الحرب تضع أوزارها، مع تسارع مفاوضات الحل السياسي على وقع انتصارات الجيش العربي السوري وصموده، ليبدأ فتح ملفات، منها ملف إعادة الإعمار.
 محافظة اللاذقية استقبلت مئات آلاف النازحين الهاربين من الأعمال الإرهابية واليوم بدأت رحلة العودة إلى المناطق المحررة، ليتراجع عدد مراكز الإيواء في اللاذقية إلى مركزين، الأول هو مركز إيواء الجنديرية ويضم (43) أسرة مهجرة من (حارم، أريحا) عدد أفرادها ( 191/ شخصاً ، والثاني في المعهد الرياضي / 52/ أسرة عدد أفرادها /264/ شخصاً . محافظة اللاذقية التي قدمت الآلاف من الشهداء على امتداد مساحة سورية، نال منها الإرهاب في الريف الشمالي ليتضرر البشر والشجر والحجر.
 ذاكرة مُثقلة بمشاهد وأحداث تركت ندوباً في القلب لفقدان الأحبة، وملاعب الطفولة ولأنّ إرادة الحياة أقوى لابدَّ من ترميم، ما يمكن ترميمه من حجر ونوافذ تطل على مدى يبشّر بمستقبل يحمل الأمل بغدٍ أفضل للأجيال القادمة بعودة دورة الحياة الى  مواقع غابت عنها ضحكات الأطفال ولعبهم.

 انطلاق الترميم من عام 2016
 نجحت محافظة اللاذقية في عام 2016 بإطلاق أعمال الترميم للمنازل في الريف الشمالي بالتنسيق مع المنظمات الدولية والشركاء، وللاطّلاع على الأرقام والمواقع التقينا المهندسة هالة أحمد رئيسة مكتب متابعة اللجنة الفرعية للإغاثة فقالت: ملف ترميم المنازل حاضر وقوي بعد انطلاقته في عام 2016 لينشط العمل به في عام 2017 ، وتأتي مسؤولية المحافظة بالاستجابة لترميم الأضرار بتحديد المستفيدين بكل ما تعنيه الكلمة، من خلال خطوات وهي: تقييم أولي ( تحديد منازل مأهولة)، ثم فتح باب الاكتتاب في الوحدة الإدارية وفق استمارة معدة من قبل المحافظة تضم البيانات اللازمة، ثم يتم تشكيل لجنة لدراسة الطلبات المقدمة بحضور  ممثلين محليين، وبعد الدراسة يتم اختيار الطلبات وفق معايير محددة تراعي الأكثر احتياجاً.
 لاحقاً تقوم الفرق الهندسية للمنظمات بمنطقة التدخل بإعداد التقييم النهائي ( الكشف التقديري لكل منزل) مع كشف نهائي، وبعد الانتهاء يتم مراسلة وزارة الإدارة المحلية لإعلامها بانتهاء أعمال التقييم الفني للمنظمة، عندها تكلف الوزارة المنظمة أصولاً، وتقوم المنظمة بالتعاقد مع متعهد للتنفيذ، وبعد انتهاء التنفيذ، يتم الاستلام فنياً من المحافظة ليتم تسليم المنزل لمالكه.
 وفيما يخص مشاريع تأهيل المنازل، بالنسبة لعددها ومواقعها التي تنفذ بالتعاون مع المنظمات الدولية والشركاء؟
 أوضحت م. أحمد:
إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع بطركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، تقوم بترميم / 200/ منزل في القرى التابعة لبلدية وطى الخان ( وطى الخان، قبر العبد، خان زعرور، وادي الشيحان، الغنيمية) وبالتعاون مع منظمة إسعاف أولي الدولية الفرنسية  تعمل على تأهيل (100) منزل  في القرى التابعة لبلدية عين الوادي (عين الجوزة وكرافيش )وبلدية ميسلون ( بكاس، الزنقوفة)و اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تتابع ترميم ( 25) منزلاً في بلدية ( بابنا، القادسية) ، إضافة إلى ترميم ( 30) منزلاً في قرية ( قشبة) التابعة لبلدية الحفة وأعمال بطركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس قامت بتأهيل (111) منزلاً وقد سلمت منها (101) منزلاً والباقي قيد التسليم، إضافة إلى وجود (100) منزل في قرى رطبة ، زمزم، العوينات) تم تأجيل ترميمها إلى عام 2018. مع الإشارة إلى أن الإنشاءات العسكرية تقوم بتأهيل ( 456) منزلاً في قرى الريف الشمالي ليصل عدد المنازل إلى (922) منزلاً، مع التأكيد على أنه سيتم تسليمها للمواطنين مع نهاية العام الحالي.
 المعايير الأساسية للاستجابة للترميم
 اطلعنا على المعايير الأساسية ومن أبرزها سلامة هيكل البناء لإجراء الترميم، أمّا قائمة التحسينات تشمل :
 منازل مستقلة- شقق: والأعمال هي: هدم وإزالة الأنقاض من المباني، إغلاق جميع الفتحات الخارجية، عن طريق إصلاح، بناء الجدران الخارجية وتأمين غلاف صلب للشقة باستخدام مواد بناء ذات ديمومة طويلة، تنظيف الفراغ الداخلي من الدخان وآثار الحريق لغرف المعيشة للأسرة ومرافق المياه، الصرف الصحي، إصلاح الجدران بما في ذلك: البناء ، الطينة، الدهان، مع مع مراعاة فتحات ، إصلاح ، استبدال الأبواب التالفة والنوافذ باستخدام مواد متينة مثل الخشب والزجاج والألمنيوم، الأعمال الكهربائية: إصلاح/ استبدال الأسلاك والكابلات والأجهزة الكهربائية، أعمال السباكة: إصلاح، استبدال أنابيب الصرف الصحي والمياه، خزانات المياه، سخان المياه، وغيرها من التجهيزات اللازمة.
 الأبنية: إصلاح ، استبدال أسوار السلالم والأسطحة، إصلاح، استبدال البوابة الرئيسية للمبنى، إصلاح، استبدال، الإضاءة في المناطق المشتركة مثل المدخل والسلالم، الاتصال إلى الشبكات الرئيسية: الصرف الصحي، المياه، الكهرباء.
 مع الإشارة إلى أن جميع المواد المستخدمة ستكون ذات طبيعة دائمة.
 إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات
 ( المدارس، المرافق الصحية، البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وغيرها)، يجب أن يتم دعم البنى التحتية والخدمات العامة في المناطق التي تنفذ فيها برامج دعم المأوى الموجهة للمالك في المنازل الخاصة، من أجل تأمين تدخل شامل لنطاق كبير من المستفيدين، وللجوار بأكمله والمجتمعات المضيفة مع إمكانية تطبيق هذه البرامج عبر تدخل مشترك بين القطاعات المختلفة، بهدف الاستفادة من قدرات معينة لبعض الشركاء المتخصصين، علماً أن تحديد المشروع واختيار المشاركين المستفيدين/ الأحياء/ المجتمع لا بد أن يتم بالتشارك وبمشاركة جميع المعنيين بالموضوع، تحت إشراف السلطات المحلية المسؤولة.
 وقد علمنا أن السيد محافظ اللاذقية يعمل على توجيه الجهات المعنية لتأمين كافة البنى التحتية بالمناطق التي يتم الترميم فيها. مع العلم أن معايير الاستجابة محددة من إدارة المنظمات الدولية ووزارة الإدارة المحلية.
 وتلتزم السلطات الرسمية ( المحافظة، ووزارة الإدارة المحلية) بتقديم قائمة بالمستفيدين للمنظمة التي ترغب في العمل في هذا المشروع ( مشروع استجابة المأوى الموجهة للمالك)، تتضمن العائلات وموقع الشقق والأبنية.
 والهدف العام هو تقديم حل يؤمن المأوى الدائم للعائلات المستفيدة في منازلها، وهذا الحل يتم عبر تنفيذ أعمال التحسينات المادية للشقق المحددة المستهدفة، وهذه التحسينات التي تتم في الشقق سوف تضمن شروط معيشة لائقة، مما يضمن للعائلة المستهدفة استعادة حياتها الطبيعية.
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات