عند تجولك في السويد تجد عبارة “لا نقبل النقد” تتصدر واجهات المتاجر والمطاعم وأصبح هذا الأمر مشهدا مألوفا. حيث أتجهت السويد بحسب “بلومبيرغ” إلى التعامل بالعملات الرقمية إضافة إلى البطاقات الإئتمانية.

هذه الوتيرة السريعة التي تلاشت فيها السيولة أثارت قلق السلطات في السويد حيث يجري الآن استعراض واسع النطاق لتشريع البنك المركزي الجاري مع تقديم تقرير في وقت مبكر من الصيف.

وقال ماتس ديلن رئيس الاستعراض البرلماني السويدي “إذا حدث هذا التطور مع اختفاء نقدي سريع جدا قد يكون من الصعب الحفاظ على البنية التحتية” للتعامل مع النقد. ورفض الدخول في مزيد من التفاصيل بشأن أنواع المقترحات التي يمكن إدراجها في التقرير. وقال ديلن “قد يدخل المرء الى دوامة سلبية يمكن ان تهدد البنية التحتية النقدية”. واضاف “انها تلك القضايا التي نتطلع اليها بشكل وثيق”.

وقد توقفت معظم فروع المصارف في السويد عن التعامل مع النقد العديد من المحلات التجارية والمتاحف والمطاعم تقبل الآن فقط البطاقات المصرفية أو الدفع عبر الهاتف المتحرك. هذا الأمر له جانبا سلبيا لأن الكثير من الناس ولا سيما كبار السن لا يستطيعون الوصول إلى المجتمع الرقمي. وفي العام الماضي انخفض مبلغ النقد المتداول إلى أدنى مستوى له منذ عام 1990 وهو ما يزيد عن 40% عن ذروته في عام 2007.

وقد اظهر استطلاع للرأى اجرته مؤسسة انزيت انتليجانس فى الشهر الماضى أن 25% فقط من السويديين دفعوا نقدا مرة واحدة فى الاسبوع على الاقل مقابل 63% قبل 4 اعوام فقط. وهناك نسبة 36% لا تستخدم الأموال النقدية أبدا أو تدفعها مرة واحدة أو مرتين في السنة. وردا على ذلك قد يدرس البنك المركزي السويدي ما إذا كانت هناك حاجة إلى طرح عملة “كرونة” إلكترونية لمواجهة هذا الأمر.

فيما قال محافظ البنك المركزي السويدي ستيفان إنغفيس أن السويد يجب أن تنظر في إرغام البنوك على توفير النقد للعملاء.

وقال ديلن “ليس لدينا “كرونا” إلكترونية كجزء رسمي من مراجعتنا .. لكن السؤال هو الدور الذي ستلعبه “كرونة” الإلكترونية فيما يتعلق بالفواتير والقطع النقدية”. وأضاف “حتى اذا كان هناك “كرونة” الكترونية فان الفواتير والقطع النقدية قد تحتاج الى ان تبقى مكملة”.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات