قال مصدر مطلع في القيادة السورية أن شخصية سعودية عالية المستوى اتصلت ببكين واخبرتها بأن سلاسة التبادل النفطي معها ستكون معرضة للضرر إذا استمر موقف بكين على حاله من سوريا. ورد المسؤول الصيني بالقول: «ان بكين ضد ان تتحكم جهة واحدة في تصدير النفط في اي منطقة والى اي منطقة». وكانت هذه الاجابة غير متوقعة من الجانب السعودي، وهي أظهرت ان الصين لا تقبل ان يمارس ضدها ضغط نفطي، واذا حدث هذا، فإنها ستعمل من اجل خلق معادلات عالمية ضد احتكار دول لعملية توزيع النفط العالمي. ويبدو ان الإجابة الصينية الآنفة، وضعت تحت مجهر العناية الفائقة لتشريح معناها الاستراتيجي، من قبل دول الخليج العربي، ما قاد هذه الأخيرة الى سحب التهديد بالنفط بسرعة من السجال السياسي مع الصين. وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية عندما حزم أنا حقائبه الى الصين، كان من المفترض ان يقابل هناك وزير خارجيتها، بحسب تحديدات البروتوكول الدبلوماسي التي تناسب منصبه كمبعوث اممي وعربي، لكن منذ اللحظة الاولى لزيارته فوجئ بأن الصين استقبلته برسالة سياسية قوية، تمثلت بأن محادثه في الجلسة الرسمية لم يكن وزير الخارجية، الذي اعتذر عن عدم الحضور لاضطراره إلى مرافقة الرئيس الصيني، هو جينتاو، وتضيف الصحيفة قائلة: في جولة اسيوية تشمل كوريا والهند وكومبوديا، وبدلا منه جلس في مواجهة انان، رئيس مجلس الدولة ون جياباو، غياب وزير الخارجية الصيني ترك رسالة سياسية قوية لانان تفيد بأن الملف السوري يعالَج في الصين على ارفع مستويات اتخاذ القرار، وتحديداً على مستوى الرجل الثاني في الدولة والحزب، لا على مستوى وزارة الخارجية. وتقول الرسالة ايضاً، إن الصراع في سوريا ليس مجرد بؤرة توتر اخرى في العالم، بل إنه صراع يتعلق بالامن القومي الصيني. كما ابلغ الصينيون انان «أن سوريا بلد مفتاح في الاستقرار وعدمه في الشرق الاوسط»، وبناءً عليه، «فإن أي معالجة للازمة السورية يجب ان تأخذ هذا الاعتبار في الحسبان، فمن وجهة نظرهم «ان موقع سوريا الاستراتيجي والمتمركز في قلب العالم العربي، اعطى هذا البلد اهمية كبيرة في المنطقة، لدرجة اصبح معها الوضع السياسي السوري يقرر الوضع السياسي في كل الشرق الاوسط، ويعدّ بمثابة مفتاح نحو الاستقرار او الاضطراب فيه، وبناءً عليه فإن إطاحة النظام السوري الحالي قد تؤدي الى فوضى، وهو ما لا ترغب فيه الصين وحسب الصحيفة فقد نقل مصدر دبلوماسي عن شخصية صينية رفيعة المستوى أن انان سمع من الصينيين، استغراب بكين لاستسهال البعض فكرة إطاحة النظام السوري. وسمع انان من محادثيه الصينيين مطالعة عن كيفية تفكيرهم في الازمة السورية، كما أن الصين ومن ضمن نظرتها للحفاظ على الاستقرار الهش اصلاً في الشرق الأوسط، ترغب في ان يبلور المخاض السوري نظاماً دولياً متعدد الأقطاب يلاقي اعترافاً به من القوى العظمى الأخرى، وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية.   syriadailynews

التعليقات