أكد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي أن اللقاء الذي جمعه مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو جاء في لحظة حاسمة بالنسبة لسورية ولمنطقة الشرق الأوسط برمتها. وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وليد المعلم عقد في ختام مباحثاتهما يوم 10 ابريل/نيسان أن روسيا ومنذ بداية الأزمة في سورية، المستمرة منذ أكثر من عام والتي حصدت ارواح بضعة آلاف من المدنيين والعسكريين، دعت إلى وقف العنف وترك مسألة تقرير المصير للسوريين أنفسهم وحل القضايا الداخلية من خلال الحوار الشامل بدون أي تدخل خارجي. وأشار الى أن هذا التوجه مسجل في بيان مجلس الأمن الدولي، الذي تم اتخاذه تلبية للاقتراح الروسي في شهر اغسطس/آب من العام الماضي. واشار لافروف إلى أن روسيا دعمت مبادرة جامعة الدول العربية التي صدرت في تشرين الثاني من العام الماضي، عندها تم ارسال بعثة مراقبين من العرب، لكن “للأسف تم وقف المهمة من قبل القائمين عليها”. وأكد الوزير الروسي على أنه اليوم “لا نريد نبش الماضي بل نفضل التركيز على التمهيد للمسار السياسي”، مضيفا أن موسكو أيدت تعيين كوفي عنان، كمبعوث عربي وأممي إلى سورية، كما أيدت خطته التي تتضمن ستة بنود، و”تحدثنا مع عنان في موسكو حول جميع القضايا المتعلقة بمهمته”. واوضح لافروف ان محادثاته مع المعلم تطرقت إلى مسألة تنفيذ دمشق لخطة “6 بنود”، حيث اعطى الجانب السوري تأكيدات بالتزام السلطات بالخطة وبدء تنفيذ البند المتعلق بوضع الجيش في المدن. ولفت لافروف إلى ان الجانب الروسي خلال المحادثات شرح تقييمه بأن تصرفات السوريين كان يمكن لها أن تكون أكثر نشاطا وحزما حيال تنفيذ المسائل المتعلقة بالخطة، مشددا في الوقت ذاته أن موسكو لا يمكن لها أن تتجاهل بأن مقترح عنان لم يتم الموافقة عليه من قبل أكثرية المجموعات المعارضة ومن بينها المجلس الوطني. وتابع القول إن شركاء المجلس الوطني السوري على الساحة الدولية وقبل أن يبدأ عنان بوضع خطته حكموا عليها بالفشل، داعيا المعارضين والدول التي تؤثر على المعارضة، وخاصة المسلحة منها، أن تستخدم هذا التأثير لوقف اطلاق النار على الفور، كما تنص عليه خطة عنان. ولفت لافروف إلى أن هذه النقطة تمت مناقشتها خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو، مضيفا “وسأقول هذا خلال لقاء وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في واشنطن غداً”. وأكد لافروف على أن ارسال مراقبين دوليين، على خلفية المعلومات المتضاربة القادمة من جميع الأطراف في سورية، له أهمية محورية في انجاح مهمة عنان، معيدا للاذهان أن البنود الستة تتمثل بحسب الحكومة للجيش، بيد أن وقف اطلاق النار الكامل والدائم يمكن ان يحدث على أساس متبادل وبتعاون الاطراف جميعا مع المبعوث العربي والأممي، تحت مظلة آلية مراقبة فعالة. واشار إلى أن مجلس الأمن الدولي، وبعد موافقته على خطة عنان، طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم اقتراحا لآلية بعثة المراقبين، إلا أن هذه الاقتراح لم يقدم بعد. وأعرب المسؤول الروسي عن أمله في أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن. واوضح أن مجموعة من الخبراء التقنيين الأممين عملت في دمشق ونسقت، كما جاء في قرار مجلس الأمن، تفاصيل آلية المراقبة مع السلطات السورية، بمثابة خطوة أولى، تم الحديث عن تشكيل مجموعة صغيرة من المراقبين العاملين في مرتفعات الجولان يمكن ان تصل سورية في أقرب وقت. واضاف في هذا الصدد أن الامم المتحدة أرسلت إلى روسيا وغيرها من الدول طلب الموافقة على نقل الكوادر الروسية المتواجدة في مرتفعات الجولان إلى بعثة المراقبين الأممية، مؤكدا ان موسكو وافقت وتأمل في أن تحذو الدول الأخرى حذوها. كما لفت لافروف الى تجمد العمل حاليا بين الحكومة السورية والخبراء الأممين، موضحا أنه سيتحدث مع عنان حول هذه النقطة ويطرح عليه استئناف هذا العمل باسرع ما يمكن. وقال لافروف إن الجانب السوري طلب من الاصدقاء السوريين تنفيذ خطة عنان، مؤكدا أن النجاح سيأتي في حال تعاملت جميع الأطراف الدولية، التي لها تأثير على الأطراف السورية وعلى الوضع عامة، بجدية ومسؤولية مع مهمة وقف العنف. وشدد لافروف مرة اخرى على أن وجود مراقبيين عامل هام يسمح بامتلاك صورة أكثر موضوعية لما يحدث في سورية، ويمّكن من تحديد الجهة التي تلتزم بوقف النار وتلك التي لا تطبق ذلك. وأكد ايضا أن التغطية الاعلامية الموضوعية للأحداث في سورية هو جزء من خطة عنان، ويساعد على ذلك حرية الوصول إلى مناطق مختلفة في سورية “وهذا ما تحدثنا اليوم به”، مضيفا أن تغيرات جرت على هذا الشأن حيث قامت الحكومة السورية باعتماد العديد من وسائل الاعلام الاجنبية، من بينها الروسية. ودعا لافروف الحكومة السورية والمسلحين ألا يتسببوا بأي أذى للصحفيين العاملين على الأراضي السورية، مثمنا عملهم في ظروف خطيرة أودت بحياة بعضهم. وكرر الدعوة الى الوقف الفوري لاطلاق النار من قبل الجميع بدون استئناء، مشددا على أنها المهمة الأولية، التي تسمح بايصال المساعدات الانسانية وتسمح ببدء الحوار السياسي الذي سيساعد السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن التدخل الخارجي. وشدد لافروف أن روسيا ولهذا الهدف بالذات تعمل بصورة شبه يومية مع الحكومة السورية، مؤكدا بحزم عدم وجود أية اجندة مخفية لروسيا، قائلا “نتمنى الهدوء والازدهار والسلام للشعب السوري”، واعرب عن امله في أن تتعامل الأطراف الدولية مع الوضع في سورية من منطلق مصالح الشعب السوري وبدون أي خطط جيوسياسية أو مصالح ذاتية.   سيريا ديلي نيوز

التعليقات