هو مجرد سؤال وجواب.,ولكن المغزى الكبير ليس في الكلام , وانما في صدق المعلومات ., ولكن أيعقل أن تكون إجابتنا مرهونة بألة تكشف الصدق ,,

عندنا أقوى من اختراعاتهم الذكية وكيف لا ., والاستجواب يخص عقيدة , وأساسيات تتعلق بالانتماء لوطن كبير وليس لوطن بديل .. وطن زرع فينا الصدق بالنطق بفطرة اللسان ,وليس بألات التطور الجهنمية ., شعور الانتماء لاتستطيع كل الاختراعات أن تفك الشفرة أبداً .. وسيبقى لسان السوري وعقيدته وصدق إيمانه برسالته هو الأصدق مهما حاولتهم ..

كل هذا وأكثر تعرفونه من خلال متابعتكم للجزء  22 من سلسلة / في حضن الشيطان / للكاتب القدير يعقوب مراد وحصرياً في سيريا ديلي نيوز .

 

في حضن الشيطان 22

جئت أبحث عن الحقيقة ., ولكني وجدت أن حقيقتي تركتها خلفي ., في بلدي .. في كل شارع وحارة في مدينتي .. قبل أن أرحل تركت آثار أقدامي , وصدى كلماتي , وماكتبته دمعة باردة حفرت دربها في كلماتي . فهل من يذكرها ..!؟

ياإلهي .. لماذا تهجم علي كل هذه الذكريات الآن ..؟

ماذا سأفعل وليس أمامي إلا خيارين لاثالث لهما ..!؟

ويجب أن أختار , والخيارين أحلاهما مر .. أنا أو الوطن !

والاصعب ان الاختبار حقيقي غير مسموح للغلط , للكذب , للمراوغة ,,

والآن لابد من الاختيار ... وكيف أختار..!؟

 ووطن اسمه سوريا حملته معي منذ أن رأيت نورالحياة , حتى أصبحت أنا سوريا , وسوريا أنا .

جلست أتناول بعض الطعام وأحدق بالغرفة الخشبية , ولا أعرف لماذا تذكرت حديث سابق دار بيني وبين صديقة سألتني وهي تهم بالمغادرة :

ـ أيهما أقرب إليك الحبيبة أم الوطن !؟

قلت وأنا أوصلها للباب : لاتخيري أبداً رجلاً بينك وبين وطنه , لانه سيختار الوطن .

قالت : ولكن هناك من باع الوطن بأبخث الأثمان ..

قلت : أنا قلت لاتخيري رجلاً ., ولم أقل أشباه الرجال ..

عندما تذكرت هذا الكلام الذي كتبته فيما بعد في مقالة كلام في الحب .. شعرت ببعض الارتياح والثقة , وأدركت أني الأن في تجربة حقيقة لأثبت من أنا..!؟ رجلاً أو من أشباه الرجال .

ماكدت أنهي طعامي حتى فتح الباب , ودخل ثلاثة رجال وإمرأة ترتدي ملابس رياضية وبيدها مصنف ., تأملتني برهة ثم قالت :

ـ أسمح لي أن اقدم لك نفسي أنا فيكتوريا وينادونني فيفي , وهذا الكسندر وابراهام وماركوس .. سنجلس معك بعض الوقت, ونطرح عليك بعض الاسئلة ,وقبل أن نبدأ بطرح الاسئلة أود أن أخبرك ثلاثة أشياء :

أولاً : يحق لك عدم الاجابة على آي سؤال تراه غير مناسباً .

ثانياً : في الغرفة الثانية هناك مجموعة من الاختصاصيين يتابعون ويسجلون كل الكلام .

ثالثاً : وهو الأهم .. تذكر ليس أمامك إلا خياراً  واحداً  فقط , أن تكون أجوبتك صادقة وإلا ..

قاطعتها قائلاً : وإلا لن أخرج من هنا .. أعرف هذا ولكن قبل كل هذا هل لي بسؤال واحد فقط ..!؟

قالت : نحن هنا لدينا أسئلة فقط , وليس لدينا أجوبة ..

ضحكت وقلت لها : لدي فضول أعرف من أنتم ...

قالت بجدية : أتمنى أن لاتندم حين تعرف ذلك ياعزيزي .. وسألتني : ماذا جئت تفعل هنا ..!؟

قلت لها : ببساطة سمعت الكثير عن جزيرة رودوس فقررت المجئ سائحاً .

سألت : ولماذا الآن وليس من قبل !؟

قلت : ببساطة أيضاً لم تحن الفرصة سابقاً .

سألت : ماهي علاقتك مع اليزابيت .!؟

قلت : علاقة عمل وصداقة مع عائلتها .

سألت : والبرفسور فريدريك .!؟

قلت : لاأعرفه .. التقيته هنا  برفقة اليزابيت .

سألني ماركوس : هل هو صديق مقرب من اليزابيت ..؟

قلت : لاأعرف ان كان صديقها المقرب ., ولكنها قدمته لي بعبارة صديقي البرفسور فريديك .

عادت فيفي تسألني : لماذا قدمته لك ..!؟

قلت : لأنه كان برفقتها .

سألت :  وماعلاقتك بالبرفسور توماس المقيم بالسويد .!؟

قلت : علاقة صداقة عمل وجيران ولدينا بحوث مشتركة .

سألني البدين ابراهام : مانوع البحوث ..!؟

قلت : علاقة الغرب بالشرق , وصدام الحضارات والاديان , وعلاقة المهاجرين في العالم الجديد , وغيرها من القضايا المصيرية الانسانية .

قالت فيفي : لنعود لعلاقتك مع اليزابيت .. نحن نعرف انك جندتها لتكون ناشطة باللوبي العربي بالسويد لذلك أقنعتها بدراسة اللغة العربية ثم أرسلتها الى افغانستان والعراق وغزة وسوريا حيث تلقت دراستها بتوجيهاتك ومساعدتك بتأمين لها اصدقاء طيلة فترة اقامتها في دمشق قبل حصولها على عمل بالسفارة السويدية في القاهرة ثم طردتها السلطات المصرية لمحاولاتها الدائمة بالذهاب لمعبر رفح والتقاط صور ومساعدة الفلسطينين .. سؤالي هو : هل هذا صحيح ..!؟

قلت : يبدو انكم تعرفون كل شي , ولم يبق إلا أن تذكروا أسماء الاصدقاء الذين كلفتهم بمساعدتها بدمشق وعنوان اقامتها ..

 نعم ياسيدتي كل ذلك صحيح إلا شيء واحد فقط , وهو الأهم : أنا لم أجندها لتكون ناشطة بل أنا نصحتها أن تكمل دراستها , وقدمت لها العون ونجحت .. أما مافعلته كان من اختيارها هي , وبرغبتها ., وفي أغلب الاحيان كانت مواقفها مفاجأة بالنسبة لي .

سألتني : ماهو دورك في مشاركة اليزابيت في قافلة الحرية ..!؟

قلت : لم يك لي أي دور .. بل فوجئت حين أخبرني والدها باتصال هاتفي بخبر مشاركتها واصابتها واحتجازها من قبل الجيش الاسرائيلي ...

سألتني مؤكدة : ولكن اليزابيت عضوة وناشطة في جمعية اصدقاء سوريا .!؟

قلت : هذا صحيح ., وأنا لاأنكر ذلك .

سألتني : وهل تنكر انك مؤسس والمسؤول الاول في جمعية أصدقاء سوريا .!؟

قلت : لا أبداً .. لا أنكر  .. بل أتشرف وأفتخر بذلك .. ولكن مشاركتها في قافلة الحرية أو اي نشاط اخر لايعني بالضرورة انها تمثل الجمعية .

سألتني  : هل كنت ستوافقها لو كانت سألتك النصيحة !؟

قلت : طبعاً , وبدون أي تردد ., وكنت سأتمنى لو أستطيع الانضمام لهم .

سألتني : هل قدمت لها الدعم من أجل اقامة معرض لصور اعتداءات اسرائيل على غزة .!؟

قلت : لا .. وللأسف الشديد لم يك لي آي دور أيضاً , لأن المعرض أقامه والدها ...

سألني البدين ابراهام : ولكنك كنت موجود بالمعرض حين طردت اليزابيت السفير الاسرائيلي من المعرض !؟

قلت : كنت مثل غيري أشاهد الصور حين دخل رجل برفقة بعض الرجال , وبدأ بتمزيق الصور فتدخل رجال الامن ., فصرح عن نفسه بأنه السفير الاسرائيلي في استوكهولم .. فاقتربت اليزابيت منه, وطلبت منه الخروج من القاعة لانه شخص غير مرغوب به .

سألني: هل ألتقيت بالسفيرالاسرائيلي وجهاً لوجه !؟

قلت : لا.. ولايشرفني

سألني : هل كنت سعيد بتصرفها ..!؟

ضحكت قائلاً : طبعاً ..

قال : لماذا ..!

قلت له مستغرباً : لماذا ..!؟ أتسألني أنا لماذا ..!؟

اسمع سأقول لك بصراحة , ولايهمني ان كنت سأخرج من هنا أم لا .. ولا يهمني ان كنت أنت  يهودياً أو إسرائيلياً .. سأقول لك : اسرائيل دولة مارقة وتتصرف وكأنها فوق القانون الدولي تقتل وتهجر وتهدم وتنسف وتبني جدار الفصل العنصري في الوقت العالم يهدم جدار الفصل في المانيا وغيرها ..

والد اليزابيت شعر بتأنيب الضمير والأسف حين كان يتابع أخبار ابنته , وجمع كل الصور التي كانت ترسلها له وأقام معرضاً ليرى العالم ماتفعله دولة اسرائيل  من أجل أن يقارن مابين الالماني النازي سابقاً , ومابين الاسرائيلي اليوم ., وبين الفلسطيني اليوم , واليهودي أيام هتلر النازي ..متسائلاً : كيف يمكن أن تقنعونا إنكم تعرضتم للابادة والظلم , وها أنتم اليوم تمارسون أبشع منه ضد الفلسطينيين .

 ويبدو أن السفير الاسرائيلي لم يستطيع تحمل صور مجازر الأطفال التي ارتكبها جنود الاحتلال فجن جنونه وراح يمزق الصور دون آي إحترام للمكان والحضور فشيء طبيعي أن تطرده اليزابيت , وشي طبيعي أيضاً أن يسعدني طرده وطرد كل متجبر وقاتل ..

عاد يسألني : ودورك في مسيرة مدينة بورس ..!؟

قلت : لاأنكر انني نسقت معها لاجل أن تكون أكبر مسيرة تشهدها مدينة بورس للتنديد بجرائم اسرائيل , وأروع مشهد رأيته في حياتي هو مشهد الجموع المشاركة وهم يرتدون الشماخ الفلسطيني .

ويقاطعني : وعلاقتك بكشف عملية تزوير البرتقال الاسرائيلي ..!؟

قلت : ولن أنكر أيضاً .. نعم ساهمنا بكشف عملية تزوير البرتقال الاسرائيلي حين كتبوا على الصناديق البرتقال الاسرائيلية صنع في اسبانيا ولانه مخالف للقوانين تم اتلاف كل البرتقال الاسرائيلي , واخبرك اكثر استطعنا ان نجمع تواقيع كثيرة ونحصل على اجر باصات النقل الداخلي لمدة يوم كامل دعماً لاهل غزة .

عاد يسألني بخبث : هل تكره اليهود .!؟

قلت : طبعاً  لا ... أنا لاأكره اليهود ولا اليهودية بل أكره الصهيونية لأعمالها اللاانسانية واللاخلاقية .. وحتى اليهود الحقيقيون يتنكرون لاعمال الصهيونية ويخجلون بها , ويعتبرون اليهودية ديانة فقط , ولايعترفون بقيام كيان أو دولة لهم .

رأيتهم ينظرون لبعضهم البعض .. وكأنهم يتبادلون اشارات خاصة لا أعرفها , وشعرت وكأني تورطت بالحديث , وقبل أن يتسرب القلق لنفسي , قلت :

ـ يهمني أن تعرفوا جيداً .. أنا انسان عشت نصف حياتي في سوريا والنصف الاخر في السويد .. وتعودت أن أفعل مايرضي ضميري الانساني والاخلاقي , ولا أخجل من أي تصرف عملته , ولست نادماً , بل فخور بكل شي عملته وفعلته في حياتي ..

فجأة سألتني فيفي : ماهي علاقتك بالهاربون ..!؟

في الحلقة القادمة :

ـ هل سيتم الاعتراف بلقاء الهاربون ..!؟

ـ  وهل هناك مفاجأت أخرى ..!؟

وللحديث تتمة

 

تنويه : في حضن الشيطان ./ بحث وتحقيق وأحداث حقيقية تم كتابتها في صيف 2013

ـــــــــــ . يعقوب مراد . ـــــــــــــ

سيريا ديلي نيوز


التعليقات


فائز مظلوم
جف الحبر وانتحر القلم أضاع العمر يسطر معاني القِيَمْ ... أبدا لم يُحْتَرَمْ بين أشلاء الفراغ بات يستساغ أن يكون للعُصاة عَلَم استبدلنا القلم بالألم ونأينا عن مسار الأمَم كباقي كل من تمرد على القِيم. كل ما كتبنا كان عَدَم قبل ان يُعْدَم ضاع واختفى في المجاري حيث تُسَيَّلُ الذمم. بتنا أمَّةٌ رَمَمْ حق ألا نحترم. طلبنا الوباء للشفاء؟ بتنا أمَةٌ مستباحة في الساحة يُفْرِغُ فيها كل مُنْتَصِبْ بتنا عاهات مدمرة لما بنته الأمم. هل نشعر؟ ... هل نتألم؟ ... هل فقدنا الناس والإحساس؟ أيام النور كنا خير أمة أخرجت للناس. وثار الناس على القهر والفساد والنِعَم والله المنتقم فقدوا الإحساس ونادوا بالقتل والقبر وحقهم بالإفلاس. بات العرب وباء وَجَرَبٌ عرفهم كل من جَرَّبْ. تفننت مختبرات اليهود لاكتشاف المبيد المنشود لأمة القرآن. وكان الاكتشاف لجهل العرب لا مبيد أمضى من جهل العرب إن خُصِّبّ بمعامل صهيون. وكانت المنون أدام الله احسانكم يا محسنون.