على الرغم من «شح» المعلومة المتعلقة بالمبررات التي دفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك للسماح للشركة العامة للمطاحن بالتعاقد مع أحد التجار لاستجرار 40% من مادة النخالة المنتجة في مطاحنها على مستوى القطر إلا أن جميع المؤشرات والمعطيات تصب في خانة سعي الوزارة لإيجاد مصادر وإيرادات مالية جديدة تخفف العبء والدعم المالي الذي تتحمله الخزينة العامة نتيجة قرار الوزارة الأخير تخفيض نسبة استخراج الدقيق من 90 إلى 80% والبالغ 19مليار ليرة سنوياً ولاسيما أن الفارق بين السعر الذي تدفعه مؤسسة الأعلاف وسعر القطاع الخاص لقاء شراء مادة «النخالة» هو 30 ليرة للكيلو الواحد. وحسب مصادر في الشركة العامة للمطاحن فإن العقد المبرم مع التاجر يلزمها بتسليم مادة «النخالة السكرية» أي المخصصة لصناعة خبر النخالة أو السكري, وهذا يؤشر بوضوح إلى أن المخابز المخصصة بإنتاج هذا النوع من الخبر هي المستهدفة في عمليات تسويق المادة في الأسواق.

ثلاث مخالفات فقط
حسب مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس بلغ عدد المخابز المخالفة العاملة في إنتاج خبر النخالة أو السكري من المحافظة 7 أفران, حيث تم  تحديد سعر مبيع خبز النخالة وفق النشرة التموينية بـ 300 ليرة للكيلو بناءً على قرار بدل خدمات رقم /1/ لعام 2017 الصادر عن محافظ طرطوس في حين تم تحديد السعر التمويني لبيع ربطة الخبز السياحي زنة واحد كيلو موضوعة ضمن كيس نايلون بـ 275 ليرة.  وعلى «ذمة» المديرية بلغ عدد المخالفات المنظمة بحق الأفران المصنعة لمادة النخالة ثلاث مخالفات تتعلق بموضوع عدم الإعلان عن الأسعار.

غياب التسعيرة
يسجل من خلال الجولة التي قامت بها «تشرين» مع بعض أفران النخالة في المحافظة ليس فقط عدم الالتزام بالسعر التمويني المحدد لبيع المادة وإنما غياب وعدم الالتزام بتعليق نشرة الأسعار بشكل واضح ومرئي للمواطنين بل إن البيع ليس بحسب الوزن وإنما بالعدد والقطعة فكل خمسة أرغفة من خبز النخالة «السكري» تباع بمبلغ 100 ليرة..؟ وهو مالمسناه في زيارتنا لأغلبية الأفران لكن الغريب والمؤسف عدم تعاون ورفض أصحاب الأفران أو المشرفين عليها التحدث لـ«تشرين» فيما يخص صناعة خبز النخالة وخاصة الجانب المتعلق بسعر المادة الأولية «النخالة» المستخدمة في صناعة الخبز واكتفوا بتسجيل تذمرهم وعدم رضاهم عن السعر التمويني المحدد من قبل مديرية التجارة الداخلية في المحافظة واصفين إياه «بغير العادل» نظراً لارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج خاصة مادة المازوت التي يتم شراؤها من السوق بسعر 250 ليرة. أحد أصحاب الأفران كانت لديه الجرأة و«همس» في أذننا, مشيراً إلى ارتفاع سعر مادة النخالة السكرية حالياً, ملمحاً لبعض حالات الاحتكار في الأسواق, حيث وصل سعر مبيع طن النخالة إلى 175 ألف ليرة أي 175 ليرة للكيلو الواحد. والجدير ذكره أن الاقبال على شراء خبز النخالة أو السكري من قبل المواطنين قد يوازي ويضاهي أحياناً الطلب على الخبز السياحي «بحسب أصحاب الأفران» في دلالة واضحة لازدهار ونشاط و«ربحية» هذه الصناعة.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات