بالمتابعة لأعمال مايسمى مؤتمر "أصدقاء" سورية المنعقد في اسطنبول بتركيا نجد أنه يمكننا أن نضيف للثلاثي المرح شخصاً رابعاً من أمريكا هذه المرة وبالتحديد السيدة هيلاري كلينتون التي اتهمت سورية بعدم تنفيذ خطة عنان حتى قبل أن يبدأ السيد عنان في اقتراح آليات تطبيق خطته أو الاتفاق على البروتوكول مع الدولة السورية المنظم لعمل بعثته من أجل مراعاة البيان الرئاسي من مجلس الأمن والقائل بأن الحل يجب أن يكون سورياً وبقيادة سورية يحفظ سيادة الدولة وهيبتها. الثلاثي المرح المقصود هنا يخص كل من "السادة" برهان غليون وحمد بن جاسم والطيب أردوغان، حيث الأول الرئيس المفترض للدولة السورية المتخيلة، والثاني رئيس وزراء دويلة قطر صاحبة قناة الجزيرة ومسابقات الرالي والأزياء، وأما الثالث فرئيس وزراء لبلد جار مسلم ظنناه صادقاً في تحالفه مع أمتنا وادعائه الحرص عل حقوقنا. هؤلاء الثلاثة وبمساندة رابعتهم تحدثوا فأسهبوا حول الحل في سورية لكنهم حرصوا على الإيحاء بأن ترتيباتهم ستكون من أجل سورية ما بعد نظامها الحالي ولم يقولوا لنا كيف سيجري ذلك اللهم إلا إن كان غليون قد أخذ تعهدات محددة من زملائه الثلاثة حول التدخل العسكري في سورية الأمر الذي نعلم جميعاً صعوبته وتخلي المجتمع الدولي عنه، ناهيك عن عوامل أخرى كابحة لهذا الخيار المدمر. إن حديث غليون عن سورية المستقبل وتداول السلطة والانتخابات الحرة والقضاء واستقلالية السلطات الثلاثة عن بعضها، إلى آخر ما هناك من إجراءات سيتخذها المذكور بعد استيلائه على السلطة تكذبه مسلكيات مؤتمره العتيد برئاسته المتجددة خلافاً للائحة الداخلية لهذا المؤتمر وربما لا يعرف الأخ غليون إن الناس لم تعد تصدقه أو تصدق كل المعارضة الخارجية التي تعمل ليل نهار عل استجلاب التدخل الخارجي. أما الجعل القطري فهو يتكلم كالطاووس بدون حياء وكأن مقاليد الأمور في يده وأنه قائد "الثورة" السورية الهمام وكلنا نعرف أنه وإمارة السوء القطرية "لا في العير ولا في النفير" وأنهم مجرد أدوات رخيصة بيد الأمريكان وأن مالهم الحرام لن يقدم للشعب السوري سوى الموت والخراب. إن حديث حمد القطري عن تشديد الحصار على سورية وقيادتها بات معروف القصد والأهداف ونعلم جميعاً اليوم أن هذا الحصار إنما يطول الشعب السوري ويزيد من معاناته وليس كما يدعي هو وأقرانه من المتآمرين على حقوق الأمة وتاريخها. وبالاستماع للسيد أردوغان فقد فهمنا أن الرجل يناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يكونوا أكثر شجاعة في المرة القادمة لمعاقبة سورية وحصارها أو بمعنى آخر لإجازة التدخل العسكري فيها حتى يلعب الرجل دوره المرسوم كمخلب قط للناتو بكل أسف. إن التناغم الغريب بين قطر وتركيا والسيد غليون لا يترك مجالاً للشك في أهداف المؤتمر المنعقد برعاية أمريكية عربية رجعية حيث لا نعلم المسوغ القانوني لحضور أمين عام الجامعة العربية لمؤتمر يساند معارضة مرتهنة لأجندات أجنبية لا يمكن تسميتها من أصدقاء، بل جميعهم أعداء لسورية وشعبها. السيدة كلينتون هي بوصلة المؤتمر وحاديته وبالنظر لما قالته وأكد عليه أردوغان حول المعارضة والتسليح فإن هذا المؤتمر الذي سددت تكاليفه دويلة قطر قد فشل في تحقيق مطلب المرتبطين في التسلح واستمرار القتال والعنف. يرى الجميع ونحن منهم أن هذا المؤتمر يجب أن ينسى قصة السلاح والتدخل وكل ما له علاقة بالتآمر على سورية ويبحث بشكل جدي وبنزاهة عن حل يجنب الشعب السوري المزيد من المعاناة وإن أرادوا من النظام السوري أن يلبي تطلعات الشعب ويتوقف عن ممارسة دوره في مطاردة المسلحين فعليهم أن يقدموا النموذج الأفضل بالدعوة لإنهاء القتال وليس بطلب التسلح وصرف الرواتب التي لا نعرف من أين ستأتي للسيد غليون ويمنحها لمقاتلي مايسمى بالجيش الحر. الثلاثي المرح وراعيتهم قدموا مشهداً مسرحياً لطيفاً لكننا لم نر المخرج يحيي الجمهور، فمتى سيفعل لنصفق له ولفرقته؟ زياد ابوشاويش   سيريا ديلي نيوز

التعليقات