كعادتها، ووفاء منها لالتزاماتها أعلنت سورية أمس على لسان مصدر مسؤول في وزارة الدفاع أنها ستوقف إطلاق النار اعتباراً من فجر اليوم الخميس لكنها تبقي قواتها بحالة تأهب دفاعاً للرد على أي اعتداء إرهابي يستهدف مدنيين أو عسكريين أو الممتلكات العامة أو الخاصة ولحماية أمن الوطن والمواطن. وأوضح المصدر أنه بعد أن نفذت قواتنا المسلحة مهامها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها تقرر وقف هذه المهام اعتباراً من صباح يوم غد الخميس. وفي المقابل لم ينجح أنان في أن يأتي بأي إجابة من آل سعود وآل ثاني ومن عثمانيي تركيا على مطالبه بوقف التمويل والتسليح والتحريض للمضي قدماً في العملية السياسية، التي كرر أمس من طهران أنها السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، محذراً مجدداً من خطر عسكرة المعارضة. بيان الجيش الذي شدد على مسؤولية الدولة في الحفاظ على أمن وأمان المواطنين في كل المناطق السورية جاء ليؤكد أن دمشق لن تكرر خطأ المراقبين العرب وتسحب كامل قواتها من المدن والبلدات لتعود الفوضى والقتل والخطف والاعتداءات. وما إن صدر بيان وزارة الدفاع أمس حتى سارع أزلام آل سعود وآل ثاني وصبيان أردوغان على وسائل الإعلام المعادية لسورية ليصرحوا أن الجيش لم يسحب قواته بل أعاد انتشارها ما يؤكد تجاهلهم المقصود لما تتضمنه مهمة أنان وتحديداً الفقرة «سي» منها التي تنص على بدء الانسحاب وليس انتهاءه ووقف إطلاق النار، ولا يكتمل الانسحاب قبل أن تحصل دمشق على ضمانات من أنان كفيلة بإنهاء العنف من قبل المسلحين، وتعمد هؤلاء والقنوات التي يظهرون عليها للتشويش على مهمة أنان والعمل على إخفاقها ميدانياً وفضائياً ودولياً ما ينذر بأن الأيام المقبلة ستشهد مسلسلاً من الكذب والروايات وشهود الزور قبل أن يصل المراقبون ليتأكدوا من تنفيذ الجانب السوري لالتزاماته. وعلى الصعيد الدولي، جددت أمس كل من بكين وموسكو وطهران دعواتها للمعارضة لوقف إطلاق النار وتسليم السلاح والمضي في العملية السياسية، وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غوتيلوف على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «الأمر الآن يتوقف على المعارضة المسلحة»، وأوضح أن هذه «هي شروط خطة (المبعوث الأممي إلى سورية) أنان». وفي القاهرة، التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مقر الأمانة العامة سفير روسيا الاتحادية لدى مصر السفير كير بيتشينكو حيث أطلع الأخير العربي بنتائج مباحثات وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مع المسؤولين الروس، وشدد خلال المحادثات على سبل تنفيذ خطة أنان كاملة من قبل جميع الأطراف. من جهتها أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام وزراء خارجية مجموعة الثماني في واشنطن أمس عن قلقها إزاء المشاكل التي تواجه أنان في مساعيه لجعل سورية تطبق خطته لوقف العنف، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، على حين نقلت قناة «روسيا اليوم» عن كلينتون قولها: «نرغب في حل سلمي للأزمة». وفي آخر التطورات الميدانية، شهدت معظم أحياء محافظة حمص حالة من الهدوء الحذر على عكس أحياء البياضة والخالدية والقرابيص التي شهدت إطلاق نار واشتباكات مع مجموعات إرهابية. وقالت مصادر مطلعة لـ«الوطن»: إن عناصر من قوات الجيش وحفظ النظام لاحقت تلك المجموعات وقتلت وجرحت أعداداً منها وألقت القبض على آخرين. وفي حماة، أكد مواطنون لـ«الوطن» سماعهم رشقات كثيفة من العيارات النارية، في عدد من الأحياء الأخرى، في حين قال مصدر لـ«الوطن»: إن «الأمر طبيعي في سياق مداهمة الجهات المختصة أوكاراً يختبئ فيها إرهابيون ومسلحون»، في حين فككت وحدات الهندسة عبوتين ناسفتين، عند تقاطع طريق كفر بهم- عقرب. وفي ريف دمشق، اغتالت مجموعات إرهابية مسلحة صباح أمس الضابط في الجيش العربي السوري العميد جمال الخالد بإطلاق الرصاص عليه خلال ذهابه إلى عمله في منطقة عقربا بريف دمشق.     سيريا ديلي نيوز

التعليقات