في عام 2013 استثمر رائدا الأعمال والتوأمان تايلر وكاميرون وينكلفوس 11 مليون دولار في البيتكوين، كان سعر البيتكوين الواحد في ذلك الوقت 120 دولاراً، أي أن الأخوين اشتريا ما يقدر بـ 100 ألف عملة بيتكوين.

وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2017، اقترب سعر البيتكوين الواحد من حاجز الـ20 ألف دولار، أي أن الأخوين -بافتراض أنهما لم يبيعا أياً من تلك العملات- فقد أصبحا يمتلكان في هذه اللحظة ما يقرب من 2 مليار دولار، أي أنهما حققا أرباحاً بقيمة 160 مرة في نحو أربع سنوات.

هذه الأرباح تحقَّقت لهؤلاء الذين استثمروا في هذه العملة في مراحل مبكرة، والآن تشهد هذه العملة موجة هبوط جذبت إليها مزيداً من الاهتمام الإعلامي، الأمر الذي أصبح معه ضرورياً إلقاء مزيد من الضوء على هذه العملة المثيرة للجدل التي تشغل العالم .

فرغم اتساع شهرتها، وبعد أن باتت حديث وسائل الإعلام العربي، ومحلاً لفتاوي من دور الإفتاء بدول عربية، أغلبها تحرمها، ما زالت البيتكوين أمراً غامضاً بالنسبة للكثيرين.

في هذا التقرير سنلقي الضوء على البيتكوين، وتاريخها، وأهم خصائصها، وتطورها، والمفاهيم الأساسية التي ترتبط بها، التي لا غنى عنها لفهم هذه العملة الإلكترونية، والأهم من كل ذلك، لماذا يُقبل عليها الناس رغم غموض مخترعها ، وماذا سيحدث بعد أن تنفد إمداداتها؟

ما هي البيتكوين، ومن مخترع هذا الشيء الغامض الذي جلب كل هذه الثراء؟

البيتكوين هي عملة رقمية ظهرت للعلن أول مرة في عام 2009، من قبل شخصية غامضة تدعى ساتوشي ناكاموتو، الذي لا تزال هويته الحقيقية مجهولة ولا يعرف أحد إلى الآن إن كان شخصاً أو مجموعة أشخاص أو كياناً منظماً مثل دولة أو منظمة. وهو عكس العملات التقليدية، حيث لا يوجد بنك مركزي أو دولة قومية أو سلطة نظامية تدعمه أو تتحكم فيه.

وحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن كريغ رايت، وهو أكاديمي أسترالي، قد يكون المخترع السري للبيتكوين، ولكن أياً كان مبتكرها فإن العملة الآن أكبر من منشئها، الذي لم يتدخل في أمورها منذ عام 2010، وخاصة أن الإدارة اللامركزية هي صلب عمل البتكوين.

وللبيتكوين أعداد محدودة، حيث لا يتجاوز عدد عملات البيتكوين التي يمكن سكّها 21 مليوناً.

ويدعي مؤيدو البيتكوين أنها أكثر استقراراً من العملات التقليدية التابعة للحكومات، نظراً لأن البنوك المركزية تستطيع أن تطبع المال للتحكم في قيمتها، مع هذا فالبيتكوين عملة شديدة التقلب، فقد تضاعفت قيمة العملة عدة أضعاف في عام 2017، لتصل إلى 19.783$ في شهر ديسمبر/كانون الثاني 2017، قبل أن تنخفض قيمتها انخفاضاً حاداً نهاية العام الفائت وبداية العام الحالي 2018.

وهبطت قيمة بيتكوين، في 6 يناير/كانون الأول 2018، إلى أقل من 6000 دولار – وهو أدنى سعر لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وفقاً لما نقله تقرير لـ”بي بي سي” عن مؤشر السعر الذي يديره الموقع الإخباري كوندسك.

ويأتي هذا الانخفاض بعد يوم واحد من حظر العديد من البنوك الأميركية والبريطانية الرئيسية للعملاء من استخدام بطاقات الائتمان لشراء العملة الرقمية.

ويبدو أن تشديد التشريعات في العديد من البلدان قد هزَّ الثقة في عملات التشفير، إضافة إلى محاولات عنيدة من قبل مجموعات إجرامية لاختراق خدمات العملات الإلكترونية لسرقة حائزيها.

أهم مميزات البيتكوين وشقيقاتها من العملات الإلكترونية

تمتلك العملات الرقمية مميزات عديدة لا تمتلكها العملات التقليدية الحكومية، وهو ما جعل الكثيرين يقبلون عليها.

1- اللامركزية : حتى تتجنب الخدعة الأميركية التي صدمت العالم

واحدة من صفات العملات الإلكترونية الفريدة، أنها عملات لا مركزية لا تحكمها أي مؤسسة نقدية أو بنك مركزي، ما يكسب العملة استقلالية ويجعلها خاضعة لسياسة العرض والطلب وحسب، وليست خاضعة للمشيئة الخاصة بالبنك المركزي لأي عملة تقليدية.

ويعد ما يعرف بصدمة نيكسون نموذجاً لإمكانية تخلي الدول وبنوكها المركزية عن التزاماتها النقدية الدولية، إذ أدَّى عجز الولايات المتّحدة عن تحويل أي دولارات أميركية إلى الذهب، إلى إصدار الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون بياناً في عام 1973، يلغي فيه التزام بلاده بتحويل الدولارات الأميركية إلى ذهب، مما أدى لانخفاض قيمة الدولار 40 ضعفاً من عام 1973 إلى 2014، وارتفاع سعر الذهب بشكلٍ جنوني.

2- السرية الشديدة.. هل يستحيل حقاً اختراقها وتتبع المتعاملين بها؟

يقول البعض إنه مهما امتلك حائز البيتكوين من حافظات أو عملات، ومهما كان حجم تداوله لها، وبغضِّ النظر عن مجال إنفاقه لتلك الأموال، فمن المستحيل تعقب تلك الأموال أو معرفة هوية صاحبها.

ولكن المؤرخ الاقتصادي بجامعة كامبريدج جريك هيلمان، قال لموقع بيزنيس إنسايدر الأميركي عن التشفير الذي يدعم هذه الأنظمة فيما يتعلق بإخفاء هويات مستخدميها تحديداً “لم يثبُت رياضياً أبداً أنه آمن، ولكن لم يتم اختراقه إلى الآن”.

وأضاف أنه من الصعب التنبؤ متى يمكن اختراق هذه الخوارزميات، وقال إنه لن يكون بالضرورة غداً.

ومؤخراً، ذكر أن رجلاً أميركياً يقاضي شركة هواتف بسبب خرق أمني، مكَّن قراصنة من الوصول إلى رقم هاتفه المحمول، واخترقوا تشفير حساباته لسرقة ما يعادل آلاف الدولارات من العملات الإلكترونية التي يحوزها.

3- كيف تجعلك البيتكوين تتجنب الضرائب؟

بما أنه لا توجد وسيلة لتعقب المعاملات المستخدمة بواسطة العملات الرقمية، وحيث إنه لا يوجد أي مؤسسة مركزية أو حكومة تراقب تلك المعاملات، فإن واحدة من المزايا الرئيسية للبيتكوين بالنسبة للمتعاملين، هي أن ضرائب المبيعات لا تضاف على أي مشتريات تتم بواسطة البيتكوين، وبالطبع هذه ليست ميزة للحكومات على الإطلاق.

الرسوم.. لهذه الأسباب ستستفيد من استخدام البيتكوين

الرسوم التي يتم خصمها منك إذا استعملت البيتكوين كوسيلة للتحويلات المالية أقل من تلك التي تستقطعها البنوك، ويرجع ذلك إلى أن معاملات البيتكوين لا تحتاج إلى مؤسسات مالية ضخمة، كما أنها لا تخضع لإشراف الحكومات.

وتعد تكاليف التحويلات بالبيتكوين منخفضة بالمقارنة بالتحويلات التقليدية.

وتذهب قيم تلك التحويلات إلى المعدنين والأجهزة المستخدمة على شبكة البلوكتشين للقيام بعملية التحويل، حيث يحدث يومياً آلاف المعاملات على الشبكة، وتحتاج تلك التعاملات إلى مساحات في الشبكة، وإلى إنشاء بلوكتشين جديدة لحفظ تلك التعاملات عليها بصورة مستقلة، ولكل تلك الأمور تكلفة، لكنها على كل حال أقل من تكلفة التحويل في البنوك التقليدية.

البلوكتشين.. المخزن المحصن للبيتكوين قد يكون قرب منزلك

للحفاظ على البيانات والتعاملات المتصلة بالبيتكوين على الشبكة صُممت البلوكتشين، أو سلسلة الكتل، وهي تقنية تخزين المعلومات والبيانات للعملات الرقمية.

وتتميز تلك التقنية بالأمان الفائق ودرجة عالية من السرية، فهي توفر درجةً عاليةً من التشفير، تجعل من إمكانية اختراق تلك المعلومات أمراً شبه مستحيل.

وقد صمِّمت تلك التقنية لتحافظ على البيانات المخزنة، بحيث لا تكون مخزنة على خادم واحد يحتفظ بكل البيانات، بل هي مخزنة على كل الأجهزة المشتركة في الشبكة التي تتعامل مع العملات الرقمية، وتستعمل تلك المعلومات، ما يجعل البيانات المخزنة على الشبكة متكرِّرة في عدة أجهزة ويتيح التأكد من صحتها وصعوبة التلاعب بها.

أي نستطيع القول إن البلوكشين هو أرشيف عملاق أخطبوطي يحتوي على كل البيانات الخاصة بأي تعاملات في الشبكة.

التعدين.. مَن يحق له إنتاج البيتكوين؟

بعكس العملات التقليدية لا تتم طباعة البيتكوين، فهو عملة رقمية غير موجودة في الواقع، ويتم إنشاؤها رقمياً بواسطة عملية تُجرى باستخدام الحواسب، يُطلق على تلك العملية “التعدين” ويحق لأي شخص القيام بالتعدين، ما دام يمتلك أجهزة حواسيب قادرة على التعدين.

شروط التعدين.. الأمر مفيد لجميع الأطراف

يتم التعدين من قبل أي شخص على استعداد لتكريس قوة الكمبيوتر الخاص به لإنتاج العملات الافتراضية، وهذا يعني أن البيتكوين يتم استخراجها من قبل المستخدمين، عن طريق تنازلهم عن قدرات أجهزة الكمبيوتر للتحقق من معاملات المستخدمين الآخرين.

ويستخدم منتجو البيتكوين البرمجيات مفتوحة المصدر لإنجاز المهام، فجميع المعاملات يمكن أن تكون مجهولة. كما يمكن شراء القطع النقدية وبيعها في البورصات بالدولار الأميركي والعملات الأخرى.

كيف يحمي التعدين تعاملات البيتكوين من الخداع والتزييف؟

إحدى مميزات البيتكوين أنها تجمع بين التعدين والتحقق من التعاملات في خطوة واحدة، فالتعدين هو عملية استخراج بيتكوين، التي يتم من خلالها في الوقت ذاته التحقق من المعاملات، وإضافتها إلى البلوكتشين، والمعروف باسم سلسلة الكتلة.

ويحصل المعدنيون أو عمال المناجم على أجر مقابل عملهم كمراقبين. إذ إن عملهم هو التحقق من معاملات بيتكوين السابقة، للحفاظ على صدقية التعاملات.

وكان التصور من قبل مؤسس بيتكوين، ساتوشي ناكاموتو، أنه من خلال التحقق من المعاملات، يساعد عمال المناجم على منع “مشكلة الإنفاق المزدوج” أي إنفاق نفس المال مرتين.

فمع العملة المادية، بمجرد أن تقوم بتسليم شخص الدولار، ورقة من فئة 20 دولاراً مقابل شراء زجاجة مشروب، لم تعد هذه الورقة بحوزتك، وبالتالي ليس هناك خطر استخدام نفس الـ20 دولاراً لشراء شيء آخر، ولكن مع العملة الرقمية “هناك خطر أن مقتني العملة يمكن أن يرسل نسخة رقمية إلى التاجر أو طرف آخر مع الاحتفاظ بالأصل”.

وتتضمن عملية التعدين تجميع المعاملات الأخيرة إلى كتل، ومحاولة حل لغز حسابي. والمشارك الذي يحل أولاً اللغز يصل لمكان الكتلة التالية على سلسلة كتلة، ومن حقه المطالبة بالمكافآت، أي أن المكافآت هي التي تحفز التعدين، فهي بمثابة رسوم المعاملات يحصل عامل التعدين عبرها على بيتكوين صدر حديثاً.

فعبر التعدين، يمكنك كسب عملات إلكترونية دون الحاجة إلى دفع المال مقابلها، وفِي الوقت ذاته فإن الذين يقومون بالتعدين الذي يسمون عمال المناجم، يخدمون غرضاً آخراً حيوياً، فهم السبيل الوحيد لإضافة عملات جديدة للتداول مع تحققهم من سلامة المعاملات.

كم حجم المال الذي يناله عامل منجم التعدين؟ الأرقام ستصدمك

يتم استخراج بيتكوين في وحدات تسمى “كتل”، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، كانت المكافأة لاستكمال الكتلة 12.5 بيتكوين بسعر البيتكوين خلال تلك الفترة كان يبلغ سعر البيتكوين حوالي 5000 دولار لكل بيتكوين، وهذا يعني أنك تكسب 62 ألفاً و500 دولار نظير الكتلة.

وعندما تم استخراج بيتكوين لأول مرة في عام 2009، كان مقابل الكتلة الواحدة 50 بيتكوين، وفي عام 2012، انخفض هذا إلى النصف أي 25 بيتكوين، وفي عام 2016، انخفض إلى 12.5 بيتكوين، مع ملاحظة أن العملة قيمتها زادت بشكل كبير.

الجوانب السلبية في التعدين.. كيف يلحق الضرر بالبيئة وبالعمال؟!

هناك جوانب سلبية في تعدين البيتكوين، فرغم أن عملية التعدين لا تحتاج لرياضيات متقدمة، كما يتردد، ولكن الأمر يحتاج للتخمين الذي يستهلك طاقة من أجهزة الكمبيوتر.

فقوة الكمبيوتر اللازمة لإنتاج عملة إلكترونية واحدة تستهلك قدراً من الكهرباء يعادل استهلاك متوسط ​​الأسرة الأميركية خلال عامين، وفقاً لأرقام نقلها تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مورغان ستانلي وأليكس دي فريز، الاقتصادي الذي يتتبع استخدام الطاقة في هذه الصناعة.

وتستهلك الشبكة الإجمالية للحواسيب الموصولة بشبكة بيتكوين كمية كبيرة من الطاقة كل يوم تعادل إنتاج بعض البلدان متوسطة الحجم.

وقد ارتفع استهلاك الطاقة الناتج عن هذه الأنظمة مع ارتفاع أسعار العملات الافتراضية، مما أدى إلى نقاش قوي بين هواة البيتكوين والإثريوم (العملة الإلكترونية الثانية في القيمة بعد البيتكوين ) حول استهلاك الكثير من الكهرباء لإنتاج هذه العملات، وتأثير ذلك على الاحتباس الحراري والبيئة.

وبالتالي الأمر ليس مربحاً على الدوام كما يبدو، فإذا افترضنا بقاء سعر بيتكوين في المتوسط ​​المتحرك لـ50 يوماً عند 13 ألفاً و200 دولار، فإن ​​عامل المنجم يتوقع أن يكسب في المتوسط 80 دولاراً في الأسبوع بمستويات الصعوبة الحالية للمسائل الحسابية للبيتكوين.

ويستند هذا على افتراض سخي جداً هو أن عامل المنجم يعمل بواحدة من النظم المتاحة الأكثر تقدماً، وفِي الوقت ذاته لديه تكاليف التشغيل الرخيصة المتوفرة في الصين.

وأدى انخفاض سعر البيتكوين بنسبة 70%، منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، الذي أوصل قيمة العملة إلى نحو 6000 دولار الثلاثاء، 6 فبراير/شباط 2017، إلى تراجع حاد لأرباح عمال المناجم، وحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية فإن الأكبر والأكثر كفاءة منهم فقط هو الذي سيطفو.

وعلى الرغم من أن تعدين ومعاملات البيتكوين تتطلب كمية كبيرة من الكهرباء، فإن كينيث روجوف أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة بجامعة هارفارد الأميركية يرى أنه مع بعض التحسينات، فإن البيتكوين تتفوق (أي أقل تكلفة من) الرسوم التي تفرضها البنوك الكبرى على بطاقات الائتمان.

حدود البيتكوين.. الفكة بالملايين

يمكن تقسيم البيتكوين إلى عدة أجزاء أصغر، وأصغر جزء يمكن تقسيمه هو “ساتوشي”، والبيتكوين الواحد يتكون من مائة مليون ساتوشي، وسمي كذلك نسبة إلى اسم ساتوشي ناكاموتو مخترع البيتكوين.

من المستحيل أن يجد المعدنيون أكثر من 21 مليون عملة بيتكوين وفقاً لطريقة تصميم النظام، وهذا يكسب البيتكوين قيمة أكثر، نظراً لأنه يجعلها محدودة ونادرة كالذهب تماماً.

وقد استخرج عمال المناجم 16 مليوناً و800 ألف من عملة البيتكوين، وهذا يعني أن هناك 20% فقط من كل البيتكوين متبقية للاستخراج، حسب تقرير نُشر في موقع digitaltrends، في 15 يناير/كانون الثاني 2018.

ولكن ماذا سيحدث إذا استخرج العالم مخزونات البيتكوين الأخيرة؟

إذا لم يتم تغيير بروتوكول هذه العملة لإصدار مزيد منها، فإن أول المتأثرين سيكونون هم عمال المناجم، الذين يجنون دخلهم عبر استخراج العملات الجديدة مقابل التأكد من صحة المعاملات.

وقد يضطرون حينها للاعتماد على رسوم التحويل لتلقي أجورهم، وقد تصبح العملية غير مربحة بالنسبة لهم، الأمر الذي قد يقلل عددهم ويؤثر على نظام البيتكوين، بينما هناك رأي يقول إن عملية التحقق من المعاملات تزداد فاعلية وتنخفض تكلفتها، مما يمكنها من الاعتماد على رسوم التحويل.

والوصول للحد الأقصى المتاح للبيتكوين قد يعني ارتفاع سعر هذه العملة التي ارتفعت بشكل هائل (رغم انخفاضها الأخير).

ولكن تظل هناك نقطة مهمة، هي أن هناك مخزونات من القطع النقدية غير النشطة التي يتم الاحتفاظ بها في جميع أنحاء العالم، أكبر المخزون منها ينتمي إلى الشخص أو المجموعة الغامضة التي أسست بيتكوين، ساتوشي ناكاموتو.

ولعل هذا المخزون، الذي يتألف من حوالي مليون بيتكوين، يتم حفظه عمداً لفترة من الزمن، عندما يواجه العرض العالمي مستويات متزايدة من الطلب.

ما الذي تتميز به العملات الإلكترونية الأخرى عن البيتكوين؟

البيتكوين ليس العملة الرقمية الوحيدة الموجودة في العالم، لكنها أولى العملات وأغلاها، وتوجد العديد من العملات الرقمية القابلة للتداول، وهي أرخص ثمناً من البيتكوين.

من أشهر تلك العملات الريبل ripple، والداش dash، والإثريوم ETH، لا يتكوين LTC، ولكل عملة من تلك العملات ما يميزها عن البيتكوين، سواء في القيمة أو طريقة التعدين أو السرية.

إليك أهم الاختلافات بين هذه العملات

الداش كوين

هي العملة الإلكترونية الأكثر سرية، فهي معروفة بكونها العملة المظلمة؛ حيث إنها توفر خصوصية وسرية تفوق البيتكوين وتفوق أي عملة رقمية أخرى، فهي تقريباً لا يمكن تعقبها، وتم إنشاؤها وتطويرها بواسطة إيفان دوفيلد في عام 2014.

الريبل Ripple

هي إحدى العملات الرقمية المنخفضة التكاليف، صدرت الريبل في عام 2012، وترى الباحثة المالية برمبلين باجبيا، أن الريبل إحدى أقوى المنافسين المستقبليين الأقوياء للبيتكوين، حيث تتميز بانخفاض معدلات مخاطرها واستقرارها النسبي، هذا بالإضافة لكونها العملة الرقمية التي حققت زيادة في قيمتها بنسبة تقترب من 40 مرة في عام 2017.

الإيثريوم ETH

الإيثريوم هي العملة التي تلي البيتكوين في الأهمية، وهي حديثة نسبياً بالنسبة للبيتكوين، فأول إطلاق لها كان في عام 2015، وتشبه الإيثريوم البيتكوين في كونها عملة قابلة للتجزئة، كما أنها تمتلك ثاني أعلى قيمة سوقية بعد البيتكوين في سوق العملات الرقمية، بالإضافة لكونها أكثر استقراراً وأقل خطورة من البيتكوين؛ مما يجعلها العملة المفضلة للكثير من منصات العروض الأولية للعملة.

الطرح الأولي للعملة أو I.C.O.. هل يصبح فرصة لمن فاتهم قطار البيتكوين؟

يمكن الحصول على عملات رقمية جديدة عن طريق الطرح الأولي للعملة أو Initial coin offering أو م يرمز له ب I.C.O، وهو العملية الأولية لإصدار العملات الرقمية، وهي وسيلة تلجأ إليها الشركات الناشئة للتمويل الجماعي وجمع رأس المال، وفي المقابل يحصل المستثمر على عملات رقمية جديدة أو نسبة مئوية من الشركة نفسها.

ويتَّجه المستثمرون للطرح الأولي للعملة، من أجل شراء العملات الرقمية قبل إطلاقها على أمل أن ترتفع أسعارها بعد انطلاقها (على غرار ما حدث للبيتكوين)، ومن أنجح مشاريع الـI.C.O إطلاق عملة الإثريوم.

فقد انطلق مشروع الإثريوم عام 2014، وكانت قيمة العملة عند الانطلاق 0.40 دولار، وفي عام 2016 وصلت قيمة العملة 14 دولاراً، ليحقق المتداولون بها أرباحاً خيالية.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات