أفادت رسالة بريد إلكتروني أرسلها مجهول، أن شركة “جلاكسو سميث كلاين” البريطانية للأدوية تواجه مزاعم جديدة بالفساد ولكن في سورية هذه المرة، حيث اتهمت الشركة إضافة إلى شركة توزيع مرتبطة بها بدفع رشاوى للحصول على أعمال.

 

ووفقاً لوكالة “رويترز” للأنباء، أوضحت الشركة، أنها تحقق في المزاعم الأخيرة التي تعود إلى العام 2010 والتي وردت في رسالة بريد الكتروني تلقتها الشركة في 18 من تموز الجاري، وتتعلق المزاعم بعمليات الرعاية الصحية الاستهلاكية السابقة للشركة في سورية والتي أغلقت في 2012 بسبب الأحداث الجارية.

 

وذكرت “جلاكسو سميث كلاين”، في بيان لها، “لا نتسامح أبداً مع أي تصرف غير أخلاقي، سنجري تحقيقاً وافياً في كل المزاعم التي وردت في هذه الرسالة”.

 

وتواجه الشركة مزاعم بالفساد منذ تموز الماضي عندما اتهمتها السلطات الصينية بتقديم رشاوى تصل إلى ثلاثة مليارات يوان ما يعادل 480 مليون دولار، لأطباء ومسؤولين لتشجيعهم على استخدام أدويتها.

 

ومنذ ذلك الوقت، ظهرت مزاعم بالرشوة ولكن على نطاق أصغر في دول أخرى، وتحقق الشركة حالياً في سوء سلوك محتمل من جانب موظفين في بولندا والعراق والأردن ولبنان.

 

وتعد سورية سادس دولة تضاف إلى القائمة، وتتركز المزاعم هناك حول نشاط الأدوية الاستهلاكية للشركة بما في ذلك عقار “بانادول” المسكّن للآلام ومنتجات العناية بالفم، علماً أن القواعد الحاكمة للترويج للمنتجات التي يمكن تناولها دون وصفات طبية ليست بالدرجة نفسها من الصرامة مثل أدوية الوصفات الطبية.

 

وجاء في الرسالة، التي بعث بها شخص مطّلع على عمليات الشركة في سورية، “أن الرشاوى المزعومة التي جاءت على صورة نقود ومقابل حديث في تجمعات عامة ورحلات وعيّنات مجانية، تنتهك قوانين الفساد”.

 

وقالت الرسالة التفصيلية، التي جاءت في نحو 5000 كلمة ووجهت للرئيس التنفيذي أندرو ويتي ورئيس لجنة فحص البيانات جودي ليوينت: “إن تلك الحوافز أعطيت لأطباء واختصاصيي أسنان وصيادلة ومسؤولين حكوميين للفوز بمناقصات والحصول على ميّزات غير لائقة بالأعمال”.

 

وعلاوة على ذلك، ذكرت الرسالة، “أن جلاكسو سميث كلاين شاركت على ما يبدو، في انتهاكات للقيود على الصادرات السورية بما في ذلك برنامج تهريب مزعوم لتصدير مادة السودوإيفيدرين إلى إيران من سورية عبر العراق، ويصنّف السودوإيفيدرين كمادة أولية لصنع الميثامفيتامين”.

 

وبيّنت الشركة “أنها ستحقق في هذا الأمر إلى جانب المزاعم الخاصة بالرشاوى”.

 

وقالت رسالة البريد الالكتروني: “إن جلاكسو سميث كلاين استخدمت موظفيها ومجموعة معتوق السورية لتقديم مدفوعات غير قانونية”.

 

ورفض مسؤول بشركة “معتوق”، التي مقرها دمشق، التعليق على الموضوع.

 

واعترفت شركة “جيه اس كيه”، في بيانها الصادر الشهر الماضي، بأن مكتب التحقيق في جرائم الاحتيال الخطيرة البريطاني فتح معها تحقيقات جنائية حول ممارساتها التجارية العالمية، وأنها ملتزمة بالتعاون التام مع هذه التحقيقات.

 

وقالت مجموعة “جلاكسو سميث كلاين”، في البيان نفسه: “إنها تأخذ كل مزاعم الرشوة على محمل الجد وأنها لا تصبر على أية سلوكيات غير أخلاقية تتعارض مع إجراءات مكافحة الفساد والرشوة”.

 

وأشارت إلى أنها توظف، في لبنان والأردن والعراق وسورية، حوالى 200 شخص في عمليات الأدوية، مضيفةً أن التهم تتعلّق بعدد صغير من هؤلاء الأشخاص في هذه الدول.

 

وحتى العام الماضي، وجدت الشركة 161 خرقاً أخلاقياً في سلوكيات المهنة في عمليات المبيعات والتسويق.

 

وفي السياق، خضعت مجموعة “جلاكسو سميث كلاين ـ جيه اس كيه” للأدوية البريطانية، لتحقيق جنائي لدى مكتب التحقيقات في جرائم الاحتيال الخطيرة “سي أف أو” في لندن خلال الشهر الماضي، وذلك في أعقاب اتهامها بسلسلة من عمليات الرشى في بعض دول العالم، من بينها دول عربية.

 

وتعاونت مجموعة الأدوية البريطانية العملاقة “جيه اس كيه”، مع مكتب التحقيق في جرائم الاحتيال الخطيرة بشأن تهم تقديم رشاوى بمئات الملايين إلى أطباء ومسؤوليين في عدد من دول العالم لأجل زيادة مبيعاتها.

التعليقات