خاص سيريا ديلي نيوز- ترجمة حنان زروف

غبْ وزر غبّا تزد حُبّا فمن      أكثر الترداد أضناه المللُ
وقصد شاعرنا هنا أن الهوى من النوى . ولكن أهذا هو مبتغى 20% من الأزواج الأمريكيين الذي يفضلُ كل منهما النوم في غرفته الخاصة ؟
هذا ما أكده المعهد الأمريكي لدراسة النوم في بحوث بينت أن كل زوجين من أصل خمسة أزواج يميلون للنوم في سريرين منفصلين , لا بل بعضهم في غرفتين منفصلتين .
أما الجمعية الأمريكية لصناعة الأثاث فقد وصلت إلى أبعد من ذلك في دراسةٍ أفضت إلى أنه بحلول هذا العام قد تكون نسبة الأمريكيين الذي يخصصون في منزلهم غرفتين لكلا الزوجين هي 60% .
ويعوّلُ سبب هذا السلوك إمّا إلى الانزعاج من الحركة المستمرة  أو من صوت شخير أحد الزوجين أثناء النوم , أو ربما لأسباب أخرى مثل تفضيل أحدهما لغطاء سميك أو النوم تحت ضوءٍ خافت . ولكن مهما تعدّدت الأسباب فإنَّ الأمر يبدو أقلّ رومنسية .
وكذلك الأمر بالنسبة لجيرانهم الكنديين حيث يفضل كل من  الزوجين النوم في غرفة خاصة به. وقد أظهرت صور السكانر الدماغي ( التصوير الومضاني للدماغ ) التي أجراها باحثون في جامعة تورنتو لهؤلاء الأزواج مقابل آخرون ينامون في سرير واحد , وما أكده أيضاً الباحث العلمي كولن كارنيه , بأنَّ النوم عند الأزواج في حالة الانفصال أثناء النوم أعمق وبالتالي النشاط الذهني أفضل وذلك بسبب الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم للأزواج الذين يتشاركون السير نفسه مما يسبب لاحقاً مشاكل صحيّة ونفسية كثيرة .
بيد أنَّ الأمر لا يقتصر على الناس العاديين فحسب , إنما هو سلوك منتشر بين الأزواج المشاهير أيضاً مثل المخرج الأمريكي تيم بورتون وزوجته هيلينا بونام  مستلهماً فكرته من الملكة البريطانية إليزابيت  الثانية وزوجها الأمير فيليب اللذين ينام كل منهما في غرفته الخاصة منذ سنوات طويلة , هذا ما ذكرته صحيفة التليغراف البريطانية وما جاء في مقابلة ٍ أجرتها اللوفيغارو الفرنسية مع الملكة اليزابيث في أيار 2012 .
أما عند الفرنسيين فلم تسجل بعد أرقام تثبت انتشارهذه  , حيث تقول الأخصائية النفسية باتريسيا ديلاي :" مازال الفرنسيون متمسكين بفكرة تناول وجبات الطعام مع العائلة وفي أوقات محددة فكيف الأمر بالنسبة لنوم  في سرير واحد ؟"
ويشاركها الرأي الأخصائي في علم الاجتماع فرانسوا دو سينيليه الذي قال في كتابه (حياة مشتركة ,حرية وخصوصية ) :
"يذكر الكثير من الشباب الفرنسيين الذين قضوا بضعة أيام بضيافة عائلات أمريكية  اضطرت أن تشرح لهم وبكثير من اللطف أنها كانت ترغب برحيلهم لأنها لم تعد قادرة على الالتزام بتناول وجبات الطعام معاً ".
هذا بالنسبة للمجتمع الغربي عزيزي القارئ , ولكن ماذا عن مجتمعنا العربي ؟! .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات