"في أمل" مشروع تطوعي بعدد قليل وجهود كبيرة لمجموعة من الشبان والشابات في مدينة اللاذقية. يعنى بأطفال السرطان أولا( في مستشفى تشرين الجامعي-قسم أطفال السرطان) و أطفال التوحد ومتلازمة داون ثانيا. يساهم المشروع في تأمين المساعدة المعنوية والمادية للأطفال وذويهم، من أدوية وألعاب وحاجيات، وحتى التبرع بالدم بشكل دوري للأطفال إن استدعت الحاجة. كان لنا حديث مفصل مع مؤسسة المشروع الشابة، الآنسة سارة يوسف والتي حدثتنا أكثر حول المشروع و نشاطاته:

-كم عمر مشروع "في أمل" ، وما هي الدوافع التي قادت بك لتأسيسه وتبني فكرته؟

عمره الكلي سنتين، اقتصرت السنة الأولى على العمل في نطاق ضيق وحالات فردية ثم توسع في سنته الثانية و أصبحت نشاطاتنا تشتمل على معظم أطفال مستشفى تشرين الجامعي قسم الأورام الخبيثة للأطفال. كانت الدوافع هي ما لمسته من إصرار الأطفال على متابعة الحياة وحلمهم الذي يفوق حجم ألمهم ومعاناتهم وابتسامتهم التي تأبى أن تنطفئ

 

-ماذا يقدم مشروع "في أمل"  تحديدا للأطفال؟

نقدم المساعدة في تأمين تكلفة العلاجات والجرعات الكيميائية أحيانا. وكذلك الأغراض والحاجات الشخصية التي يصعب على الأهل تأمينها لأبنائهم المرضى.

 

-وأين دور المستشفى في تقديم العلاج اللازم أذا كنتم انتم تقدمونه أو تساهمون بتأمينه؟

بسبب ارتفاع سعر الدواء وكثرة عدد الأطفال القادمون من محافظات أخرى، فإن المستشفى تؤمن الجرعات بصعوبة مما يضطر أهالي البعض لإحضار الجرعات من حسابهم الخاص لتسريع إعطائها لأبنائهم، ويبقى دور المستشفى في هذه الحالة  هو مراقبة حالة الأطفال ووضعهم خاصة أثناء إعطائهم الجرعات وخاصة في المراحل الأولى من العلاج

 

-إذا أنتم تغطون نقص ما في المستشفى، وتقومون بدور تهمشه المستشفى بخصوص الأطفال؟

يمكن القول بأننا نضيف ولا نكمل،  فنحن لا نقدم فقط الماديات وإنما أيضا المعنويات اللازمة لترميم نفسية الأطفال وإلهائهم عن وجعهم، فنقوم بالعديد من النشاطات برفقتهم كاللعب ومشاركتهم نشاطاتهم.

ذكرتي مسبقا أنكم تقومون بتقديم الأدوية والعلاجات اللازمة، إلى أي مرحلة تستطيعون تكملة رحلة العلاج التي تقف عندها المستشفى؟

الحمد لله لدينا مصادر عديدة ومتعاونة من أطباء وصيدليات ومستودعات تساعدنا على تأمين الأدوية اللازمة وكذلك مساعدتنا بتقسيط دفع تكاليف الدواء كوننا طلاب و شباب، وفي معظم الأحيان نتمكن من متابعة رحلة العلاج في حال تأخرت المستشفى وبالتعاون معها.

 

-إذا ما هي الأمور الخدمية التي تخدم معالجة الأطفال التي تقدمها المستشفى غير الأدوية؟

المستشفى مجهز بأجهزة حديثة جدا ومتطورة كأجهزة الأشعة والتحاليل وغيرها. وهي تقوم بكامل واجبها فيما يخدم المراحل العلاجية للأطفال كما يتضمن دورها مراقبة حالة الطفل والحرص على مراعاة سلامتهم و كذلك تقديم الطعام.

 

-قمتم مؤخرا بطلب للإدارة بحجز مساحة أو غرفة وتجهيزها، حدثينا عن الفكرة؟

كانت تلك واحدة من خطط المستشفى التي تأجلت بسبب الوضع الراهن وبسبب حاجتها لتكلفة عالية، فقرر مشروع "في أمل"  أن يقوم بالمهمة بالتعاون مع المستشفى، سنقوم بتجهيز غرفة خاصة لممارسة نشاطات متنوعة وتزويدها بألعاب تنموية وفكرية و إقامة حلقات تعليمية فيها للأطفال.

 

-زياراتكم متكررة وشبه دورية، ما هي مآخذكم على دور المستشفى اتجاه الأطفال المرضى؟

لن أنكر وجود تقصير والذي لمسناه من خلال زياراتنا المتكررة من قبل الممرضات والبعض من الكادر الطبي، ولكنني لن أنكر بأنه متعمد أو مقصود. فبسبب ضغط العمل عليهم وتزايد عدد الأطفال قد يحدث تقصير. غير أننا موجودين لنتعاون و نقوم بتغطية هذا التقصير.

 

-أنتم فريق شاب ولكل منكم حياته ومشاغله، وقد يحدث أن تتأخروا بزيارة للمستشفى أو تأمين علاج ما، ما هي النتائج التي قد تحدث في تلك الحالة؟

نحن حريصون جدا على التنسيق فيما بيننا بخصوص الزيارات، و لكن بالرغم من ذلك فإن النتائج المحزنة بالنسبة للأطفال تحدث فعلا، كحالات وفاة أو تدهور في الصحة.

-هل تعتقدين أن لتقصير الكوادر الطبية في عملها سبب بتلك النتائج؟

كلا بل هي قضاء وقدر فمعظم حالات الوفاة كانت بسبب تقدم حالة المرض  عند الأطفال للأسف.

 

-ما هي نوع الأدوية التي تقدمونها؟

المستشفى تقوم بجهد كبير لتأمين الجرعات الكيميائية.  أما نحن فنقوم بالإضافة إلى تقديم بعض الجرعات نقوم بتأمين أدوية خضاب الدم وأدوية للعظام و مسكنات يتوجب على الأطفال تناولها كعلاج.

-هل يتم التعاون معكم من قبل الكوادر الطبية، وكيف تتعاملون مع التقصير الذي يضر بمصلحة الأطفال المرضى؟

نعم يوجد بعض الممرضات والأطباء المتعاونين معنا، يساعدوننا في إعطاء معلومات عن الحالات الموجودة و كذلك إخبارنا بحاجيات الأطفال.

 

-ما هي الحاجيات التي تنقص الطفل المريض غير الأدوية والدعم النفسي؟

الكثير،  في أحد الحالات مثلا شعر مستعار وخاصة للبنات،  دفاتر تلوين ورسم، ألعاب و حلويات، أي شيء لا يمكن إحضاره من المستشفى نقوم بإحضاره لإسعاد الأطفال

-هل تستجاب طلباتكم و هل تلقون صدى لأي شكوى تقومون بها؟

نعم وللأمانة إن أبواب الإدارة في المستشفى مفتوحة دائما ومتعاونة معنا وتستمع لاقتراحاتنا دائما. ولحد الآن لم نضطر لتقديم أي شكوى بخصوص تقصير أو غيرها

-ماذا تعلمتم من "في أمل"؟

تعلمنا أن بسمة الطفل البريئة والنقية هي التي تمدنا بالقوة والحياة، ودورنا هو مشاركتهم ذلك الأمل والتفاؤل وليس منحهم إياه لأنهم يمتلكونه صدقيني.

سيريا ديلي نيوز- اللاذقية - زهور بيطار


التعليقات