على مدار الساعة لدخول هذه المناطق ودراسة أوضاع المنظومة الكهربائية فيها، وقدمت الحلول الإسعافية والاستراتيجية لإعادة إصلاح ما خُرب.
جهود كبيرة في الغوطة
وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربوطلي أكد أنّ عمل الوزارة يتمّ وفق مسارين لتأمين التغذية الكهربائية للغوطة الشرقية, المسار الأول: تأمين الكهرباء بشكل مؤقت من خلال مشروع مؤلف من 88 برج توتر متوسط يمتد من محطة تحويل جرمانا إلى محطة تحويل سقبا، تم تنفيذ /66/ برجاً منها، ومن المفترض إكمال الأبراج الـ /22/ المتبقية مع نهاية الأسبوع.
وبين الوزير خربوطلي أن المسار الثاني الدائم لتأمين الكهرباء للغوطة الشرقية هو تأهيل خطوط توتر/66/ كيلو فولط وبطول 5 كم من باب شرقي إلى سقبا، وذلك خلال شهر من تاريخه، لافتاً إلى أنه سيتم بالتوازي إعادة تأهيل وصيانة وتشغيل محطة سقبا التي تتضمن محولتين كل منهما باستطاعة /30/ ميغا واط، مشيراً إلى أنه بعد الانتهاء من رفد سقبا بالكهرباء سيتم العمل على تأمين مناطق كفر بطنا وحمورية وجسرين وعين ترما وذلك لإعادة الكهرباء إلى الغوطة الشرقية بأكملها.
وأكدت الوزارة أن خسائر المنظومة الكهربائية في الغوطة الشرقية تقدر بالمليارات نتيجة التخريب الممنهج  للبنى الخدمية في المنطقة، من دون نسيان ما تعرضت له المنظومة الكهربائية من نهب للمعدات والكابلات والتجهيزات وتخريب للأبنية الذي أوقعها بخسائر فادحة.
وأشار وزير الكهرباء إلى أن محطة قابون /3/ ستكون في الخدمة خلال شهر من تاريخه، بالتوازي مع العمل على تأهيل محطة فيحاء /2/، وصيانة خط ديماس- دير علي الذي سينقل الطاقة الكهربائية من المنطقة الجنوبية إلى الوسطى والذي سيكون بالخدمة خلال مدة أقصاها عشرة أيام من تاريخه.
كهرباء دير الزور وحلب
وبالحديث عن وضع القطاع الكهربائي في محافظة دير الزور أوضح الوزير خربوطلي أنه خلال أقل من شهر سيتم إيصال التغذية الكهربائية إلى المحافظة من خلال مصدرين, الأول عبر خط /حمص، تدمر، التيم/ مع العلم أن مجموعة مؤسسة التوليد تقوم بإصلاح محطة توليد التيم. لتبلغ استطاعة التغذية الكهربائية المرصودة للمحافظة /130/ ميغا واط.
أما محافظة حلب فبيّن الوزير خربوطلي أنه يجري العمل على ربط السدود المائية بالشبكة الكهربائية من خلال خط يمتد من سد تشرين إلى حلب باستطاعة /230/ ميغا واط، بالتوازي مع العمل على إصلاح في خط /حماة 2- حلب2/  الذي سيؤمن كهرباء إلى المحافظة باستطاعة /300/ ميغا واط.
الاستهلاك كاملاً
وأوضح الوزير خربوطلي أن استهلاك سورية لتوليد الكهرباء /1700/ طن من الفيول يومياً بعد أن وصل في مرحلة سابقة إلى /7000/ طن يومياً ، وهذا يعود إلى الانتصارات التي تخطها قواتنا المسلحة على كامل الجغرافيا السورية, والجهود التي بذلتها وزارة النفط والثروة المعدنية لإعادة تأهيل حقول الغاز المحررة, الأمر الذي مكّنها من تخصيص وزارة الكهرباء بمليون متر مكعب من الغاز يومياً، لافتاً إلى أن أكثر من 87% من محطات التوليد اليوم تعمل على الغاز في حين لا تتجاوز نسبة المحطات التي تعمل على الفيول 13%
وبين خربوطلي أن سورية تستهلك يومياً 14 مليون متر مكعب من الغاز بعد أن كان استهلاكها في فترة من الفترات لا يتجاوز 3 ملايين متر مكعب يومياً، منوهاً بأنه يجري العمل للوصول إلى مرحلة يتم فيها الاستغناء عن الاعتماد على الفيول وهو ما سيعود بالنفع الكبير على الاقتصاد الوطني.
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات