بين تقرير صدر حديثاً أن حجم الإشغال الفندقي في سورية قد انخفض من 90% إلى ما يقل عن 15% نتيجة الأحداث التي تشهدها سورية، فضلاً عن أن ما نسبته 40% من حجم العمالة السياحية المقدرة في سورية اضطروا إما لترك وظائفهم أو العمل بنصف الأجر الذي كانوا يتقاضونه سابقاً نتيجة انعدام السيولة لدى المنشآت السياحية. وبين التقرير الذي أصدره اتحاد غرف السياحة السورية بدمشق حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع السياحي نتيجة الأزمة والأحداث المؤسفة والمريرة التي أصابت سورية، والتي ترافقت مع حملة عربية ودولية تقودها دول لها ثقل كبير سياسياً واقتصادياً أثرت على القطاع الاقتصادي السوري بشكل عام بكل شرائحه وقطاعاته العامة والخاصة ومن ضمنها قطاع الأعمال والصناعة والتجارة، والتي ترافقت أيضاً بعقوبات شديدة في مجال الطيران والنقل والحوالات البنكية عبر عقوبات خاصة طالت المصارف العامة و أدت إلى إلحاق ضرر كبير بالقطاع الاقتصادي الوطني. وأظهر التقرير إن قطاع السياحة هو القطاع المتضرر الأكبر نتيجة الأحداث التي تشهدها سورية والتي بدأت بوادر استهداف هذا القطاع منذ ما قبل بداية الأحداث في سورية حيث قامت المواقع الدولية الشهيرة والمتخصصة بالاستعلام والحجز والإرشاد السياحي ومن بينها مواقع كانت تعتمدها وزارة السياحة كمواقع دولية متخصصة في إبداء المشورة والنصح وإبداء الرأي بالخدمات السياحية كموقع خدمات ونصائح السفر (Trip Advisor) وموقع (Lonely Planet)، بدأت هذه المواقع منذ ما قبل الأحداث بإصدار التحذيرات من السفر والإقامة في سورية ما أدى إلى انخفاض الحجوزات منذ شهر آذار 2011 ترافقت هذه الحملة مع ضغوطات على السواح الأوروبيين وإنذارهم بمغادرة سورية فوراً، ما أدى إلى انحسار الأشغال الفندقي في موسم الربيع والصيف لعام 2011 والذي كان من المتوقع أن يشهد اشغالاً سياحياً كبيراً للفنادق والمنتجعات وازدهار كبير في قدوم المجموعات السياحية، وهكذا أثرت كل هذه الضغوطات والأحداث على نسب الاشغال هبوطاً من 90% إلى ما يقل عن 15% . وأشار التقرير إلى أن الأعمال الإرهابية التي تمثلت باستهداف خطوط النقل والمواصلات وشركات النقل وترويع المواطنين عبر الاغتيال والقتل في بعض المناطق المتوترة والأعمال الإرهابية التي شهدتها مدينتي دمشق وحلب بشكل خاص، أدت إلى وصول الاشغال الفندقي إلى ما دون 10% حتى في العاصمتين السياسية دمشق والاقتصادية حلب، وأما في المدن والمناطق المتوترة فقد انعكست الأحداث بكارثة سياحية شاملة أدت إلى شلل الحركة السياحية بشكل تام وتوقف كافة الفنادق من كل الفئات الدولية حتى نجمتين وما دون عن العمل، وأيضاً شهدت هذه المناطق إغلاق كافة المطاعم والاستراحات الطرقية ومدن الملاهي والألعاب وغيرها. ويقدر اتحاد غرف السياحة في تقريره عدد العمال الذين فقدوا وظائفهم جزئياً أو كلياً بحوالي 40% من حجم العمالة السياحية المقدرة في سورية أي ما ينوف عن خمسين ألف عامل وموظف اضطروا اما لترك وظائفهم أو العمل بنصف الأجر الذي كانوا يتقاضونه سابقاً نتيجة انعدام السيولة لدى المنشآت السياحية، منوهاً إلى أن مقارنة بسيطة لنسب الإشغال تظهر هبوطاً في الإشغال من ما يقارب 65% في عام 2010 إلى ما يقل عن 20% في عام 2011 ويصل في بعض المناطق إلى الصفر . كما تضررت مكاتب وشركات السفر والسياحة بشكل كبير، مما أدى إلى وقوعها جميعاً باستثناء القلة القليلة التي تعمل في مجال سفر السوريين الراغبين بالسفر إلى خارج سورية (الرحلات السياحية) مما أدى إلى وقوع معظمه في خسائر فادحة وذلك أدى اما إلى الإغلاق أو تسريح الموظفين. وفيما يتعلق بقطاع الدلالة السياحية والمهن التراثية واليدوية المرتبطة بالنشاط السياحي التي بمعظمها تعد جهداً شخصياً تعبر عن مهارة يدوية أو علم مكتسب، قال التقرير: إن معظم هؤلاء الذين يعدون من صغار الكسبة قد فقدوا عملهم، كما أن شركات النقل العام والسياحي قد تضررت بشكل كبير من الاستهداف المستمر لباصاتها وسياراتها من قبل المجموعات المسلحة مما أدى إلى هبوط حركة النقل البري للبضائع والأفراد إلى اقل من 50% عن عهدها السابق وأوقع مالكي الشركات في خسائر كبيرة. وأكد التقرير أن بعض أصحاب الباصات والحافلات الصغيرة وعددهم بالآلاف قد أصبحوا في حالة عجز كاملة سيما أن معظمهم قد اشتروا فانات تتسع لـ/24/ راكب أو /14/ راكب خصوصاً لنقل المجموعات السياحية والسواح وسيارات التاكسي الخاصة لنقل السياح، وهؤلاء جميعاً قد فقدوا مورد رزقهم ، وللأسف أن معظمهم قد اشترى الآليات التي يعملون عليها "تقسيطاً" من البنوك الخاصة، مما يعرض معظم هؤلاء وهم جميعاً من صغار الكسبة للإفلاس وبيع سياراتهم وباصاتهم التي يملكونها بالمزاد العلني من قبل المصارف الخاصة لتسديد الديون التي عجزوا عن سدادها. وطالب اتحاد الغرف السياحية في تقريره كممثل رسمي للقطاع السياحي الخاص خارج وداخل سورية بحقه في طلب التعويض من الدول والجهات التي شاركت بالحملة الظالمة على سورية.   سيريا ديلي نيوزعن سيريانديز

التعليقات