" زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة " هذه مقدمة أغنية لسيدة الغناء العربي فيروز تصدح بها كل صباح – ومادام الشيء بالشيء يذكر – فإن محافظ حلب الدكتور محمد مروان علبي وعند حديثه عن القضاء على أزمة الغاز يقول / الحمد لله صرتو تسمعوا صوت فيروز / كناية عن الألحان التي تصدح بها سيارات مبيع أسطوانات الغاز بحلب ...

واليوم بدأت أزمة البنزين والإزدحام طوابير على أبواب / الكازيات / زيارتها السنوية لمدينة حلب ، وعاد معها منظمو الدور والإشراف من مختلف الجهات المعنية الإدارية والخدمية والأمنية ، وربما نتيجة ذلك ستفوح رائحة التجاوزات مرفقة بإشارات إستفهام حول إحتمال ظهور رائحة الفساد – لاقدر الله – والتي ربما سيذهب ضحيتها بعض / كباش الفداء / ..

محافظة حلب كعادتها في كل أزمة تبدأ بوضع حلول إسعافية للحد من هذه الأزمات ، حيث أصدرت تعميماً يحمل الرقم / 889 – ت – خ / تاريخ / 29 / 8 / 2015 / موقع من قبل عضو المكتب التنفيذي المختص ومحافظ حلب ... جاء فيه :

بغية ضبط وتنظيم عملية توزيع مادة البنزين في المحطات العاملة بحلب نرغب إليكم بمايلي :

1- تخصص محطة المحروقات " طيبة " للسيارات العامة فقط ، بحيث يكون يوم للسيارات ذات الأرقام المفردة ويوم للسيارات ذات الأرقام المزدوجة .

2- بالنسبة لباقي السيارات يتم العمل وفق الأرقام بحيث يتم تزويد رقمين كل يوم إبتداء بالرقم / 0 – 1 / ثم / 2- 3 / .. إلخ .

3- يعتمد ختم البطاقة الخاصة بالتزود بالوقود الصادرة عن مديرية النقل بحلب إشعاراً بالتعبئة .

4- يجري العمل بمضمونه إعتباراً من صباح الإثنين / 31 / 8 / 2015 / .

5- تكلف قيادة شرطة محافظة حلب من خلال الأقسام المشرفة على المحطات بتنفيذ هذه التعليمات ..

صوت الناس ونبض الشارع الحلبي وحيال ذلك كله يطرح العديد من التساؤلات برسم الجهات المعنية سواء في المحافظة أو في مركز العاصمة :

- ماهو سبب الأزمة ، خاصة وأنه منذ نحو أسبوع لم تكن موجودة ، وكانت المحطات مليئة بمادة البنزين وفارغة من السيارات ، بل كان أصحاب وعاملو المحطات ينتظرون الزبون بفارغ الصبر ، هل السبب هو نقص الكميات الواصلة إلى المحافظة ؟؟؟ ..

- بالنسبة للسيارات العامة ستظهر إعتباراً من اليوم زيادة في تقاضي أجور النقل لأن السيارة العامة لاتكفيها الكمية التي يتم تعبئتها كل عشرة أيام ، وكان من الأفضل أن يتم تعبئة كل رقمين في يوم واحد وبكمية تكفي لسير التكسي لمدة خمسة أيام ..

- ستنتعش السوق السوداء بالنسبة لبيع مادة البنزين ، وستظهر معها حالات فساد أبطالها من يقوم بالحصول على البنزين بالواسطة بمختلف أشكالها ومستوياتها ..

- لماذا لم يتم لحظ موضوع البيدونات بالنسبة للمولدات سواء للمنازل أو للفعاليات التجارية ، أم أنه سيتم عقد إجتماعات تدرس من خلالها حاجة المولدات وحاجة التكاسي العامة ...

ختاماً – والحديث للمحرر – هل ستنجح محافظة حلب في الحد من الأزمة ، أم ربما – لاقدر الله – ستتولد من هذه الأزمة أزمات أخرى ، وتظهر معها نخبة جديدة من تجار الأزمات الذين أنهكوا جسد مدينة حلب ، هي مجرد تساؤلات يختبر فيها المواطن الحلبي حكمة المحافظة في الحفاظ على المواطنين ....!!

حلب – فؤاد العجيلي


التعليقات