سيريا ديلي نيوز- يزيد جرجوس

في إطار هذه الرؤية يجب أن نفهم أن ولادة التنظيمات الإرهابية مؤخراً في دول المنطقة بما فيها سورية تحت ستار ما يسمى «الربيع العربي» لم تكن نتيجة «أخطاء سياسات الغرب» كما درج البعض على القول، ولكنها كانت نتيجة حتمية لمخططات هذا الغرب.. فما تقدمه هذه المنظمات والفكر الذي يحتويها وينتجها من خدمات وإمكانات للغرب ولمشروعه الصهيوني، لا يمكن حصره وعدّه، وفي هذا الإطار أتت منظمات أو شبه المنظمات مثل ما يسمى «جبهة النصرة» وميليشيا «الجيش الحر» وميليشيا «جيش الإسلام» و«الجبهة الإسلامية».. الخ، وصولاً إلى «داعش» لتحقق نقلة نوعية في نوع المعركة، وفرصة لاستثمار الحرب ولابتزاز الحلفاء كعادة الأميركيين، وهاهم يتهمون ولاتهم في المنطقة بدعم الإرهاب على لسان جو بايدن بعد أن بذل هؤلاء الكثير من أجل إنشاء ودعم هذه المنظمات الإرهابية، ولن نستغرب كثيراً إذا رأينا هؤلاء يدفعون أفدح الأثمان لهذه السياسات وفي وقت قريب.
يبقى الأمريكيون هواة ابتكار الاحتمالات واستثمارها، ويبدو أن خصومهم اليوم لعبوا معهم اللعبة نفسها، حتى خرجت الاحتمالات عمّا حُسب لها، فعندما تقدّم الجيش العربي السوري في ضرب «داعش» وتغيير تكتيكات المواجهة في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية خلال الشهرين الماضيين، وأنجز تغييراً نوعياً على أرض المعركة بعد أن ساءت الأوضاع هناك قبلها، بعد ذلك وعلى أثر هذا التقدم سارع الأميركيون للقدوم بأنفسهم، قائلين: «نحن سنضرب داعش». لو أن «داعش» كانت تتقدم بصورة واضحة إلى الداخل السوري ما كان الأميركيون سيحركون ساكناً، ولكن تقدم الجيش السوري وزيادة ضغطه عليها كانت ستدفع بها إلى الحضن التركي أكثر فأكثر، ما سيخلط الأوراق تماماً، فسارع الغرب لتغيير المنهجية.
إذاً، فالأوراق تخلط بطريقة درامية قد تحمل مفاجآت أكثر مما حمله مشروع «الفوضى الخلاقة» متجسداً بـ«الربيع الكاذب».
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات