سيريا ديلي نيوز - الأردن - هشام الهبيشان

اليوم يراقب العالم ككل مسار معركة "ريف حماه " التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبليه عنوانآ لمرحله جديده من عمر الحرب "المفروضه "على الدوله  السوريه, فاليوم لا خيار امام الدوله السوريه الا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير ارض سوريا من رجس الارهاب ومتزعميه وداعميه ومموليه وان تقرر مصيرها بنفسها بعيدآ عن تقاطع مصالح الصهاينه-والماسونيين-ودول الرجعيه العربيه بالمنطقه , وجزء من هذا الحسم يتم الان بريف حماه هو والذي بدأ قبل ايام بريف مدينة حماه ,,

 

 "فحماه" وموقعها الاستراتيجي بخريطة العمليات العسكريه السورية  تحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاح لسلسلة  مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية فهي نقطة وصل جنوب وشمال وشرق وغرب سوريا نظرآ لتموضعها الجغرافي بالوسط السوري ,،

 

 

 ولذلك فاليوم بدأت تأثيرات هذه المعركه تظهر على ارض الواقع خارج حدود المعركه بمدينة حماه السوريه ,,وذلك ظهر جليآ في تصريحات وتحليلات واهتمامات اطراف  العدوان الدوليه والاقليميه المنخرطه بالحرب على سوريا وبدأ ذلك جليآ من خلال تحليلات الاسرائيليين "خاصه"و باهتمامهم بشكل  ملحوظ  بمجريات معركة "ريف حماه "، وقد يتسائل سائل وما علاقة اسرائيل بمجريات معركة "ريف حماه " ولماذا "ريف حماه " وما مكاسب الدوله السوريه من كسب معركة "ريف حماه " وماعلاقة الاطراف المنخرطه بالازمه السوريه بمجريات ونتائج هذه المعركه وهل فعلآ سيتحدد بعد حسم هذه المعركه بداية النهايه لازمة داميه طالت بسوريا ,,

 

 ومع عودة التهديدات من القاده الغربيين من امثال, اوباما -وأولاند -وكاميرون ,عن تدويل جديد للازمه بسوريا والتلويح مجددآ بالحل العسكري لاسقاط النظام السوري من قبل امريكا وحلفائها وأدواتها بالمنطقه بحجة ضرب الارهاب وداعش بسوريا, ومع تصاعد وتيرة المعارك بالجنوب السوري واقترابها من أبواب دمشق ,والحديث عن معارك جانبيه تدور الان بعمق الريف الدمشقي , ومع كل هذه التكهنات والتساؤلات ,,حول الربط بين معارك ريف حماه وعلاقتها بمجمل الملفات المذكوره سابقآ  وللاجابه عن كل ذلك سنبدأ بقرأءة متأنيه لكل هذه الملفات , ولنبدأ باسرائيل وسبب تغطيتها للاحداث بأهتمام واسع بمجريات معركة ريف حماه ,,

 

فاليوم عندما يخرج جنرالات اسرائيل ويتحدثون بالعلن ان تحرير الجيش السوري  لمساحات واسعه من مناطق ريف حماه وبعمليات نوعيه وخاطفه وبفترات زمنيه متقاربه , كان بعضها  محصنآ بشكل كامل من المسلحين بعد احتلالها بالفتره الاخيره وكما يقولون هم بان تحصينات بعض المناطق بريف حماه العسكريه واللوجستيه اكثر من تحصينات الكثير من المدن الاسرائيليه بل يقول بعضهم انها قد تكون اكثر تحصينآ من تل ابيب بحد ذاتها - وهذا يعني بحسابات القاده العسكريين والسياسيين في تل ابيب ان تحرير الكثير من مناطق ريف حماه والتوسع الى  محاولة فتح طريق الى الريف الادلبي  لفك الحصار عن بعض القطع العسكريه المحاصره من قبل المسلحين هناك ,,أن كل المحاولات السابقه لاستنزاف القوه البشريه والناريه للجيش العربي السوري قد بأت بالفشل,وان الجيش العربي السوري ما زال متماسك بل واقوى من قبل,ويقول هنا احد المحللين الصهاينه  معقبآ على تطورات احداث ريف حماه الاخيره محذرآ الكيان الصهيوني من قوة الجيش العروبي السوري ,ويقول  " لقد كنا نراهن دائمآ وابدآ على ان الاستراتيجيه الانجع لتصفية الجيش السوري هي حرب تمتد لشهور او لسنوات تستهدف أستنزاف قوته البشريه والناريه ومن ثم ننقض عليه لتصفيته بشكل كامل ,,ولكن وللأسف علينا أن نعترف هنا أننا أمام عدو شرس لايلين ولايهدأ والخوف كل الخوف من أن نكون قد اخطأنا برسم معالم طريق تصفية هذا الجيش " وهذا التحليل  يعتبر خطيرجدآ بالسياسه العسكريه والامنيه الاسرائيليه,,

 

 ومن هنا ينبع الخوف الاسرائيلي ومن هنا بدأنا نسمع ارتجافات ورعشات الاسرائيليين ومن هنا سمعنا وقرأنا في تحليلات الاسرائيليين عن أحاديث وتوقعات تشير الى فتح طريق دعم وامداد من جهة الجولان المحتل الى المسلحين المتموضعين الان بجنوب سوريا مع العلم انهم اقتربو من الوصول وربط بعض مناطق الغوطه الغربيه بريفي القنيطره ودرعا من خلال تل المال الاستراتيجي ,,وكل ذلك سيكون ردآ على تقدم الجيش السوري بريف حماه ,,للتخفيف من هول الصدمه والخساره الكبيره التي مني فيها المسلحين بريف حماه خشيه من انهيار كامل بصفوف المسلحين بجبهة الجنوب أيضآ,نظرآ للتقارب العضوي بين مقاتلي هاتين الجبهتين فجبهة النصره هي نفسها من تتصدر واجهة المعارك بهاتين الجبهتين تقريبآ ,,

 

 

وبشق اخر فقد ظهرت للعلن تقاريرعسكرية سرية  وعاجله  تناقلتها بعض اجهزة الاستخبارات العالميه العامله سرآ وعلنآ بسوريا , وتقول هذه التقارير أن تحرير "ريف حماه " من قبل  الجيش العربي السوري ,من شأنه إحداث تغيير جذري في الخارطة العسكرية لأطراف الصراع على الارض السوريه ,وتقول هذه التقارير ايضآ أن بلدة "مورك" التي تعتبرتقريبآ من آخر المعا قل لقوات المعارضة في ريف حماه أصبحت يتهددها خطر كبيرفالجيش العربي السوري له عينان بهذه المعركه الاولى بريف حماه والاخرى مسلطه على ريف ادلب وينتصف طريق هذه المناطق بلدة "مورك ", وهذا مادفع بعض قادة المسلحين بناء على اوامر مشغليهم الى اعلان حالة النفير العام بمحاوله يائسه لايقاف تقدم القوه الناريه والبشريه الهائله للجيش العربي السوري ,وخشيتهم  هنا  تنبع من الخوف من انهيار صفوف المسلحين بمدينة مورك على غرار ماجرى بحلفايا وهو مايدفع لانهيار حصون المسلحين  واحدآ تلو الاخر مما يجعل بعض مناطق الريف الادلبي التي تقبع تحت سيطرة المسلحين هدفآ مقبلآ للجيش العربي السوري ,, وهذا مالاتريده القوى الاستخباراتيه التي وضعت ورسمت الجدوال الزمنيه  لاجندات ومراحل هذه الحرب على الدوله السوريه على اقل تقدير بالوقت الراهن,,

 

 

 

وفيما يخص الحلف الاقليمي  المشارك بالحرب على الدوله السوريه فهو لايريد بهذه المرحله تحديدآ ان يتلقى هزيمة جديدة، فقد تكررت هزائمه,ولايريد ان يدخل الى خانة الهزائم من جديد , فتحرير الجيش العربي السوري لريف حماه وشق طريق من خلاله الى ريف ادلب ,,  يعني للسعوديه  وتركيا وقطر سقوط كل ما يلي مناطق ريف حماه المتجهه شمالا وخصوصآ بعض مناطق ريف ادلب  كاحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه الدول ، وهذا ما لا تريده هذه الدول بهذه المرحله  تحديدآ,,

 

أما بالنسبه لواشنطن وحلفها الدولي  فهي الان كما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات تضع مخططآ لمهاجمة سوريا عسكريآ بحجة محاربة داعش وهذا مايظهر للعيان ,,اما الخفايا فتشيرأن هذه الحرب هدفها ألاساس  هوأيقاف تقدم الجيش العربي السوري على الارض ,والهدف ألاساس أيقاف تقدمه بشمال ووسط سوريا ,,

 

اما سوريآ فبهذه المرحله المفصليه من عمر الحرب المفرضه عليها ,, فيساوي تحرير "ريف حماه " للدوله السوريه مكسبآ كبيرآ وورقه رابحه جديده في مفاوضاتها مع كبارالاعبين الدوليين المنخرطين بالازمه السوريه ومن خلال ورقة "ريف حماه " ستزيد الدوله السوريه من عدد اوراق القوه لديها,,مما يزيد مساحة المناوره لديها ومن خلالها  ستفرض الدوله السوريه  بعض شروطها هي على الجميع، وعندها لا يمكن ان تحصل اي تسويه بخصوص الملف السوري بما يخص حجج الغرب الاخيره للتد خل بسوريا بحجج محاربة "داعش " الا بموافقة الدوله  السوريه ونظامها الرسمي ،,فهي تثبت من خلال هذه العمليات النوعيه على الارض انها مازالت هي الطرف الاقوى على الارض ,,ولايمكن تجاوزها بأي حل مستقبلي  يخص الوضع الداخلي فيها ,,

 

 

 وبالنهايه ,على الجميع ان يدرك بأن معركة وسط  وشمال سوريا  بشكل عام ومعركة "ريف حماه " بشكل خاص بغض النظر عن معارك الجنوب السوري والشمال الشرقي السوري , ستكون لها الكلمه الفصل وفق نتائجها المنتظره بأي حديث قادم يتحدث عن تسويات للحرب المفروضه على الدوله السوريه , وستغيربشكل كامل ومطلق شروط التفاوض المقبله بين جميع هذه الاطراف ..

syriadailynews


التعليقات