اعتبر الكاتب البرازيلي بيبي اسكوبار أن قرار الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون الخليجي بتسليح المعارضة السورية يفشل بشكل كامل خطة المبعوث الأممي كوفي انان لحل الأزمة السورية والتي وافقت عليها الحكومة السورية وبدأت بسحب آلياتها فيما رفضتها المعارضة المسلحة. وقال الكاتب اسكوبار في مقال نشره على موقع "آسيا تايمز" إنني لا أعتقد أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار لأنه يمكن أن نتخيل قيام الحكومة السورية بسحب آلياتها في حين تستغل قطعان المعارضة المسلحة ومجموعات المرتزقة القادمة من ليبيا والعراق ولبنان الأمر لتمارس إرهابها ضد المدنيين. وأشار الكاتب اسكوبار إلى أنه لدى سعود الفيصل مقدرة كبيرة وفريدة في إسعاد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون عندما صرح بحماس أن لدى بلاده واجب تسليح المعارضة السورية مع مطالبة الحكومة السورية في نفس الوقت بوقف فوري لإطلاق النار. وأضاف الكاتب اسكوبار.. إن الفيصل ليضمن أنه يحلب البقرة الصحيحة قال إن بلدان مجلس التعاون الخليجي ستعزز علاقاتها مع الولايات المتحدة فبالنسبة للسعودية وقطر فإن ما يحصل في سورية ليس الهدف منه سورية بل إيران وهذا الأمر واضح من وعود السعودية بإغراق سوق النفط العالمي من احتياطها رغم أنها لا تريد فعل ذلك لأنها بحاجة ماسة لأسعار نفط مرتفعة ترشي بها سكانها كي لا يفكروا حتى بتفاهات الربيع العربي. وتابع الكاتب اسكوبار.. إن "الرد على الهدية السعودية للولايات المتحدة أتى من وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون مع الإعلان عن أن دول مجلس التعاون الخليجي ستصبح محمية بواسطة درع صاروخي أميركي". وأوضح الكاتب اسكوبار أن البلدان الآسيوية بما فيها أعضاء بريكس الهند والصين سيستمرون بشراء النفط من إيران ولا يوجد مبرر يدفعهم للتوقف عن ذلك ولكن المشكلة هي عند الدول الأوروبية التي لم يعد يصلها النفط العراقي كما كان عليه الحال قبل فترة بسبب الخلافات داخل العراق. وقال الكاتب اسكوبار إن السعودية وقطر سعتا من خلال مؤتمر إسطنبول إلى إضفاء الشرعية على مجموعة من المرتزقة المتنوعة التركيب فيما أعلنت الولايات المتحددة عن تمويلها لهم ولكن تحت مسمى مساعدات غير عسكرية من بينها أدوات اتصال لا سلكية ومناظير رؤية ليلية وكان العذر الواهي الذي قدمته كلينتون هو أن تلك المعدات يمكن أن تساعد المسلحين في الفرار من قوات الأمن السورية دون أن تأتي على ذكر أن تلك الأجهزة توصلهم مع المخابرات الأميركية عن طريق طائرات دون طيار تحلق فوق أجواء المنطقة. وأشار الكاتب إلى أن المؤتمر الذي استضافته اسطنبول قدم أعذارا مخجلة لشرعنة اندلاع حرب في بلد عربي آخر هو سورية سيكون ضحاياها هم السوريين أنفسهم وكل ذلك يتم بدعم وتمويل من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية. وتساءل الكاتب ساخرا.. أليست الديمقراطية رائعة عندما يتمكن حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في مملكات الخليج من شراء جيش من المرتزقة بمبلغ زهيد. وختم الكاتب بالقول.. لقد تذكرت افتتاحية مجلة واشنطن بوست التي كتبها هنري كسنجر عندما وصف ما يسمى الربيع العربي بأنه حركة شبابية تهدف لجلب الديمقراطية إلى المنطقة ولكننا لم نشهد تلك الديمقراطية في ليبيا التي يمكن لنا بالكاد أن نطلق عليها لقب دولة كما أن الانتخابات المصرية لم تؤد إلى الديمقراطية بل إلى سيطرة الإخوان المسلمين في حين لا يوجد أي بوادر للديمقراطية في صفوف المعارضة السورية.   سانا   سيريا ديلي نيوز

التعليقات