سيريا ديلي نيوز - هشام الهبيشان

 

في هذه المرحلة تحديدآ بأت وأضحآ مدى أرتباط ألمشروع ألاستعماري ألامريكي -مع ألاجندات التركية بالمنطقة وحقيقة التفاهم المشترك لرؤية كل طرف منهما للواقع المستقبلي للمنطقة العربيه ,, ومن هنا  يعلم جميع المطلعين أن تنظيم "داعش " ما هو ألا نتاج دعم لوجستي وأستخباراتي وفرق موت تركية -أمريكية,,عملت منذ عدة سنوات على أنشاء وتغذية وتنظيم صفوف هذا التنظيم ,"الهلامي ",وقد كانت الحدود التركية المحاذية للحدود السورية شمالآ , هي المنفذ الوحيد لمسوخ هذا التنظيم فهذه الحدود المحاذية للحدود السورية كانت ومازألت المنفذ الوحيد لتجميع صفوف مسوخ هذا التنظيم في سورية ,وكل ذلك كأن يتم بدعم أستخباراتي ولوجستي أمريكي-تركي -صهيوني-أعرابي ,,,

ويعلم هنا جميع المطلعين على خفايا هذا الكائن الهلامي، أنه ما كان لينمو ويصبح اكبر بكثير من حجمه الذي يجب ان يكون فيه ، لولا تغذيته الاخيرة التي تمت بشمال وغرب العراق فهو نجح بسهولة الى الوصول الى مخازن اسلحة أمريكية متواجدة بشمال وغرب العراق ،"وقبلها نجح بالوصول وبسهولة أيضآ الى مخازن سلاح أمريكية بشمال سوريا وبريف حلب المحاذي للحدود التركية تحديدآ "، وفيها ومن خلالها نجح بالتمدد حتى وصل الى مشارف بغداد"جنوبآ" وألى مشارف أربيل بأقصى "شمال العراق" ونجح من خلال هذه الاسلحه ألتي غنمها من شمال وغرب العراق ومن شمال سوريا بالتمدد أيضآ بشمال وشمال شرق سوريا،


ومن هنا نقرأ أن هذه التغذيه التركية -الامريكية ,,لمسوخ هذا التنظيم كانت مقصودة ومدبره ,,حتى ينمو هذا التنظيم وتكون هذه القوه "الهلاميه ",,لهذأ التنظيم
هي الحجه للتدخل ,,بحجة وقف تمدد هذا التنظيم ,,

ومن هنا فلا يخفى على جميع المطلعين مدى أرتباط قيام ونمووتمدد تنظيم داعش ,بألاجندات التركية -الآمريكيه ,,بالمنطقة العربيه ,,"وكيف لا وهم كانو من أول المستفيدين من النفط الذي يستخرجه داعش من حقول النفط بشرق وشمال شرق سورية" ,,

ومع كل هذه المكاسب النفطيه التركية -ألامريكية من حقول الطاقة السورية ,,ألا أن ألاجندات التركية -ألامريكية -الصهيونيه -ألاعرابيه ,بالمنطقة العربيه ,قد حددت الرؤية المستقبلية لهذه الاجندات المشتركه,وفق تسلسل وتراتبيه تضمن تنفيذ جميع ألاجندات على ارض الواقع ودن تأخير ,,فالمكاسب ألأنيه يمكن تعويضها مستقبلآ بمكاسب ثابته ,ولهذا قررألاتراك والامريكان والصهاينه وألاعراب أن هذه الفترة,هي الفترة ألانسب لأعلان أن هذأ التنظيم المسخ الذي ولد من التزاوج الجماعي للمخابرات ألامريكية -والموساد الصهيونية والاستخبارات التركية-ألاعرابية,,قد بلغ مرحلة البلوغ ولهذا يجب أن يكون هذا المسخ البالغ هو الحجه المقبلة لتنفيذ ألأجندات التركية -ألامريكيه بالمنطقه العربيه ,,

فاليوم هناك معركه كبرى لهذا التنظيم المسخ  بشمال سوريا وتحديدآ بمدينة عين العرب التي تسكنها اغلبيه "كردية" ,,وهي محاذيه بشكل مباشر للحدود التركية ,,فهذه المعركة تعتبر من معارك التنظيم الكبرى بالشمال السوري ,فرغم الهجمات الجوية العبثية للحلف الامريكي -العربي,, على مواقع هذا التنظيم ,فهو نجح بفترة زمنية قصيرة بالتمدد بشكل سريع بريف المدينة ,وكل ذلك تم بدعم أستخباراتي تركي -أمريكي ,وها هو اليوم على تخوم المدينة ,,وهناك مؤشرات كبرى تؤكد حتمية سقوط المدينة خلال ألايام القادمه بيد ألتنظيم ,,

والحل ألانسب هنا والمرسوم وفق الرؤيه ألامريكيه -التركيه , كما يقول بعض القادة العسكريين الامريكان ,هو ان  تتحرك القوات التركيه لتحتل اجزاء من اقصى الشمال السوري بحجة طرد داعش من مدينة عين العرب التي اصبحت بحكم الساقطة بأيدي هذا التنظيم  الهلامي "داعش " ,,كافضل الحلول لتجنب سقوط المدينه بأيدي هذا التنظيم ,,وهذا ماتريده تحديدآ تركيا ورئيسها "اردوغان " ,,الذي خرج قبل ايام ,,أمام وسائل الاعلام ,,ليؤكد وقوف تركيا بصف المتحالفين بهذه الحرب ,وليؤكد مجددآ ,,أن الدور التركي سيكون دور مهم بهذه المعركه وسيعمل بأطار واضح وهو أسقاط تنظيم داعش من جهة ومن جهة أخرى أسقاط النظام السوري ,,ووعد بهذا اللقاء امام الصحفيين أن بلاده ستعيد مليون ونصف المليون لاجئ سوري موجودين بتركيا ألأن ,قريبآ الى بلادهم ,,وقال انه لايستطيع ان يدير ظهره كما فعل "غيره" ,,أمام كارثه انسانيه تحصل ببلد مجاور ,,متنا سيآ الدور الكبير له بهذه الكارثه الأنسانية ,,

 

  وفي هذا السياق فقد أقر البرلمان التركي، مذكرة موحدة قدمتها الحكومة التركية بشأن سوريا والعراق "لتفويض القوات المسلحة التركية بإرسال جنود إلى خارج البلاد للقيام بعمليات عسكرية وراء الحدود إذا اقتضت الضرورة ذلك، والسماح للجنود الأجانب باستخدام القواعد العسكرية الموجودة على الأراضي التركية",,

ومن هنا نستطيع أن نقرأ أن الحكومه التركيه بتقديمها لهذا القانون للبرلمان التركي ,,تؤكد حتمية النيه المبيته للمشاركه بهذا التحالف الدولي –العربي ,,وهذه الموافقه على هذه المذكرة ,, ستعطي الحكومه التركيه حجه أضافيه وأوراق قوه جديده للقيام بتحرك عسكري شامل نحو الاراضي السوريه ,,وهذا ما لايخفيه رئيس الجمهوريه التركيه "اردوغان " ,,والذي توعد النظام السوري ,,بحرب قريبه جدآ ,,مضيفآ أنه سيعمل على اسقاط داعش والنظام السوري  بحرب واحده ومفتوحة على كل الاحتمالات ,فهو من جهه سيكسب ورقة جديدة بصراعه مع اكراد تركيا لصالحه,,
ومن جهة أخرى سيكسب ورقة قوة جديدة بألاقليم بعد اعادة توزيع الأدوار وموازين القوى فيه من جديد ,, 

 

ومن هنا نستطيع أن نقرأ بوضوح أن  القوى الاقليمية وخصوصآ تركيا  ,,قد عادت من جديد لتمارس دورها في اعادة صياغة ورسم ملامح جديده لاهدافها واستراتيجياتها بهذه الحرب المفروضه على الدوله السورية بكل اركانها,,فهذه الحرب التي تدور محاورها اليوم بسوريا ماهي ألا فصل من فصول تستهدف أولآ اسقاط الدولة السورية , ومعها قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية كهدف اول في هذه الحرب التي تستهدف بجملة ما تستهدف بنك اهداف طويل المدى يضرب من الشرق العربي الى الشرق الروسي الى الشرق الاسيوي الى جنوب القاره الامريكيه،،فهذه الحرب التي تدور محاورها اليوم فوق ألأراضي السوريه بحجج محاربة كيان "داعش الهلامي " ,,ماهي ألا أولى فصول هذه الحرب ,,التي وصفها الرئيس الامريكي باراك اوباما ,,بأنها حرب طويلة قد تستغرق عقد كامل بل واكثر ,,لأن بها بنك اهداف ولن يكون الوصول الى هذه الاهداف هو شيء يسير ,,ومن هنا نقرأ أن المعركة طويلة وتتعدى الحدود السورية ,,

 

فالأتراك بهذه المرحلة ينتظرون بحذر الوقت ألانسب لاعلان حربهم البريه على الاراضي السورية ,,وبحجج واهيه وهي محاربة تمدد تنظيم داعش لمنع تقدمه باتجاه الحدود التركية بعد ان أصبح على مقربة منها بعد وصوله الى تخوم "عين العرب " المجاورة للحدود التركيه,,

 فهذه الحجج الواهيه ما هي الى نوافذ لدخول محتمل للجيش التركي الى الاراضي السوريه ,,وأقاٌمة مناطق عازله ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري ,,وكل هذا سيتم بحجج اعادة الاجئين السوريين الى وطنهم وتوفير مناطق آمنة لهم ,وهذا مايتم بحثه ألان باروقة صنع القرار الامريكي ,,ومن المحتمل أن توافق الأداره الامريكيه ,,على التدخل البري التركي بأقصى شمال سوريا وبعض الاجزاء الشمالية الشرقيه منها ,,كما ستمنحها الحق باقامة مناطق عازله ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري ايضآ ,,وكل ذلك مقابل أشتراك الاتراك بالحملة ضد كيان "داعش الهلامي " بسوريا ,والاستمرارمع الامريكان بحربهم الطويلة ,

 

 فامريكا باتت اليوم شبه متيقنه من انهيار الحلف الامريكي –العربي الذي نشأ حديثآ وبفترة زمنية قصيرة ,,ولذلك بدأت تبحث عن وجوه جديدة لهذا الحلف ,,فبعد تأكيدات حكومية , فرنسية -بريطانية –ألمانية, على الاشتراك بهذا الحلف بسوريا ولكن بمراحل متقدمه وليس بهذه الفتره تحديدآ ,,لزيادة الضغوط الحكومية على برلمانات هذه الدول لاعلان موافقتها على اشتراك دولها بالحرب بسوريا ,,فامريكا ألان لا تضمن سوى بقاء السعوديه وقطر بصفها بالمرحلة المقبلة لهذا الحلف ,,وهي تعلم أن بنك أهدافها طويل بالمنطقة ,,فهو لايتوقف عند الحدود السوريه بل يتعداها ويعبر البحر الابيض المتوسط الى بحر قزوين وابعد من ذلك بكثير,,ولهذا فمازال الامريكان يضغطون بقوه بهذه المرحلة تحديدآ لتوسيع حلفهم واشارك اطراف كثر فيه ,,فهم ألأن يسعون قدر ألامكان على أبقاء أنفسهم  بموقف الطرف الاقوى بهذا العالم ,,وانهم هم القطب الاوحد بهذا العالم ,,فاسقاط سوريا يعني محاصرة روسيا ,, واسقاط قوى المقاومة اللبنانية و"بعض" الفلسطينية يعني محاصرة ايران ,,ومن هذا الباب لنقس على باقي البلدان التي سيطولها بنك الأهداف الامريكي بمراحل متقدمة من مشروع امريكا الجديد بالعالم ,,

 

 


وبالنهاية ,فقد بعثت تركيا بكل رسائلها لكل الاطراف وخصوصآ للدوله السورية ,بأن ساعة الصفر للتدخل بسوريا قد اقتربت ,,وأن الامريكان سوف يوفرون لهم المظلة الشرعية والعسكرية  لكل ذلك ,,بمقابل ذلك سوف يقدم الاتراك صكوك الطاعة للامريكان ,,فامريكا حربها بالمنطقة وبنصف العالم الاخر الذي منطقتنا جزء منه هي حرب طويلة ولا تتوقف عند حدود سورية,بل ستشمل قوى المقاومة الاخرى بالمنطقة وروسيا كهدف مقبل وايران وكوريا الشمالية والصين التي بدات رياح الفوضى  الخلاقه الامريكيه تحرك بعض من فيها مؤخرآ,وستمتد لاركاع قوى اقتصادية وهي الهند وجنوب افريقيا والبرازيل,وبنك الاهداف الامريكي مليئ بالاهداف الاخرى بهذا العالم ولكن اللعبه الامريكيه تعتمد على اسقاط هدف تلو ألأخر بالاعتماد نوعآ ما على نظرية احجار الدومينو ,,والسؤال هنا هل سينفذ هذا المخطط الامريكي كما هو مخطط له ,,أم سنرئ ردة فعل عنيفه من هذه الدول المستهدفه والمتحالفه نظريآ وعمليآ لاسقاط هذا المخطط الامريكي قبل ولادته فعلآ على أرض الواقع,,وهل ستكون الجغرافيا السوريه هي فعلآ النواه ألاولى لانطلاف وانفجار حرب أممية كبرى ؟؟,,ومن هنا سننتظر الاسابيع  القليلة القادمة لتعطينا اجابات واضحةعن كل هذه الاسئله والتكنهات ....

syriadailynews


التعليقات