عند سماع  الأرقام المقدرة بالمليارات لإنشاء مشاريع ضخمة قد لا ترى النور قريباً، أو ربما عند التحدث عن مشاريع إلكترونية ضخمة وإن كنا بحاجتها كمشروع البطاقة الذكيةلا يمكن لتعابير وجهك إلا أن تباغتك بدهشةٍ ظاهرةٍ مهما حاولت منع ظهورها للعلن كونك ألفت طيلة سنوات الحرب اللعينة المفاجأت خفيفة كانت أم من العيار الثقيل،  في حين يقطع مسؤولو حكومتنا “الأشاوس” مالياً يدهم عند التفكير في تحسين معيشة المواطن، واضعين تحت أبطهم حجج مقنعة، مع الاستعانة بنظريات صحيحة وواقعية أيضاً كتحسين دورة الإنتاج، الذي يعول عليه آمالاً عريضة مستقبلاً لقلب حياة المواطن رأساً على عقب، لكن متى ستتحقق هذه الغاية السعيدة، فهذه علمه عند أصحاب السيادة، أما أنت أخونا المواطن، الذي يتحدث الجميع باسمه، فما عليك سوى الصبر والدعاء لحين تحقيق الفرج المنتظر، مع الاستمرار جراء عملياتك الحسابية لموائمة دخلك الشهري القزم مع تكاليف معيشتك العملاقة.
 وعلى ما يبدو أن سيرة زيادة الرواتب  أغلقت، مع الترويج لسيناريو تخفيض الأسعار، الذي يتسع نطاقه ليشمل جميع المواد، التي تأبى مدعومة بقوة تجارها الكبار إلا أن تحافظ على عرشها وإلا انقرطت من الأسواق بفعل فاعل، ليشهد المواطن معاناة من نوع آخر، وهنا أيضاً يكبس على جرحه ملحاً، ليطالب في حال عدم القدرة على تحسين وضعه فقط، احترام عقله عبر عدم الإدلاء بتصريحات مستفزة كتمنينه في كل حين ومين بدعم غير موجود أصلاً، وكأن هذا المسؤول أو ذاك يدفع من جيبته الخاصة وليس من المال العام، الذي يفترض المحافظة عليه في هذه الظروف الصعبة وليس تكبير حجر تلك الأرقام المهولة في تشييد تلك المشاريع الوهمية أو تضيعها على مؤتمرات وندوات لا جدوى منها، بينما يتوجب ضخها في تخفيض مؤشر الفقر، الذي  يزداد ليشمل أغلبية الأسر السورية، التي يتحد لسان حالها ليقول لمسؤوليهم: إذا ابتليتم بالتقصير والعجز عن إيجاد الحلول لتحسين معيشتنا استتروا!
المصدر سينسيريا

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات