كشف تجار جملة عن استيرادهم العديد من المنتجات السورية أخيراً، بعد تراجع الاستيراد لفترة دامت نحو عام ونصف العام، إذ عادت المنتجات إلى الأسواق وكانت أكثر رواجاً من أية فترة مضت، بحسب تعبيرهم، ولم تقتصر المنتجات الموجودة على الخضراوات والفواكه وإنما تعدت إلى منتجات متنوعة مثل البقوليات والسكر وغيرها من منتجات.

 

وأكد التاجر هشام خولي لـ«الحياة» أن «وفرة المنتجات السورية وبكثرة في الأسواق السعودية جاءت نتيجة أسباب عدة من بينها أنه منذ بدء الأحداث في سورية لم يكن الانقطاع للمنتجات السورية بصورة كلية وإنما جزئية».

 

وأشار إلى أن واردات السعودية من المنتجات الزراعية السورية تراجع خلال العام الماضي بنحو 60 في المئة، وأن الكميات المستوردة كانت لا تمثل إلا كميات محددة مقارنة بالكمية الواردات في الأعوام الماضية، وذلك بسبب الأوضاع السورية، وحالياً بدأت الأوضاع تعود تدريجياً، بسبب إمكانات مرور شاحنات البضائع ووصولها إلى الأسواق عن طريق الأردن».

 

من جانبه أوضح أحمد الغنام (مستورد بضائع سورية) أن «المنتجات السورية بدأت تعود بشكل أكبر إلى السوق السعودية بسبب عودة بعض الطرق الرئيسة والسماح للشاحنات بالمرور، علماً بأن الفترة الماضية تم التوجه إلى دول مثل تركيا ومصر والأردن والأسواق الأوروبية لتعويض الفاقد من منتجات السوق السورية، وهذا الأمر أسهم في زيادة الأسعار، إذ إن أسعار الشحن من تلك المناطق أغلى مقارنة بالاستيراد من السوق السورية».

 

وأضاف: «يرتفع استهلاك المنتجات السورية وغيرها من المنتجات العربية في السوق الخليجية عموماً في شهور معينة في العام مثل شهر رمضان ومواسم الأعياد، علماً بأن نسبة الاستهلاك السنوي انخفضت مقارنة بالسابق، وحالياً بدأت تعود المنتجات السورية بشكل تدريجي من دون انقطاع، وأهمها عودة الخضراوات والفواكه وبأسعار مناسبة بعد أن شهدت ارتفاعاً حاداً لقلتها في الأعوام الماضية، وكانت غير متوافرة في غالبية الأوقات». وزاد: «كثيراً ما تعرضنا إلى خسائر بسبب تلف البضائع أثناء التفتيش وصعوبة مرور البضائع وإيقافها ما أدى إلى تراجع الاستيراد، وكانت فترة خسائر على العديد من المستوردين».

 

وأكد أنه يوجد حالياً تنسيق بين تجار الجملة والتجزئة لبيع المنتجات السورية بأسعار مناسبة للحفاظ على وجود تلك المنتجات في الأسواق، وبخاصة أنها الأفضل مقارنة بمثيلاتها من دول أخرى، وأيضاً من جانب الأسعار، وتتمتع جودتها بسمعة جيدة، كما كانت في السابق».

 

وأشار إلى أن «المحال المتخصصة في بيع المنتجات السورية اعتمدت لفترة طويلة على الإنتاج المنزلي، خصوصاً أن الكثير من العائلات السورية استقرت في المملكة بسبب ظروف بلادهم وبعد السماح بالزيارات وتمديدها مدة عام، كانت هذه فرصة للبعض بالاستعانة بأمهاتهم وزوجاتهم لعمل منتجات متنوعة كالمكدوس والمربات وغيرها لبيعها داخل المحال وبأسعار مناسبة».

 

واستحوذت المنتجات الشعبية القادمة من الأردن وفلسطين وسورية على إقبال كبير خلال شهر رمضان، كما أنها تفوقت على المنتجات المشابهة من بلدان أخرى، وبحسب مستوردين فإن النسبة اختلفت بين رمضان هذا العام ورمضان العام الماضي، إذ وصلت نسبة مبيعاتها أكثر من ضعفي العام الماضي (نحو 200 في المئة).

 

ولفت تجار إلى ارتفاع الطلب على منتجات من أبرزها الزيتون وزيت الزيتون والمخللات والأجبان والألبان والبقوليات، والتي لاقت رواجاً بين السعوديين والمقيمين.

 

ولفت محمد سليم البائع في محل مواد غذائية مختص بالمنتجات الفلسطينية والأردنية إلى تردد السعوديين على بضائعه في رمضان الماضي، ناهيك عن المقيمين من منطقة الشام الذين لا يجدون بعض السلع التي تنفد قبل ساعات من وقت المغرب لشدة الطلب عليها.

 

وحول ارتفاع نسبة الشراء قال البائع: «نلاحظ أنه في كل عام يكون الطلب على منتجاتنا المتنوعة وخصوصاً المقدوس السوري والأجبان، وجميع أنواع الأصناف الشعبية التي تجد لها مكاناً على المائدة السورية».

سيريا ديلي نيوز - صحف


التعليقات