يسلط التقرير الصحفي الضوء على واحد من أشد أوجه الكارثة السورية قتامة، واصفا إياه بالمشهد المرعب، عارضا وقائع ولقطات من هذا المشهد، الذي

غاصت فيه فئة من اللاجئين بعدما غرقت في الفقر والعوز.
التقرير الذي نشرته صحيفة "ذي ديلي بيست" عرض وبشكل مثير للانتباه صورا غير مموهة الوجه لضحايا وقعوا في شباك تجارة الأعضاء البشرية، فباعوا "

قطعا" من أجسامهم، لقاء الحصول على مبالغ مالية.

التقرير ، ذكّر في بدايته بوضع لبنان الذي يعد بلد المسموح في كل شيء تقريبا، وهو نفس البلد الذي يؤوي حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري، تزداد ظروف

معظمهم سوءا يوما بعد يوما، كلما طال بعدهم عن ديارهم.

وفي مثل هذه الأجواء لم يكن غريبا أن ينشط تجار الحروب والأزمات، ليفتتحوا سوقا للأعضاء البشرية على حساب عذابات السوريين، يعرضون فيها كلى

وقرنيات وغيرها، لمرضى قادمين من أنحاء مختلفة حول العالم.
وروى كاتب التقرير كيف عاين بنفسه الندوب وآثار العمليات الجراحية على أجساد لاجئين سوريين، دفعتهم ظروفهم البائسة لبيع أعضاء من أجسادهم، رجاء أن

يحصلوا على مبلغ يزيد عن 10 آلاف دولار، لكن بعضهم تعرض للنصب فخسر قطعة من جسده وخسر المال الموعود.

ومضى التقرير  في سرد قصص بعضهم، ومنهم عامل يبلغ 37 سنة، كان مضطرا لشراء أدوية لابنته المصابة بالربو، لكنه لم يجد ما يكفي من المال، فباع

واحدة من قرنيتيه لقاء 9 آلاف دولار.

أما "كليلة"، البالغة 39 عاما فهي أم لأربعة أطفال وزوجة لرجل عاطل عن العمل، وقد باعت كليتها إلى قريبة لها مقابل 15 ألف دولار، معتبرة –أي "كليلة"-

أنها لم تعد تعاني من أي مضاعفات صحية، لكنها بالمقابل تنصح الآخرين بعدم خوض تجربتها.

"قطب"، سوري آخر عضه اللجوء بنابه، بعدما بلغ 57 عاما، فبحث عن "مشتر" لكليته، مقابل 10 آلاف دولار، ولكنه اكتشف أنه تعرض للخداع، عندما قيل له

بعد أن استفاق من المخدر ان "المشتري" لن يدفع المال بل سيقدم له قطعة أرض، ليبني عليها بيتا!!، في حين أن "قطب" لايملك المال ليعيش.. وهكذا خسر

"قطب" كليته وبقي يعيش في بيت من الصفيح مع 13 فردا من عائلته وأقاربه.

وفي ظل هذا الوضع المتفاقم، عرضت واحدة من بنات "قطب" بيع كليتها، غير أن الوالد الذي عاش التجربة المريرة منعها من ذلك.
وكحال "قطب"، كان حال عامل البناء السوري "طالب" الذي لم تساعده سنه (60 عاما) على تلبية متطلبات السوق التي ترغب في الشبان، وبعد أن اقفلت

بوجهه كل أبواب العمل، قرر الاعتماد على جسده واتجه إلى سوق الأعضاء ليبيع كليته ويعاني المضاعفات، ويتحسر على مافعله لاحقا.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات